مدير سندات يشتري ملابسه مرة كل سنة!

  • 7/6/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رزان عدنان | يرفض أفضل مدير سندات في أميركا أن يدفع سعر ما يشتريه كاملاً، ويبتاع ملابسه مرة كل عام، ليحصل على خصم 40 في المائة. باع منزله، وادّخر أرباحه، واستأجر شقة في عام 2006، لأنه كان يرى حينها أن أسعار المنازل متضخمة. بعد ست سنوات، اشترى منزلاً آخر لاعتقاده أن العقارات بصدد أن تتعافى. مؤخراً، اشترى سندات شركات طاقة بعد أن وصل سعر برميل النفط إلى مادون 30 دولاراً، إضافة إلى استثماره في شركات مصنعة لألعاب الكمبيوتر، ومطوري عقار وشركات منتجة لمواد البناء. يحب أن يرى ما يشتريه، لهذا ذهب إلى ماكاو. علاوة على ذلك، اشترى سندات أصدرتها الأرجنتين، البرازيل، شيكاغو، اليونان، إلينوي، الكويت، والمكسيك، جنوب إفريقيا، السعودية، لأنها كانت رخيصة. في بداية العام الجاري، تحوّط من موجة التفاؤل حيال قوة الاقتصاد الأميركي، فاشترى سندات خزينة وعقود بيع آجل مدة استحقاقها 10 سنوات. على عكس كثير من النقاد بعد انتخابات نوفمبر، رفض أن يزج نفسه في هذه الموجة عقب فوز ترامب في الانتخابات والتحسن الذي طرأ على الأسواق، وركز على النمو البطيء والتضخم المنخفض، مع رفع مجلس الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة. إضافة إلى ذلك، لا يرى سبباً يدفعه للاستثمار في المملكة المتحدة، حيث مضى عام على تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبي، فبحسب اعتقاده أن الجنيه ضعيف، والاقتصاد يعاني، والتضخم في ارتفاع. لا يحب استثماراته، وقطع عهداً على نفسه ألا يتزوج. إنه مارك ريتشارد كيسل، مدير صندوق الشركات المصنفة من الدرجة الاستثمارية في شركة بيمكو، ويساوي الصندوق 10.36 مليارات دولار، تأسس منذ عام 2002، علاوة على أنه رئيس الاستثمارات في وحدة الائتمان العالمي في الشركة. كيسل ليس من الشخصيات المشهورة التي ارتبط اسمها بشركة بيمكو، لكن محفظته مازالت تحقق عوائد استثنائية وتعد «الرقم واحد} في أميركا خلال الأشهر الاثني عشر الأخيرة. خلال هذه المدة، بلغ مجموع العائد على صندوقه 5.3 في المائة أو 3.4 نقاط فوق المعيار القياسي للصناديق ضمن الفئة ذاتها. ويتميز صندوق شركة بيمكو أنه طوال الأعوام العشرة الماضية، تفوق على المؤشر بنسبة 41 في المائة. واستفاد الصندوق أيضاً من توقعات كيسل تجاه تشديد مجلس الاحتياطي الفدرالي لموقفه الائتماني، مع دخول التوسع المالي في الولايات المتحدة عامه الثامن، منذ الأزمة المالية في 2008. وكانت ردة فعله أن قلص الاستثمار في السندات الحكومية بنسبة 20 في المائة تقريباً، أقل بواقع 5 نقاط مئوية من وزن صندوقه قبل عام. من ناحية أخرى، استغل كيسل الفرصة ليشتري سندات رخيصة جداً أصدرتها الأرجنتين والبرازيل والمكسيك حيث مازالت أميركا اللاتينية تعيش في ركود. ثقته في الصناعة المالية تشكلت من إيمانه بالشركات التي تظهر شهية حقيقية على الديون التي تقاس بنسبة مجموع الديون ناقص السيولة النقدية لتقييم الشركة. يقول كيسل: «إذا استطعت تخمين إلى أين سيتجه صافي الدين قياساً إلى قيمة الشركة في هذه المؤسسات في أنحاء العالم، فستعرف ماذا تشتري ومتى تشتري». وأضاف أن إدراكه لنقاط ضعف وقوة الشركات تكرس عنده بفضل العلاقات الشخصية الممتدة منذ زمن طويل وتعود إلى أيامه كمحلل ائتماني صغير في شركة بيمكو. في هذا الصدد، يقول كيسل: «الكثير من الرؤساء الماليين ومديري الخزينة الذين اعتدت الحديث معهم، يديرون الآن الشركات». وحول نظرته إلى الديون البعيدة الأجل، أوضح أنه من خلال شراء هذه الشرائح فهو يخفض المخاطر، ويبني محفظة أكثر دفاعية من أجل المستقبل. وقال: «الطلب على الأصول المدرة للدخل ذي النوعية العالية أكثر مما هو معروض من هذه الأصول. لهذا إذا استطعت إيجاد الحلول، أي الحلول الفريدة، سواء كانت الأصول دولة، أو شركة، حيث الأساسيات بصدد أن تتحسن فعلياً، عليك أن تشتري».

مشاركة :