يستعيد فنان العرب محمد عبده، ذاكرة مسرح المفتاحة العريق، وجماهيره الذين طالما اشتاقوا إلى لحظة لقاء وخطاب موسيقي خاص، حظي باهتمام متفرد استمد نبضه من ألحان الطبيعة والجبال الشامخة، ومن هيبة المطر في ليلة فارقة، عندما يحيي الليلة أولى حفلات ليالي أبها الغنائية ضمن مهرجان أبها يجمعنا، المواكب لاحتفالات المدينة بلقب عاصمة السياحة العربية 2017. وقد كان فنان العرب آخر من وقف على خشبة مسرح المفتاحة في حفلات ليالي أبها الغنائية 2007، وسيكون أول من يعود إليها بعد عودتها. ويتوقع أن تعود الذكريات؛ لتقول كلمتها في افتتاحية حفلات ليالي أبها الغنائية التي كان أول عناوينها هذا الفن الراقي الذي طالما خاطب الوجدان وتماهى مع سيمفونيات خاصة، لم تعزف ولم تصدح إلا خلال هذا الصوت الذي يحرص ويهتم بالتفاصيل، وبدقة المعاني والألحان، ولم تخضع لرتابة التكرار، بل تفوقت على أحدث الأغاني ببساطة المشاعر وصدق اللغة. ويرجح أن يغني محمد عبده روائع ارتبطت بالجنوب، وترسخت في ذاكرة إنسانها، مثل «أنورت سودة عسير» و«ظبي الجنوب» و«صبيا»، فلم يترك معلما سياحيا وجماليا إلا وغازل جمال السحاب والغزلان والأجواء، بمقطوعات صاغتها أفواه الشعراء من المبدعين، بعبارات ترامت بين أحضان الطبيعة، وخاطبت هذه المشاعر المساحة الفارهة من الجمال الشعري والفني والتردد المختلف للغة.
مشاركة :