أكد الحكم الدولي في كرة القدم، يعقوب الحمادي، أنه دخل مجال التحكيم بالمصادفة أثناء ادارته مباريات لفريق الحواري والشوارع في المنطقة التي يقطن بها، مشيراً الى أن مدرباً سودانياً كان يعمل في فرع نادي بني ياس في المنطقة الغربية وراء دخوله مجال التحكيم في عام 2005، بعدما ألح عليه بشدة أن يتقدم لدورة تحكيم في اتحاد الكرة، كون بنيته الجسمانية تساعده على النجاح في هذا المجال، لافتاً الى أنه يتعامل مع الضغوط التي يواجهها بشكل عادي، ويقرأ الصحف، ويمارس حياته العادية حتى قبل أي مباراة مهمة يديرها. وقال الحمادي لـ«الإمارات اليوم» إن مهنة التحكيم فيها ضغوط كثيرة، وقد تعرض الحكم للاصابة بالسكري، لكنه اشار الى ان اطرف وأصعب المواقف التي واجهته خلال مشواره في التحكيم، نسيانه الصافرة في غرفة الملابس بإحدى المباريات في كأس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم، لكن الحكم الرابع أنقذ الموقف عندما قام بإحضار الصافرة، وواصل ادارته المباراة.. وتالياً نص الحوار: -- كيف تقيّم مستواك التحكيمي في الموسم الماضي؟ • قانوني: بيتي وأسرتي وعملي والتحكيم. • انطلاقتي كانت 2012 في نصف نهائي كأس اتصالات بين الأهلي والوصل. • أتعامل مع المباريات وفقاً للقانون، وليس حسب ألوان الفريقين. • فريد علي دعمني بقوة، وقدّم لي النصائح. السيرة الذاتية بدأ الحمادي، الذي يعمل ضابطاً في شرطة أبوظبي، مسيرته في التحكيم عام 2005، بالمصادفة لأنه لم يكن يمارس كرة القدم في أي نادٍ، لكنه دخل دورة لتأهيل الحكام المستجدين وحصل على المركز الثاني، وواصل مشواره حتى نال الشارة الدولية 2015. لمحة تاريخية أدار الحمادي في الموسم الماضي أكثر من 100 مباراة بدوري الخليج العربي، أبرزها نهائي كأس رئيس الدولة بين الوحدة والنصر، إضافة الى مشاركته في إدارة ثلاث مباريات في كأس الاتحاد الآسيوي. المناسبة دخوله قائمة الحكام النخبة في آسيا في 2016، فضلاً عن ظهوره خلال الموسم الكروي الماضي بمستوى كروي متطور، وتم تكريمه من قبل لجنة الحكام خلال الحفل السنوي الذي اقامته اللجنة أخيراً في هذا الخصوص، باعتباره من الحكام المتميزين خلال الموسم الماضي. - أمنح نفسي ثماني من 10 درجات، وجاء تقييمي لنفسي بناء على أمور كثيرة من بينها ادائي خلال المباريات المختلفة وحضوري الاجتماعات الفنية الخاصة بالتحكيم، فضلاً عن مشاركتي في التدريبات الخاصة بالتحكيم، إضافة الى المشاركة في إدارة مباريات في كأس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم. وبالنسبة لي فانني في نهاية كل موسم أقوم بتقييم مستواي التحكيمي للوقوف على الإيجابيات والسلبيات على حد سواء، وأعتقد أنني قدمت مستوى تحكيمياً في الموسم الماضي أفضل من الموسم الكروي قبل الماضي. -- هل تعتقد أن مجال التحكيم صعب أم سهل؟ - في تقديري أن مجال التحكيم صعب للغاية، وإذا لم يكن لدى الحكم قوة إرادة فانه من الممكن أن ينتهي مشواره التحكيمي من خلال مباراة، والتحكيم قد يعرض الحكم لامراض كثيرة مثل السكري وغيرها، نظراً للضغوط الكثيرة التي قد يواجهها خلال مسيرته في التحكيم، لذلك لابد لحكم كرة القدم أن يكون صبوراً، ولديه استعداد قوي لتحمل الضغوط التي يتعرض لها في مختلف المباريات. -- من كان يدعمك خلال مشوارك في التحكيم؟ - بصراحة الحكم الدولي السابق فريد علي وقف معي، وكان يدعمني بقوة ويقدم لي النصائح التي استفدت منها كثيراً خلال مشواري في التحكيم. -- هل تأثرت بشخصية معينة عند دخولك مجال التحكيم؟ - تأثرت بالحكم المونديالي السابق علي بوجسيم، الذي اعتبره دائماً رمز في هذا المجال، نظراً لقوة الشخصية «والكاريزما» التي يتميز بها داخل الملعب، كما انني تعلمت أيضاً الكثير من الحكمين الدوليين السابقين محمد عمر وفريد علي من خلال الاحتكاك المستمر معهما قبل اعتزالهما التحكيم. -- كيف دخلت مجال التحكيم؟ - دخلت مجال التحكيم بالمصادفة، وكما هو معروف فانني لم يسبق لي اللعب في نادٍ، وكنت وقتها امارس التحكيم من خلال المباريات التي تحدث في الحواري وفي الشوارع بمنطقة المرفأ في المنطقة الغربية في عام 2003، وقد صادف أن شاهدني مدرب سوداني اسمه حسن الطاهر ويعمل بنادي بني ياس فرع المنطقة الغربية، وقال لي بالحرف الواحد إن بنيتك الجسمانية تؤهلك للنجاح في مجال التحكيم، وألح عليّ أن ادخل هذا المجال وانه يعرف الحكم الدولي السابق فريد علي وطلب مني بعض الأوراق الخاصة بدخول هذا المجال لاعطائها لفريد، وبالفعل قدمت لمقابلة فريد وسلمته الأوراق المطلوبة وقدمها بدوره لاتحاد الكرة، وشاركت بعدها في دورة خاصة بالتحكيم، وحصلت على المركز الثاني، ومنذ ذلك الوقت واصلت مشواري في هذا المجال. -- ما المباراة التي كانت سبباً في نجاحك بالتحكيم؟ - مباراة الأهلي والوصل في الدور نصف النهائي في كأس اتصالات في عام 2012 هي التي كانت سبباً في بروز صافرتي بقوة، ومن هذه المباراة بدات انطلاقتي الحقيقية في مجال التحكيم، رغم أنني كنت وقتها عائداً من الإصابة، وأذكر أن اكثر من حكم تم تعيينهم لادارة المباراة، لكنهم اعتذروا عن عدم إدارتها، واتصل بي وقتها مسؤولون في لجنة الحكام وطلبوا مني ادارتها ووافقت على الفور دون أي تردد. -- كيف تتعامل مع الضغوط التي تواجهها أثناء المباريات؟ - أستعين بخبراتي التي اكتسبتها في التحكيم على مدى سنوات طويلة على مواجهة أي ضغوط، خصوصاً أن مجال التحكيم دائماً ما يواجه فيه الحكم ضغوطاً كثيرة، نظراً لكون الأخطاء التحكيمية لن تنتهي حتى بوجود تقنية الحكم الفيديو في المباريات وبالنسبة لي فانني دائماً اتعامل مع المباريات التي اديرها بصورة عادية قبل واثناء المباراة، حيث أقوم بقراءة الصحف وأمارس حياتي بشكل عادي. وفي تقديري أنه امر طبيعي أن يقوم رئيس مجلس إدارة أي نادٍ أو لاعب بممارسة ضغوط على الحكم، رغم أن ذلك لن يغير شيئاً في نتيجة المباراة ودائماً عندما ادير أي مباراة فانني لا انظر الى ألوان الفريقين وانما اتعامل مع المباراة وفقاً للقانون. -- ما أطرف موقف مر بك خلال مسيرتك كحكم؟ - من المواقف الطريفة التي تعرضت لها ولن أنساها كانت خلال الموسم الكروي الماضي، إذ كنت ادير مباراة بين فريقي هانوي أو دان انغ الفيتنامي وسيريس نيقروس الفلبيني في العاصمة الفلبينية، ضمن مباريات كأس الاتحاد الاسيوي وبعد انتهاء فترة الراحة في الشوط الأول دخلت الى الملعب لبدء مجريات الشوط الثاني، لكنني اكتشفت انني نسيت صافرتي في غرفة تبديل الملابس ودون أن يشعر أحد ذهبت الى الحكم الرابع، وهو العماني محمود المجرفي، وطلبت منه الذهاب الى غرفة تبديل الملابس واحضار الصافرة، وبالفعل عاد بعد نحو دقيقة واحدة ومعه الصافرة، وواصلت إدارة المباراة، وكان هذا الموقف من المواقف الطريفة التي تعرضت لها خلال مشواري في التحكيم. -- كيف توازن بين عملك الرسمي كضابط في الشرطة وبين التحكيم كهواية؟ - هناك قاعدة ثلاثية أعمل بها دائماً كحكم، وهي بيتي وأسرتي وعملي والتحكيم، إذ عندما أكون في العمل أعطي كل وقتي لعملي، وكذلك عندما أكون مع اسرتي في البيت فانني أحاول الابتعاد عن الأمور الخاصة بالعمل وكذلك بالتحكيم. -- من برأيك أفضل لاعب في الدوري الموسم المنصرم؟ - مهاجم الأهلي السنغالي ماكيتا ديوب يعد أفضل لاعب في الدوري الاماراتي خلال الموسم الماضي. -- ما أصعب مباراة واجهتك في الموسم الماضي؟ - مباراة الوحدة والجزيرة في الجولة 15 من دوري الخليج العربي خلال الموسم الماضي التي انتهت بفوز الجزيرة بخمسة أهداف مقابل هدف تعد من اصعب المباريات التي ادرتها، وقد قمت خلالها بطرد ثلاثة لاعبين من الوحدة بينهم حارس المرمى راشد علي، فيما تعد مباراة الوحدة والنصر في نهائي كأس رئيس الدولة للموسم الماضي من أجمل المباريات التي ادرتها دون اي اخطاء مؤثرة، وذلك بشهادة جميع الخبراء ومحللي التحكيم رغم أنها مباراة جمعت فريقين كبيرين، مثل الوحدة والنصر. -- هل تتابع المباريات العالمية؟ - أتابع باستمرار مباريات في الدوريات الاسبانية والانجليزية والإيطالية وغيرها، وذلك للتعلم والاستفادة، خصوصاً الأمور المتعلقة بالتحكيم، وذلك من أجل تثقيف نفسي وتطوير قدراتي التحكيمية باستمرار.
مشاركة :