مسعود بارزاني: لا عودة عن مساعي إقامة دولة كردية مستقلة

  • 7/7/2017
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

قال رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني إنه لا عودة عن مساعي إقامة دولة كردية مستقلة. وتوقع أن يكون التصويت بنعم في الاستفتاء الذي سيجرى في 25 سبتمبر/أيلول على الاستقلال. وأكد بارزاني التزامه بالحوار لتجنب الصراع.   اعتبر مسعود بارزاني رئيس كردستان العراق الخميس أنه لا عودة عن مساعي إقامة دولة كردية مستقلة لكنه سيسعى لتحقيق ذلك عبر الحوار مع بغداد وقوى إقليمية لتجنب الصراع. وقال بارزاني إن الجدول الزمني للاستقلال بعد الاستفتاء الذي سيجري يوم 25 سبتمبر/ أيلول "مرن لكنه ليس بلا حدود" وتوقع التصويت بنعم في الاستفتاء. وقد يتحول التصويت إلى بؤرة صراع إقليمي آخر، إذ تعارض تركيا وإيران وسوريا والعراق، وهي دول تسكنها أقليات كردية كبيرة، استقلال كردستان في شمال العراق. لكن بارزاني قلل من شأن المخاوف. وداخل حدود العراق هناك مخاوف متنامية من أن الهدف الحقيقي للاستفتاء ليس الاستقلال، وإنما تعزيز مطالبة الأكراد بأراض متنازع عليها بجانب الحدود المعترف بها لإقليم كردستان العراق مثل مدينة كركوك الغنية بالنفط التي ظل مصيرها مطروحا للنقاش لأكثر من عشر سنوات. التصويت لصالح الاستقلال وداخل حكومة إقليم كردستان تؤيد أحزاب مثل الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة جلال الطالباني أو جماعة جوران المعارضة الاستقلال، لكن ليس بالضرورة تحت قيادة البرزاني وحزبه الديمقراطي الكردستاني. وصرح البارزاني أن التصويت سيحدد مصير كركوك التي منعت قوات البشمركة متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" من السيطرة عليها في 2014. وقال بارزاني "أيا كان قرار سكان كركوك في الاستفتاء فينبغي احترام قرارهم". وتدير قوات البشمركة كركوك التي يطالب بها أيضا التركمان والعرب. وهددت فصائل شيعية عراقية تدعمها إيران بطرد الأكراد بالقوة من هذه المنطقة وغيرها من المناطق المتنازع عليها مثل سنجار ومخمور وخانقين. وأضاف أن المفاوضات مع بغداد والدول المجاورة والقوى الدولية ستبدأ على الفور بعد التصويت بهدف التوصل إلى اتفاق ودي، "هدفنا الرئيسي هو تطبيق وتحقيق قرار شعبنا من خلال السلام والحوار".  محاولة تاريخية واتهم بارزاني الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة وتدعمها إيران بعدم الالتزام باتفاق دستوري يسمح للأكراد بأن تكون لهم سلطات أكبر تحت مظلة دولة اتحادية بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين عام 2003. وأضاف "لمدة 14 عاما كنا ننتظر ونناقش هذه الشراكة لكن دائما ما يتم إبلاغنا بأن الوقت ليس مناسبا أو أن التوقيت غير مقبول وسؤالي هو... متى يكون الوقت مناسبا؟" ويسعى الأكراد لنيل دولة مستقلة منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على الأقل، عندما قسمت قوى استعمارية الشرق الأوسط، لكن انتهى الأمر بتقسيم أراضي الأكراد بين العراق وسوريا وتركيا وإيران. وشنت حكومة صدام حملة الأنفال ضدهم في الثمانينيات فقتلت عشرات الآلاف بما في ذلك بالغاز السام في مدينة حلبجة. بارزاني يقلل من شأن المخاوف من العنف  وقال بارزاني إن الأكراد على استعداد لتحمل مسؤولية نتيجة الاستفتاء. وقال "علينا تصحيح تاريخ سوء المعاملة بحق شعبنا ومن يقولون إن الاستقلال ليس جيدا فإن سؤالنا لهم هو... إذا لم يكن الاستقلال جيدا لنا فلماذا سيكون جيدا لك؟" وقلل من التكهنات بأن الاستفتاء سيؤدي للعنف قائلا "شرعية الناس أكبر من شرعية أي أحزاب سياسية أو أي تدخلات خارجية". وأضاف "لا أعتقد أن بوسع أي شخص أن يقف في وجه الموجة الكبيرة لشعب كردستان عندما يقرر مصيره. ربما ستكون هناك بعض المحاولات لإحباط الأمر... سنبذل كل ما في وسعنا لعدم السماح بذلك". وذكر أنه على استعداد لتهدئة المخاوف الأمنية للعراق وتركيا وإيران قائلا إن تأجيل الاستقلال سيؤدي في حقيقة الأمر إلى مزيد من عدم الاستقرار. وقال "أثبتنا أننا عناصر استقرار. لذا فإن ما نقوم به من خلال الاستفتاء هو منع انعدام الاستقرار الذي يلوح في الأفق. نريد أن نبدد أي احتمال لإراقة الدماء في المستقبل".  بعد الموصل يذكر أن ثمة عامل آخر يضاف إلى الاضطرابات في المنطقة، وهو إصرار تركيا على منع أي تقدم آخر عبر شمال سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية. وتضافرت جهود تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني لمحاولة منع وحدات حماية الشعب من تعزيز حكمها الذاتي في سوريا. لكن تركيا تعتبر أن مساعي بارزاني للاستقلال هي سير في الاتجاه المعاكس. وقال بارزاني إن "دولته الكردية" ستقدم ضمانات كاملة للأقليات العرقية بما فيهم المسيحيون والإيزيديون والشبك. وأشار إلى أن قوات البشمركة فقدت المئات من مقاتليها وهي تحاول استعادة مناطق تلك الأقليات من تنظيم "الدولة الإسلامية". ومع اقتراب معركة استعادة مدينة الموصل من نهايتها قال بارزاني إن هذا الانتصار لن يكون كاملا دون خطة للمصالحة السياسية. واتهم حكومة العراق بالتقاعس عن إعداد خطة سياسية وأمنية للحكم بعد المعركة. وقال "حذرت من أنه إذا لم يكن لديكم خطة سياسية فسينقلب الوضع". وذكر أن لجنة رفيعة المستوى تضم إقليم كردستان وحكومة بغداد والتحالف بقيادة الولايات المتحدة لمساعدة قادة الموصل على إعادة بناء المدينة لم تجتمع قط. وقال "لدي مخاوف كبرى بشأن الوضع في الموصل وما بعد التحرير لأن نهاية (تنظيم) ’الدولة الإسلامية‘ في الموصل لا تعني نهاية (تنظيم) ’الدولة الإسلامية‘. هذه العوامل... الأجواء التي أدخلت التنظيم للموصل لم (تتغير)". وأضاف "لدي مخاوف كبيرة بشأن مستقبل المنطقة. آمل أن أكون مخطئا".   فرانس/رويترز نشرت في : 07/07/2017

مشاركة :