رحمك الله يا أبا رائد مفرح الطلاب أحمد صالح حلبي لم يكن يوم السبت الماضي يوم اعتياديا في حياتي الشخصية ، إذ خرجت عن الروتين اليوم المعتاد بخبر مؤلم اهتصر فؤادي بعد مكالمة هاتفية وصلتني صباحا ، كان محدثي هو الابن ريان ابن أستاذنا سراج عباس حياة ، وكانت كلماته محملة بألم وحزن شديدين مضمونها أن والدهم وأستاذنا سراج عباس حياة انتقل إلى جوار ربه الكريم . لم أتمالك نفسي وأنا أسمع هذا الخبر فقبلها بأيام معدودات كنت مع زميلي الندوي أحمد الأحمدي نتحدث عنه ، اذ قال الأحمدي لم اتصلت بالأستاذ سراج وحالته الصحية صعبة فدعنا نرتب زيارة له ، والحقيقة أنني لم أنتظر طويلا اذ سرعان ما اتصلت بالأستاذ سراج فرد على اتصالي وآثار المرض واضحة على لسانه ، وقلت له مداعبا كما هي العادة بيننا يا أبو رائد عبي الشاي ولاتنسى السكر قليل . وبعدها بأيام قلائل كنت والزملاء أحمد الأحمدي وحامد علي حامد وعثمان مدني قد وضعنا ترتيباتنا للقيام بزيارته يوم السبت مساء ، باعتبار أن هذا يوم إجازة لنا جميعا ومن المؤكد وجود ابنيه رائد وريان . لكن الموت كان أسرع منا فقبل زيارته صحيحا مساء كنا قد وضعناه بقبره عصرا ، فرحم الله أستاذنا سراج عباس حياة وأسكنه فسيح جناته جزاء ما قدم من أعمال وخدمات لاتنسى ، يوم كان مشرف صفحة عزيزي المحرر بالعزيزة على قلوبنا النـدوة ، وكان المحرر المتخصص في نتائج الثانوية العامة للبنات بمكة المكرمة حيث كانت نتائج البنات تصدر من مكة المكرمة ونتائج الأولاد من جدة ، وكان رحمه الله يحضر نسختان من النتائج الأولى تسلم للجريدة ـ وكان لايسلمها إلا لرئيس التحرير الأستاذ / يوسف دمنهوري ـ يرحمه الله ـ وان لم يجده فيسلمها للأستاذ / عيسى خليل ـ يرحمه الله ـ وكان يقول إذا تبغوا نتائج اتصلوا على البيت ، ومن باب المداعبة كنا نقول له عشان نجبلك هدية البشرى ، فيرد بشرى أتزوجت وانتم ما تجيبوا شيء . وان كان المجتمع المكي قد عرف الأستاذ / سراج حياة عبر صفح’ عزيزي المحرر التي كانت تنشر مرتان في الأسبوع فقد عرفه أيضا من خلال صفحة المجتمع في أسبوع التي كانت متخصصة في نشر أخبار الأفراح والمواليد والترقيات . والآن وبعد أن غاب سراج عباس حياة عن الأعين فانه في القلوب ساكن ، وليس في قلوبنا نحن كزملاء عملنا معه ، بل كتلاميذ بدأنا مشوارنا معه ، وأذكر أن بداياتي الأولى في كتابة المقالات على بصفحته ، وكنت ألح عليه أن ينشر مقالي على عامودين ، فيرد لسه انت طالب ابتدائي إن شاء الله إذا نجحت أنشره على عامودين ، وكنت أظن حينها أنه يداعبني لكني عرفت أنه مع مرور الايام يمكن للكاتب أن ينمي قدراته ويرتقي بمستواه . فليرحم الله سراج عباس حياة ويسكنه فسيح جناته جزاء ماقدم من عمل .
مشاركة :