بعد قضية مقتل المبتعثة السعودية من جامعة الجوف "ناهد الزيد" في بريطانيا، أُثيرت قضية إجبار المعيدين والمحاضرين على الابتعاث الخارجي لاستكمال دراساتهم العليا بجامعات عالمية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، فأصدر الناطق الرسمي باسم الجامعة جميل بن فرحان اليوسف بيانًا خاصًّا حول القضية لتبرير موقف الجامعة. وأوضح "اليوسف"، في البيان، رأي الجامعة في نقاطٍ مهمة تتعلق بضوابط التعيين والابتعاث، فقال إنه فيما يتعلق بالمعيدين والمحاضرين الذين أمضوا سنوات طويلة في الوظيفة ولم يكملوا دراساتهم العليا، فإن الجامعة -وفقًا لتوجيهات وزارة التعليم العالي وما نصت عليه أنظمة الخدمة المدنية- وجَّهتهم إلى ضرورة إكمال دراساتهم أو الإحالة إلى وظائف إدارية في حال عدم رغبتهم أو قدرتهم على الدراسة؛ وذلك لإتاحة الفرصة للراغبين والقادرين وعدم إقفال الطريق عليهم، وهؤلاء وجَّهتهم الجامعة إلى استكمال الدراسات العليا ولم تتطرق إلى كونها داخلية أو خارجية. وأضاف: "فيما يتعلق بالمعيَّنين الجدد، فالجامعة تسعى إلى تحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين وتوجهات التعليم العالي بالمملكة، التي تدعو إلى الاستفادة من الجامعات العالمية العريقة، وابتعاث المعيدين والمحاضرين في التخصصات (العلمية) ليعودوا لخدمة دينهم ووطنهم. وعليه، تم اعتماد التعيين المؤجل أو المشروط، الذي ينص على تعبئة نموذج يتعهَّد فيه المتقدم للتعيين بالجامعة باستكمال دراسته بالخارج. وكل المعيَّنين في الجامعة والمبتعثين منها هم على علم ودراية بهذا الشرط، وتقدموا وحصلوا على فرصة التعيين ثم الابتعاث بكامل رغبتهم وإرادتهم. وتوضح الجامعة أن بعض المتقدمين يُبدون رغبةً في التعيين والابتعاث ثم يعودون إلى المطالبة بالابتعاث الداخلي دون وجود موانع حقيقية من ابتعاثهم خارجيًّا. وهذا يتعارض مع سياسة وتوجُّه الوزارة والجامعة، ويُضيع الفرصة على الجادين في الابتعاث الخارجي دون البحث عن مبررات للعدول عنه والدراسة في الداخل. أما التخصصات الشرعية والأدبية فلا يشترط لها الابتعاث الخارجي. وتابع: "المبتعثة ناهد المانع -رحمها الله وتقبلها شهيدة بواسع رحمته ومغفرته- هي نموذج للفتاة السعودية المحافظة على ثوابتها وعقيدتها مهما ابتعدت عن الوطن، ومثال للفتاة الطموحة التي اختارت الطريق الأصعب، تطويرًا لقدراتها ومعارفها، فنسأل الله لها الرحمة والمغفرة ولذويها الصبر والسلوان. وتؤكد الجامعة أن ابتعاثها كان بمتابعة شخصية من والدها الفاضل ناصر المانع الذي لم يتقدم إلى الجامعة بأي اعتراض رسمي على ابتعاث ابنته إلى الخارج، وكان يتابع إجراءاتها شخصيًّا، حالها حال غيرها من المبتعثين والمبتعثات الذين يتلقون العلم في جامعات عالمية مختلفة بمحض رغبتهم وإرادتهم. وأخيرًا، تؤكد الجامعة للجميع تمشِّيها مع رؤية وسياسة الدولة الرشيدة، وأن حرصها على ابتعاث المنسوبين إليها من الجنسين في التخصصات العلمية، يصب في مصلحة الوطن عمومًا، ومجتمع الجوف والجامعة خصوصًا، من خلال نقل وتوطين العلوم والتقنيات الحديثة، وبناء عضو هيئة التدريس في أرقى الجامعات العالمية. وهذا يتوافق تمامًا مع توجهات وأهداف هذه الدولة المباركة التي تسعى إلى الارتقاء بالجامعات، خصوصًا الناشئة منها. وذكر البيان أن الجامعة لم تجبر أيًّا من المنتسبات إليها على الابتعاث، وإذا ثبت لها وجود ما يُعيق ابتعاث المنتسبات إليها من حالة صحية أو عدم وجود محرم يرافقها ويوفر لها الحماية بعد رعاية الله، فإن الجامعة تتنازل عن شرط الابتعاث الخارجي، وقد تم ابتعاث عدد من المنتسبات إليها لجامعات داخلية.
مشاركة :