«غريق يتسلى في أرجوحة».. غربة الإنسان في مجتمعه

  • 7/7/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: محمد ولد محمد سالم تتناول رواية «غريق يتسلى في أرجوحة» ليوسف المحيميد غربة الفرد ووحدته، في مجتمع تقليدي، ومحاولته التحرر من سلطة ذلك المجتمع بالجمال، ومقاومة قسوته وعنفه بالفنون، ذلك هو حال «فيصل» بطل الرواية الذي يمتهن الإخراج السينمائي، ويعيش وِحدة بسبب عدم تفهّم مَن حوله لطبيعة الفن الذي يمارسه، وإنكارهم عليه ومعارضتهم لامتهانه له، وتتداخل الوحدة التي يعيشها مع عجزه عن إيجاد فكرة لفيلمه القصير، الذي ينبغي يود إنجازه للمشاركة في إحدى المسابقات، ولا أحد يناصره فيما يفعله إلا ناهد، الفتاة التي رآها مصادفة في أحد المهرجانات التي شارك فيها، وتطوّرت علاقتهما سريعاً، فصارت تشاركه اهتمامه وولعه بالسينما.في مراجعات القرّاء للرواية، يجمع كثير من الآراء على أن الميزة الأساسية في هذه الرواية، هي الوصف الدقيق للمكان، فقد نجح في تقديم صورة جليّة واضحة عن مدينتي جدة والرياض. ويقول أحد القرّاء عن هذه الدقة في توصيف المكان: «أحب أن أقرأ عن مدينتي؛ الرياض كما يكتبها؛ لأنني أراها بعلاقاتها الأسرية والمناطقية وقصص الحب الخفية. وقد قرأت لروائيين سعوديين، لكنّ ليس منهم من يلامس هذا الواقع، كما يلامسه المحيميد».ويضيف قارئ آخر على ميزة تصوير المكان ميزة القوة الأسلوبية والشاعرية في جمل المحيميد، حيث يقول: «نجح المؤلف في نقل شوارعنا ومدننا ومقاهينا إلى نسيج الرواية لنتذوق طعم الواقعية الفنيّة، كما استخدم أدواته اللغوية والروائية لينتج لنا صورة مكثّفة شاعرية تعيش في وجداننا».أما في ما يتعلق بما يأخذه القرّاء على الرواية، فقد رأى البعض أن موضوع الحب الذي نشأ بسرعة بين فيصل وناهد، والطريق المسدود الذي يصل إليه بسبب الرقيب الاجتماعي، هو موضوع مكرر في روايات المحيميد، كما في كثير من الروايات السعودية، وأن الكاتب لم يضف فيه جديداً. يقول أحد القراء: «المتعة الحقيقة بالنسبة لي في نصوص المحيميد، هي حضور المكان في تعريجات النص، ليرسم لك ملامح المشهد ويعزز حضوره في ذهنك، لكن ما يعيب المحيميد كما أغلب زملائه من كتاب الرواية السعوديين أنهم يدورون في نفس الدائرة دائماً، وهي موضوع الحب تحت رحمة الرقيب. الحب التعسفي الذي يبدأ بعشق قوي، وينتهي بلا شيء».ويضيف قارئ آخر: «رواية جميلة نوعاً ما، سلسة خفيفة، لكنّ قصتها مستهلكة، وقد تمنّيت ألاَّ يكون الحب فيها مستهلكاً ومكرراً؛ لأنه أوقع الكاتب في الرتابة، وتكرار القصص ذاتها».ومن الملاحظات التي ترددت لدى قرّاء متعددين، الإحساس بعدم اكتمال الرواية، حيث بدأت قوية خلال أربعين صفحة الأولى، ومهدت لطرح المشكلة التي يعانيها بطلها، لكنها بعد تلك الصفحات سقطت في التكرار وبساطة التناول، وانتقلت من مشكلة ثقافية اجتماعية عميقة، إلى مجرد علاقة رومانسية سطحية بين شاب وشابة. يقول أحد القراء: «أول فصل من الرواية رائع جداً، بل يكاد يكون هو الشيء الوحيد الجميل في الرواية. من المحبط حقاً أن كل ما تلا ذلك هو قصة حب عادية وأحداث غير مترابطة». ويضيف قارئ ثانٍ: «عند قراءتي لأول ثلاثين صفحة في الكتاب والنبذة التي على غلافه اقتنيته مباشرة، وبعدما قرأته ووصلت لآخر ثلاثين صفحة ندمت على أني تلهفت جداً لقراءته».

مشاركة :