صنعاء - حذر منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي مكغولدريك في صنعاء الخميس من أن تركيز الجهود على مكافحة تفشي الكوليرا في اليمن يهدد بتفاقم الأزمة الغذائية في البلد الغارق في نزاع مسلح. وقال المسؤول الدولي في مؤتمر صحافي إن "المنظمات الإنسانية عدلت في برامجها الخاصة بمكافحة سوء التغذية لتركز مصادرها على مكافحة الكوليرا"، مضيفا "إذا لم نجد بديلا لهذه المصادر، فان هذا الأمر سيفاقم أزمة الغذاء". وتابع إن غالبية المساعدات المالية البالغة 1.1 مليار دولار والتي أعلنت عنها دول مانحة في أيار/مايو الماضي لم تصل إلى الجهات المعنية في اليمن بعد. وتابع "نحاول القيام بكل ما نستطيع، لكن الأمر اكبر مما نحن قادرون على التعامل معه". بحسب الأمم المتحدة فإن نحو 19 مليون شخص في اليمن أو ثلثي السكان تقريبا بحاجة ماسة إلى مساعدات غذائية طارئة، بينما يعاني 17 مليونا من الجوع ما يجعل من هذا البلد "أكبر أزمة غذائية في العالم". وقالت إن مصير الأطفال مثير للقلق إذ أن "طفلا دون الخامسة يموت في اليمن كل عشر دقائق لأسباب يمكن تفاديها". من جهته شدد مدير صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أنطوني لايك على صعوبة الوضع لأن "هؤلاء الأطفال لا يمكنهم الانتظار إلى أن يتم الإعلان رسميا عن المجاعة". ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً دامياً بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية، وسقطت العاصمة صنعاء في أيدي الحوثيين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيداً مع انطلاق تدخل عسكري لتحالف عربي بقيادة السعودية في البلاد في آذار/مارس 2015 وقتل منذ ذلك الحين ثمانية آلاف شخص جراء النزاع. وتسببت الحرب بانهيار البنى التحتية الطبية والصحية في البلاد، ما ساهم في أواخر نيسان/ابريل في تفشي الكوليرا للمرة الثانية في أقل من عام. وتسببت الموجة الأخيرة في وفاة نحو 1600 شخص والاشتباه بإصابة أكثر من 270 ألف شخص آخر. وتقول الأمم المتحدة أن نحو سبعة ملايين شخص يواجهون خطر المجاعة في اليمن. يعتمد اليمن بشكل أساسي على الواردات التي يصل قسم كبير منها عبر مرفأ الحديدة. ودعت الأمم المتحدة التحالف العربي إلى عدم استهداف المرفأ الاستراتيجي الخاضع لسيطرة الحوثيين.
مشاركة :