< أدى هجوم إرهابي شنه مجهولون على دورية أمنية في حي المسورة بالقطيف، أمس «الخميس»، إلى استشهاد العريف عبدالله التريكي، وإصابة ستة من زملائه، أثناء وجودهم في موقع مشروع تطوير حي المسورة، لتأمين موقع المشروع والعاملين فيه من مقاولين تابعين لأمانة المنطقة الشرقية، بحسب ما أكدته مصادر أمنية، وجاء هذا الاعتداء الإرهابي بعد أقل من 48 ساعة على استشهاد الوكيل رقيب عادل العتيبي، وإصابة ثلاثة من زملائه بالسيناريو نفسه بعد استهداف دوريتهم. وأوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية أنه عند الساعة العاشرة من صباح أمس (الخميس) تعرضت دورية أمن لاعتداء إرهابي أثناء أدائها مهامها لحفظ الأمن بحي المسورة بمحافظة القطيف، بواسطة مقذوف متفجر، مما نتج منه استشهاد العريف عبدالله تريكي التركي، وإصابة ستة من رجال الأمن ونقلهم إلى المستشفى، مشيراً إلى أن الجهات الأمنية باشرت التحقيق في الجريمة الإرهابية التي لا تزال محل المتابعة الأمنية. وشيعت محافظة الأحساء بعد مغرب أمس الشهيد التريكي وسط حضور كبير من الأهالي وزملاء الشهيد. وعلى صعيد متصل، ‏قدم أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز، تعازيه ومواساته لذوي الشهيد الوكيل رقيب عادل بن فالح العتيبي، الذي استشهد بيد الغدر والإرهاب أثناء تأديته مهمات عمله في محافظة القطيف. وأكد خلال اتصال هاتفي بذوي الشهيد العتيبي أن الشهيد لقي ربه مدافعاً عن دينه ووطنه، قائماً بواجبه في حماية الأمن والأرواح والمقدرات، مشدداً على أن هذه الفئة التي تمادت في غيها ينتظرها المصير المحتوم وستطاولهم يد العدالة لتقتص منهم، لينالوا الجزاء الرادع على ما اقترفته أيديهم، وفق الشرع المطهر. وشكر ذوو الشهيد العتيبي أمير المنطقة الشرقية على مشاعره ومواساته لهم التي كان لها بالغ الأثر في تخفيف مصابهم، مؤكدين ثقتهم في قدرة الأجهزة الأمنية على تعقب الجناة والإطاحة بهم. وباستشهاد العريف التريكي من قوات الطوارئ الخاصة أمس ارتفع عدد شهداء الواجب، الموجودين لتأمين تطوير حي المسورة إلى خمسة شهداء من العناصر الأمنية، وجميعهم يعملون في قوات الطوارئ الخاصة خلال أقل من شهرين على انطلاق مشروع تطوير حي المسورة في العوامية، وهم الجندي أول وليد الشيباني، والعريف عبدالعزيز التركي، والرائد طارق العلاقي، والوكيل رقيب عادل العتيبي، والعريف عبدالله التريكي الذي استشهد صباح أمس، إضافة إلى إصابة نحو 25 شخصاً بينهم 17 عنصراً أمنياً تم استهدافهم بأسلحة نارية، ومقذوفات متفجرة في محافظة القطيف. وتواصل أمانة المنطقة الشرقية استكمال المرحلة الأولى من تطوير حي المسورة في بلدة العوامية بمحافظة القطيف، وسط حماية أمنية، بعد تعرض الآليات والمعدات التابعة لأمانة الشرقية لإطلاق أعيرة نارية، من جانب عدد من الإرهابيين الذين اتخذوا من الحي ملجأً لهم، وقتل عدد منهم أثناء اعتراضهم لأعمال التطوير، وذلك بعد البدء في أعمال الإزالة. وجاءت المرحلة الأولى لتطوير حي «المسورة»، بعد استكمال إجراءات نزع الملكيات لـ488 عقاراً، بإجمالي مبالغ تجاوز الـ550 مليون ريال، إذ بدأت أعمال الإزالة، بموجب نظام نزع الملكية للمصلحة العامة، بعد ترسية المشروع للإفادة من الموقع الذي تتجاوز مساحته 188 ألف متر مربع، وتقديم خدمات ومرافق تلبي حاجات المجتمع المحلي، وإبراز العناصر الطبيعية، إضافة إلى المحافظة على الهوية العمرانية للمساجد والمباني الأثرية والأبراج والمجالس، وإعادة تأهيل الآبار القديمة وإبرازها ضمن مشروع تطوير المرحلة الأولى بشكل يعكس هوية المنطقة، والتي يمتاز بها الموقع ليكون أحد المعالم السياحية في المنطقة، إضافة إلى تفعيل الحركة الاقتصادية بإنشاء أسواق، ومشاريع استثمارية، تسهم في تحسين الوضع المعيشي لسكان العوامية، وتوفير فرص عمل لأكبر عدد ممكن من الشباب من الجنسين.