تواصل القوات العراقية خوض معاركها لطرد تنظيم داعش من آخر مواقعه في المدينة القديمة بغرب الموصل، حيث لا يزال نحو 20 ألف مدني عالقين وسط ظروف «خطرة جداً»، بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة، فيما أعلن الجيش الفرنسي أن مقاتلاته شنت 600 غارة خلال المعركة التي تخوضها القوات العراقية في الموصل. وقالت المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي، إن «تقديرنا في المرحلة الحالية أنه في آخر جيوب المدينة القديمة، قد يوجد ما يقارب 15 ألف مدني، واحتمال أن يكونوا 20 ألفاً». وأضافت أن «هؤلاء العالقين في تلك الجيوب، هم في حالة يرثى لها. نرى صوراً مزعجة جداً لأشخاص حرموا من الطعام لفترات طويلة، ويبدون في حالة إرهاق شديد». وتابعت «هم في خطر كبير جراء القصف ونيران المدفعية المتبادلة. مسلحو داعش ما زالوا يستهدفون المدنيين بشكل مباشر إذا حاولوا المغادرة». أهداف مهمة وأعلنت الشرطة الاتحادية العراقية سيطرة قواتها على عدد من الأهداف المهمة في محيط منطقة (النجفي) بالجانب الغربي من الموصل إذ تحكم قبضتها على حركة عناصر تنظيم داعش من خلال نشر القناصين في المدينة. وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت في بيان إن قوات الشرطة تشن هجوماً مباغتاً لاقتحام منطقة (النجفي) وتحاصر جامع (القطانين)، في حين تتقدم تلك القوات من جنوب المنطقة للتوغل باتجاه ساحة (صقور الحضر) للسيطرة على شارع (النجفي). وأضاف أن قوات الشرطة تمكنت من قتل 15 عنصراً من (داعش) ودمرت ثلاثة مواضع للقناصين وفككت 46 عبوة ناسفة وأربعة أحزمة ناسفة كما استولت على مستودع يحوي 18 صاروخاً مضاداً للدروع. وذكر جودت أن فرق الإغاثة التابعة للشرطة الاتحادية أجلت 45 عائلة محاصرة وقدمت لها الإسعافات الطبية ونقلتها إلى المناطق الآمنة مضيفاً أن الشرطة الاتحادية سيطرت على مركز لتدريب الإرهابيين المعروف بمعسكر (أبومسعود). غارات فرنسية إلى ذلك، قال الناطق باسم الجيوش الفرنسية الكولونيل باتريك ستيغر خلال مؤتمر صحافي إن المقاتلات الفرنسية شاركت في معركة تحرير الموصل بـ600 غارة وأوضح أن بلاده شاركت في المرحلة الأولى ب 300 غارة لمواكبة قوات الأمن العراقية وتطويق المدينة بهدف قطع أي تعزيزات ممكنة من الخارج. وأضاف «في مرحلة ثانية (...) شنت (القوات الفرنسية) 300 غارة جوية أخرى و1200 مهمة قصف مدفعي». وحذر الناطق الفرنسي من التسرع في إعلان تحرير الموصل من المسلحين، مؤكداً أنه «ما زال هناك كيلو متر مربع واحد، ولكن هذه كانت الحال في سرت وبنغازي (الليبيتين) وقد تطلب الأمر أشهراً لاستعادة» هذه المساحة الضيقة من المسلحين»، وأضاف «السؤال ليس ما إذا كانت الموصل ستسقط بل متى سيحصل ذلك».
مشاركة :