الحذيفي في خطبة الجمعة : على العبد أن يقوم بشكر الله بالطاعة ودوام الاستقامة

  • 7/7/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة – نواف العايد : ذكر إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم أن الله سبحانه خلق الخلق على غير مثال سبق ، وقدّر المقادير بعلمه وقدرته ومضت سنّته ونفذت مشيئته وعلت كلمته سبحان ربي لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . وتابع فضيلته : عباد الله خير ما اكتسب الإنسان عمل صالح يرضى به عنه ربه ويسعد به في دنياه ويفوز به في أحواله وينال به الدرجة العالية في الآخرة وينزل به المنزلة التي كتبها الله له ، فإذا يسر الله للعبد العبادة ومنّ عليه بالإخلاص في العمل ووفقه الله لاتباع الهدي النبوي والتمسك بالسنة فقد أكرمه الله عز وجل أعظم كرامة وأعطاه أفضل المطالب قال عليه الصلاة والسلام إن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب وقال تعالى : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ) . وذكر فضيلته : أنه على العبد أن يقوم بشكر تكريم الله له بالطاعة بدوام الاستقامة فمن داوم على الاستقامة فاز بالخيرات ونجا من المهلكات ، قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) والحسنات التي يكرم الله بها من يشاء من عباده لا بد من المحافظة عليها بالابتعاد عما يبطلها من المعاصي والذنوب أو ينقص ثوابها بسبب الآثام والمظالم قال تعالى : (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) . وأضاف فضيلته : ومن أبواب الخير العظيمة والمنافع العميمة ومن أبواب البر الممتد أثره الواسع خيره قضاء دين المدينين وأداء الحقوق الواجبة عليهم ابتغاء ما عند الله من الجزاء العظيم ، ولا سيما من هو من المسجونين ممن عجز عن أداء دينه ، الذين يتطلعون إلى منقذ من أهل الرحمة والإحسان كالغريق الذي يؤخذ بيده إلى بر السلامة ، وأعظم من ذلك هموم من وراءهم الذين يخافون عليهم من الضياع والحاجة ، وأهل الإسلام هم أهل الرحمة والإحسان وإن في أموال الأغنياء من الزكاة والصدقات ما يزيد على حاجات المحتاجين ، ومن السهل الوقوف على أعيان هؤلاء المسجونين وإيصال الديون إلى أهلها يقيناً مع إعطاء المدين ما ينفق على أهله لفترة يقوم بعدها بعمل، ومن الميسور تلمس حاجات ذوي الحاجة في كل بلد لإسعافهم وقت حاجتهم ، والله يقول : (وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ) ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ ) ، والبشرى التي هي خير من الدنيا وما فيها لمن وفق لهذا العمل الصالح ولمن فتح هذا الباب ولزمه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا ، نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ ، يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا ، سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ )، والكربة هي الشدة العظيمة التي توقع صاحبها في الكرب . وفي الخطبة الثانية ذكر فضيلته أن الغاية من الإسلام الإحسان إلى النفس والإحسان إلى الخلق ، فأما الإحسان إلى النفس فتحقيق التوحيد للرب عز وجل والقيام بأنواع العبادات محبة لله وذلاً وخضوعاً واستسلاماً والبعد عن المحرمات قال تعالى : (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا ) ، وأما الإحسان إلى الخلق فبأنواع الإحسان من الإنفاق الواجب أو المستحب أو التعليم أو التحمل والصبر وكف الأذى ونحو ذلك ، قال عليه السلام : (الخلقُ عِيالُ الله فأَحَبُّ الخلقِ إلى الله أنفعُهم لعِيالِه ) أي يعولهم . واختتم فضيلته الخطبة بالصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، داعياَ الله عز وجل أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان ويقوي عزائم المستضعفين ، وأن وينصرهم بنصره، ويتقبّل شهداءهم، ويشفي مرضاهم، ويجبر كسيرهم، ويحفظهم في أهليهم وأموالهم وذرياتهم ، اللهم فرج كربهم وارفع ضرهم وتولى أمرهم وعجل فرجهم واجمع كلمتهم يا رب العالمين ، اللهم وفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهد لما يحب ويرضاه واحفظ ولاة أمور المسلمين وأعز بهم الدين ووفقهم لما فيه خير للإسلام والمسلمين ، ولما فيه صلاح البلاد والعباد يا رب العالمين الله هم تُب علينا إنك أنت التواب الرحيم واغفر لنا إنك أنت الغفور الكريم.

مشاركة :