الفوضى الخلاقة .. مصطلح يفتح أبواب الجحيم على المنطقة

  • 6/22/2014
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

الفوضى الخلاقة « Creative Chaos « مصطلح سياسي - عقدي يقصد به تكوّن حالة سياسية أو إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث. في مطلع عام 2005 أدلت وزيرة الخارجية الأمريكية «كونداليزا رايس « بحديث صحفي مع جريدة واشنطن بوست الامريكية، كشفت حينها عن نية الولايات المتحدة بنشر الديمقراطية بالعالم العربي والبدء بتشكيل مايُعرف بـ «الشرق الأوسط الجديد «، كل ذلك عبر نشر « الفوضى الخلاقة « في الشرق الأوسط عبر الإدارة الامريكية. وعلى الرغم من وجود هذا المصطلح في أدبيات» الماسونية القديمة» حيث ورد ذكره في أكثر من مرجع، وأشار إليه الباحث والكاتب الأمريكي دان براون إلا أنه لم يطف على السطح إلا بعد الغزو الأمريكي للعراق الذي قادته الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش في تصريح وزيرة خارجيته كوندوليزا رايس في حديث لها أدلت به إلى صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية في شهر نيسان 2005، حيث انتشرت بعض فرق الموت والأعمال التخريبية التي اتهمت بأنها مسيّسة من قبل الجيش الأمريكي وبعض المليشيات المسلحة. وفكرة الشرق الأوسط الجديد طرحت بعد حرب الخليج الأولى وكان أحد أهم منظريها ومتبنّيها وزير خارجية الكيان اليهودي آنذاك (شمعون بيريس)، وتحولت فكرة الشرق الأوسط الجديد عمليا إلى المؤتمر الاقتصادي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بغية تطوير الفكرة وضم أطراف أخرى إليها غير البلدان العربية الشرق أوسطية. وليصبح الكيان الاسرائيلى جزءا من ترتيبات إقليمية اقتصادية، تضمن لهم أداء دور الوكيل المعتمد في إطار اقتصادي، والانفتاح على العرب وأسواقهم تحت مسمى (شرق أوسط جديد). ورؤى قيادة الاحتلال اليهودي تتمثل بأن كيانهم أصبح بحكم الأمر الواقع دولة موجودة وقوية ومتفوقة، وعليهم الإسراع في إيجاد الصيغة المناسبة لاستمرار وجودهم وتمكنهم، ومن أنجح الصيغ مصطلح (الشرق أوسطية)، و(السوق شرق أوسطي) و(شرق أوسط كبير)، و(شرق أوسط جديد)!! للتغلغل في أرجاء الوطن العربي لبناء نظام شرق أوسط جديد، يتحول فيه الوطن العربى إلى أجزاء ممزقة، مقطعة الأوصال، ويكون الدور القائد والمهيمن فيه للأقوى. وخلال عام 1993م أصدر (بيريس) كتابه المعنون: «الشرق الأوسط الجديد» الذي قدّم من خلاله أطروحته «الشرق الأوسط الجديد» واصفا إياها: «بالأسلوب الجديد في التفكير للوصول للأمن والاستقرار، الذي يتطلب منا جميعًا نظامًا أمنيًا وترتيبات إقليمية مشتركة واسعة النطاق، وتحالفات سياسية لدول المنطقة كلها».وتحدث في الكتاب عن فشل الحروب وأهمية السلام، وسوّغ بأسلوب ماكر الحروب التي خاضوها فقط لضمان الأمن والاستقرار بقوله: «إننا خضنا الحروب من أجل ضمان الأمن والاستقرار... ولم نكن يوماً بالشعب الذي يرغب في التحكم بالآخرين»!! وأضاف: «يتوجب علينا جميعاً التحرك للأمام لبناء إطار يحمل السعادة والرخاء لكافة شعوب المنطقة» وخلاصة ما نظّر له (بيريس): شرق أوسط جديد تقوده تل أبيب، شرق أوسط مدجج بالتنمية والرفاه- هذا في الظاهر- أما في الباطن فهو شرق أوسط مفكك على أسس عرقية وطائفية ومذهبية يشتبك الجميع فيه مع بعضهم بينما يتصالحون جميعاً وربما يتحالفون أيضاً مع الدولة العبرية، استراتيجية يهودية جديدة لضرورة استمرارية الهيمنة على المنطقة، وإن اختلفت الوسيلة وتغيّرت من دبابة وقذائف إلى بضاعة متقنة الإنتاج !!

مشاركة :