أوجع الكلام.. للعراق

  • 6/22/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أردت أن أكتب اليوم عن البلد المنكوب (العراق)، فلم يطاوعني قلمي، ليس عجزا لا سمح الله، ولكن ألما وقرفا، فآثرت أن أفسح المجال للشعر القديم الذي قيل فيه وعنه منذ عدة قرون، ليستخلص القارئ (الحصيف) ما بين سطور أبيات الشعر حالته التي هو فيها، وكأن التاريخ يا سبحان الله يعيد نفسه، أو كأنه لم يبرح مكانه. واتخذت من بغداد (تحديدا) مثلا، لأنها عاصمة العراق في كل الأزمان، وأولها يقول: آها على بغدادها وعراقها وظبائها والسحر في أحداقها ومجالها عند الفرات بأوجه تبدو أهلتها على أطواقها متبخترات في النعيم كأنما خلق الهوى العذري من أخلاقها نفسي الفداء لها، فأي محاسن في الدهر تشرق من سنا إشراقها هذا من حسن جمالها الذي لا يضاهيه حسن، ولكن للأسف (الحلو ما يكمل)، فاقرأوا أيضا واستعبروا: سلام على بغداد في كل موطن وحق لها مني السلام المضاعف فوالله ما فارقتها عن قلى لها، وإني بشطي جانبيها لعارف ولكنها ضاقت علي برحبها ولم تكن الأقدار فيها تساعف وكانت كخل كنت أهوى دنوه وأخلاقه تنأى به وتخالف وكذلك: لقد أقام على بغداد ناعيها فليبكها لخراب الدهر باكيها كانت على مائها والحرب موقدة والنار تطفأ حسنا في نواحيها ترجى لها عودة في الدهر صالحة فالآن أضمر منها اليأس راجيها مثل العجوز التي ولت شبيبتها وبان عنها جمال كان يحظيها وكذلك: بغداد دار لأهل المال واسعة وللصعاليك دار الضنك والضيق ظللت أمشي مضافا في أزقتها كأنني مصحف في بيت زنديق مهما كتبت وقلت، فلن أبلغ تعبيرا وصدقا أكثر من هذه الأبيات، فاعذروني، وخير الكلام ـ أو أوجع الكلام (ما قل ودل).

مشاركة :