كلمات تصدمنا في واقع الأمر من مجتمع غابت عند بعضه الهوية واتجه نحو نزعات فردية لا تلوي على شيء سوى الإنهزامية والفرقة والكراهية وتقطيع أوصال الوطن الواحد الذي هو وطننا العربي الواحد وممتلكاتنا التي هي كنزنا وتلك هي ( العروبة) حيث يزول الأشخاص ويبقى الوطن، ويبقى التاريخ جيلا بعد جيل. في زمن ساعد على ذلك فيه انفلات الفضاءات الإلكترونية التي تعطي الحق لكل ( من هب ودب) . وحينما يأتي ذلك من أحد جاهل أو من العامة نطيل بالنا عليه ونسعى لتفقيهه بتاريخه وبكيفية قراءة الأمور قراءة ذهنية ناقدة، ونعتبر أن الخلل فينا نحن لأننا قصرنا في حقه وفي صناعة وعيه؛ ولكن حينما يأتي هذا الخلل ( من اضمحلال الحس الوطني وبقيمته) وخاصة أننا أبناء الجزيرة العربية أبناء عمومة وخاصة في هذا المنعطف الخطير- نشعر بالخجل، لأن مَن تدَّعي أو يدَّعي الغير بأنها إعلامية فهذا يعد من عظيم الخلل في البنية الشخصية للمجتمع، حيث يطفو على السطح أمثال هؤلاء فلنعلم أن الدفين أكثر فهذه شذراته! وحينما تظهر الإعلامية - كم يدَّعون من المفترض أنها عربية ومن المفترض أنها من نساء الجزيرة ذوات التاريخ الحافل بالوطنية والشرف- بسب المملكة العربية والسعودية وسب حكامها الذين يمثلون تاريخا لنا ونحن جزء منه، بل والجهل المفرط بتاريخها، فهذا يعني أن الخلل الذي كنا نناقشه منذ عقدين من الزمن قد حدث، وأن كل النظريات الغربية التي سبق وأن رصدناها في العديد من مقالاتنا وفي كتبنا وفي مؤتمراتنا، قد أتت أُكلها ويوقع عليها فريدريك إنديك بتوقيعه الحاسم حيث يقول في مؤتمرالثورات العربية والربيع العربي بالمعهد الديموقراطي الأميركي مع كبار المنظرين للثورات العربية عن الشباب العربي بتصرف :" أننا نجحنا لأن الشباب العربي أصبح لا يؤمن بالهوية ولا بالقومية وهم أكثر انتماء خارجيا وليس داخليا، أنهم أفضل بكثير من آبائهم ".ويؤيده في ذلك الكاتب المعتز بصهيونيته وهو يقول في أحد كتبه : " لقد سمحنا لقادة الدول العربية والإسلامية بأن يصادقونا سراً.. والوقع أن علاقتهم بنا كانت دائما علاقات غير شرعية"! ثم يلتهب العالم الأميركي والأوروبي بآراء الكتاب والمفكرين ونحن نعتقد أن ذلك من منطلق حرية الرأي دون أن نعلم أن كل ذلك تلاعب بالعقول والوجدان العربي وخاصة الشباب منهم، فهم – أي شبابنا بالرغم من وطنيتهم- لم يتلقوا تعليما يدرب فيهم الذهنية الناقدة لأنهم في الماضي القريب قد تربوا على الإعلام المُحَكَم الذي لا ينشر إلا الحقائق، وعليه يصدقون بكل شيء ويثقون في كل شيء وما أصعب ذلك في زمن تنفلت فيه الفضاءات الإلكترونية وبدون وعي يتلهفون على كل ما يبث وما ينشر ثم يتركونه وهم لا يعلمون أنه يرسخ في قاع الذهنية الفاعلة، وعليه يظهر لنا مثل هؤلاء الذين يقال عنهم (إعلاميون)! ينثرون الحقد والكراهية؛ ونحن لا نلومهم، فهم قد أدخلوا في دائرة العولمة الوجدانية والتي تتنافى مع الهوية والوطنية؛ بل نلوم أنفسنا نحن، لأننا لم نربِ فيهم الذهنية على النقد والتحليل والفكير ثم إصدار الرأي أيا كان رأيه، المهم أن يكون نابعا من شخصية تعلم ما يدس في ذهنها دون أن تعلم . نحن لا نقبل بأي إهانة لدولتنا، ولا نقبل أي إهانة لحكامنا لأننا وتاريخنا وحكامنا لُحمة واحدة تسمى الوطن وعليه يتوجب التحقيق في هذا الأمر لأنه أصاب مشاعر السعوديين ولأنه يمس الوطن.. ونأتي إلى الإشكالية الأخرى وهي عدم الوعي بالتاريخ وقراءته وفهمه بما يحوية من فهم للشخصية التاريخية وبمدارات الذاكرة العربية عبر تاريخها لنصل إلى جيل يفهم وطنه ويفهم تاريخه ويفهم تاريخ الأمم وبمقتضاه يحدد موقعه هو عبر دائرة تاريخية حتمية تشكل الشخصية ذاتها والوطن. وحينما تتحدث هذه تلك المرأة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبأسلوب مبتذل للغاية – لا يليق بامرأة عربية لها سماتها وخصائصها- نشفق عليها، لأنها وبكل تأكيد لم تقرأ تاريخها وهو ( تاريخ الجزيرة العربية) التي هي منه. وهذه كارثة كبرى حينما تتحدث امرأة عربية يقال إنها إعلامية لم تقرأ تاريخها وأعتقد أن الواسطة والمحسوبية والشللية وكل ما يدمر الذهنية العربية التي هي لنا، هو من جعلها تطفو ومثيلاتها على السطح مع الأسف!. هي تسخر بأسلوب فج من كون دولة تسمى على اسم حكامها بسخرية مستهترة وساذجة كسذاجة فهمها، وهي لا تعلم أن التاريخ مليء بالدول التي سميت بهكذا اسم، وعلى سبيل المثال الدولة الفاطمية والسلجوقية والعباسية بل والتركية أيضا وغير ذلك من الدول التي زلزلت وبرقت ورعدت في سماء الوطن العربي ؛ ثم تأتي الطامة الكبرى وهي جهلها بتاريخ الدولة السعودية، والذي يعود تأسيسها على يد محمد بن سعود أمير الدرعية عام 1744، أي ما يقرب من ثلاثة قرون كدولة سعودية أولى وثانية وثالثة أي قبل تأسيس أميركا ذاتها، فأي تاريخ قرأته هذه المرأة وعن أي دولة تتحدث ؟!! نحن لا نقبل بأي إهانة لدولتنا ولا نقبل أي إهانة لحكامنا لأننا وتاريخنا وحكامنا لُحمة واحدة تسمى الوطن وعليه يتوجب التحقيق في هذا الأمر لأنه أصاب مشاعر السعوديين لأنه يمس الوطن، فلا هُنت ياوطنى.
مشاركة :