هناك تكاسلاً غير محموداً في إنتاج الأعمال التاريخية الدينية

  • 7/7/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ولد الفن بداخله منذ نعومة أظافره وتفجرت موهبته في طفولته خلال مشاركته في المسرحيات المدرسية، حبه للتمثيل كان سبباً في ظهوره على الشاشة عندما كان في الصف الثالث الابتدائي، وشارك في مشهد واحد حينها مقابل 10 قروش، وبعدما أنهى مراحل التعليم الأساسي، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليمتعنا بعد ذلك برصيد كبير من الأعمال التي ستظل خالدة في محفظة السينما والتلفزيون والمسرح والراديو، وله 10 أفلام ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في السينما المصرية، إنه الفنان الكبير عزت العلايلي الذي فتح قلبه في حوار خاص ل«اليمامة».. وإلى نص الحوار: * نبدأ بتجربة «قصر العشاق».. ما هي قصة المسلسل وطبيعة دورك؟ - المسلسل دراما اجتماعية سياسية، وقصر العشاق هو قصر يجتمع فيه عشاق الحرية وبعض الرافضين وبعض المؤيدين من خلال نماذج مختلفة من البشر لها علاقة بالسياسة، والعمل به الكثير من القيم ويهدف للرقي بالإنسان. وأجسد شخصية «اللواء جابر عطوان» وهو أحد ضباط أمن الدولة له موقف معين وله تاريخ، يتبع تعليمات رؤسائه وينفذها بحسم شديد. * هل اعتذرت عن «لأعلى سعر» من أجل المشاركة في «قصر العشاق»؟ - فضلت المشاركة في «قصر العشاق» لأنني لم أستطع أن أشارك في العملين، ولكن «لأعلى سعر» عمل جيد له منتجون محترمون، ومدحت العدل كاتب أحبه جداً. * تربى جيلي على القيم الاجتماعية التي كنت تقدمها أنت وزملاؤك من الفنانين، هل ترى أن السينما الآن تقدم هذه القيم؟ - التغير الاجتماعي أصبح سريعاً جداً، عكس أيامنا، اليوم نعيش التكنولوجيا الحديثة التي قلبت الموازين، كنت زمان أذهب إلى أحد المكاتب وأنتظر 4 ساعات لحجز مكالمة هاتفية، ولكن اليوم التغيرات قلبت المجتمعات، وهذا التغير مع تغير الجيل ومستحدثات العصر غير كل شيء، في الماضي كانت تقاليدنا تسير بهدوء، ولكن اليوم نعيش تسارعاً أمام إنجازات العصر التي صاحبها تغير أخلاقي. * في شهر رمضان كنا نشاهد على الشاشات الأعمال التاريخية الدينية.. لماذا اختفت؟ - للأسف الشديد لم تعد موجودة، وأعتب على تلفزيون الدولة فدوره الإنتاج، وهناك تكاسل غير محمود، ونرجو أن يكون في المنتجين من يقدم على هذه التجربة. السينما تجارية في العالم كله منذ 1885م، حتى أن طلعت حرب نفسه استغلها عندما أسس شركة ستوديو مصر للتمثيل عام 1934م، وعرف أهمية صناعة السينما، وهي صناعة إستراتيجية مهمة جداً، وتعكس واقع المجتمع، والفن هو ظل المجتمع على الأرض. * ولماذا لا ينتج كبار الفنانين بأنفسهم هذه الأعمال.. هل المشكلة في التكلفة؟ - عملتها مرة وفشلت، ولم أفكر فيها تجارياً، ويهمني القيمة التجارية للعمل، ولكن في النهاية لا أستطيع على سبيل المثال إنتاج فيلم مثل «الطريق إلى إيلات»، وأتمنى أن أعمل فيلماً عن التضامن العربي في وقت حرب أكتوبر وليس الحرب نفسها. * حصلت على الجائزة نفسها التي حصل عليها مورجان فريمن وكبار النجوم.. ما أهم جائزة حصلت عليها؟ - أي جائزة تمثل لي أهمية كبيرة جداً، حتى لو كانت ورقة في جرنال، فما بالك عندما تكون جائزة قيِّمة مثل التي حصلت عليها في مهرجان دبي أسعدتني كثيراً، وحصلت في عام 2013 على جائزة الفنون والعلوم من الطبقة الأولى في مصر. * كان لك أدوار سياسية في الفن.. وكان لك مشاركات سياسية في المظاهرات.. كيف ترى الواقع السياسي الذي تعيشه المنطقة العربية في الوقت الحالي؟ - السياسة فن، والفن سياسة، أي موضوع ستقدمه هو سياسة حتى لو قلت «ريان يا فجل» فهي سياسة، والمنطقة العربية تتأثر بالعالم، وكانت في الماضي جزءاً، لكن الآن العالم منفتح، والمسائل تقاربت، وبالتالي الإنسانيات تقاربت، وبعض العادات تم نقلها والبعض الآخر اندثر، وخلال السنوات المقبلة الكثير من العادات ستنتقل. * في السياسة يقولون دائماً إن هناك مؤامرات، فهل في الفن مؤامرات؟ - الفن ذكاء، والذكي هو الذي ينقل صورة المجتمع بشكل فني، هناك من ينقل الصورة على قدر فهمه، وهناك من ينقل الواقع بذكاء. * وهل يؤدي الفن دوره في الوقت الحالي؟ - الحركة السياسية والاجتماعية في العالم تمر بسرعة لا يستطيع البشر أن يلحقوا بها، كل يوم فكر جديد، وكل يوم صراعات جديدة، واليوم التوقع لصراعات العالم السياسية لا أحد يلحق به، الحوائط أزيلت، والشاطر الذي يعيش ويقرأ ويستنتج ويحلل. * وكيف ترى أهمية المملكة العربية السعودية كركيزة للمنطقة العربية؟ - لا يوجد شك أن المملكة لها سياسات حكيمة جداً، والملك سلمان بن عبد العزيز له رؤية وإدراك عالٍ جداً وإستراتيجيته للعلاقة العربية وليس مصر فقط، لأنه ينظر إلى أبعد من هذا. * وكيف تتوقع نهاية الدول العربية التي تتخذ مواقف معادية لباقي دول المنطقة؟ - سيحدث توافق يوما ما، بما يتوافق مع الإمكانيات والظروف. * هل تحب أدوارك في مرحلة الشباب أكثر أم أدوارك في هذه المرحلة؟ - كل مرحلة لها رونقها بدون شك، في الشباب كنت متحمساً كثيراً وأريد أن أعمل وأعمل وأعمل، والآن أتأنى وأفكر وأرتب. * ما الدور الذي لعبته وشعرت أنه قريب من شخصيتك في الواقع؟ - لم أقدم الدور الذي يمثل شخصيتي في الواقع، قدمت بعض النماذج منها وليس أنا، كالالتزام والقيمة الأخلاقية ولكن ليس أنا، فالناس لا يهمها تعرف حقيقة شخصي. * هناك محطات مهمة جداً ما زالت عالقة في ذهن جمهورك منها «الأصدقاء» و«الطريق إلى إيلات» كيف ترى هذه الأعمال؟ - فيلم «إيلات» من أهم الأفلام التي قدمتها في حياتي، يتساوى مع «الأرض» و«الاختيار»، لأنه فيلم وطني من الدرجة الأولى، وما حدث في «إيلات» تمجيد للمقاتل المصري، كيف استطاع أن يسبح تحت الماء لهذه المسافة ويقوم بتركيب اللغم ويعود مرة أخرى، وصورنا الفيلم على فترات طويلة جداً في الصحراء بصبر. * وحصلت على جائزة أفضل ممثل عن هذا الفيلم؟ - صحيح.. وعندما ذهبت لتسلم درع التكريم من المشير طنطاوي حينما كان وزيراً للدفاع قال لي: «أنت كنت معاهم في العملية؟ أقنعتني جداً»، فقلت له كان شرفاً لي لو كنت معهم، ولازم أقنعك، ولو لم أقنعك فلن أعمل الفيلم. * فيلم «الأرض» هل كنت تتوقع نجاحه الباهر؟ - أدركنا نجاح الفيلم الكبير فيما بعد، بعدما ذهبت لمهرجان موسكو في عام 1969م، وشاهدت الاستقبال الكبير للفيلم وشعرت برهبة كبيرة. * تحدث لنا عن كواليس تصوير مشهد «البقرة» في الفيلم؟ - هذا المشهد كان في شهر طوبة (شهر طوبة هو الشهر الخامس في التقويم المصري ويكون في الفترة بين 9 يناير و7 فبراير)، والساعة السادسة صباحاً أصر يوسف شاهين أن أنزل بئر الساقية، والجو كان بارداً جداً، فطلبت من أحد الفلاحين النزول للتعرف على عمق البئر، فرفض لأن الجو بارد، وفجأة وجدت التجهيزات، فنزلت الساقية، وصورت المشهد. * فيلم «السقا مات» فيلم فلسفي كبير، هل أثر على شخصيتك؟ - بدون شك، قصة الرجل الذي يعطي الحياة «المياه» فقد أهم شيء عنده، وهي زوجته، ولم يستطع أن يمنع فقدان الحياة عند أهم شيء لديه. * ما التجربة التي شعرت أنها فرصة عمرك؟ - كل تجربة أجتهد فيها هي بناء في حياتي، فأنا أحد بناة التلفزيون عندما كان بالسقالات، وأفخر بهذا، عندما تخرجت عملت في الإخراج، وكنت مسؤولًا عن البرامج الثقافية، وعملت 24 فيلماً تسجيلياً عندما كانت مصر 24 محافظة، وكان الرئيس جمال عبد الناصر يشاهد الأفلام بنفسه كل يوم جمعة، وتوقعت كارثة 1967م، ورفضوه، وبعد النكسة طلبوا مني الحلقات، وكتبت مسرحاً وسينما. * ما الدور الذي تمنيت تجسيده ولكنك لم تقدمه؟ - لا أعلم. * بعض الفنانين هربوا خارج مصر وظهروا في قنوات محسوبة على جماعة الإخوان المسلمين.. كيف ترى التحولات في حياة هؤلاء؟ - مثل من؟ * مثل هشام عبدالله الذي شارك معك في «الطريق إلى إيلات»؟ - مش حاجة جامدة يعني، ولا أعلم هل شدوه؟ وتعجبت جداً.. وسمعت أنه سبني على الهواء. * كيف كانت تجربة العمل مع محمود المليجي؟ - أستاذ، فهو قيمة فنية وإنسانية ورمز كبير للفن. * من يعجبك من النجوم الشباب؟ - جميعهم، وهم الآن في مرحلة التجارب ولا أستطيع أن أقسو على أحد، مثلما كنت أنا في شبابي، لديهم طموح وآمال وحماس. * وكيف ترى ما يقدمه محمد رمضان الذي أصبح له جمهور كبير في وقت قليل؟ - ربنا يسهله، ولكني لم أر أعماله نهائياً. * وكيف رأيت تجربة أشرف عبد الباقي في المسرح؟ - جميلة، أشرف شخص خلاق وأحترمه كثيراً. * وهل تفكر في العودة للمسرح؟ - تجربة المسرحة غنية جداً، عملت «دماء على ملابس طاهرة»، وفي الثمانينيات «وطني عكا»، و«الإنسان الطيب»، ومسرحية «تمر حنة» والبطلة كانت وردة مسرحية من أرق ما يمكن، وكنت أعرض «أهلًا يا بكوات» على المسرح القومي من فترة قريبة جداً، وإن شاء الله سأقدم مسرحاً قريباً.

مشاركة :