البحر.. ملاذ الهاربين من الحر

  • 7/7/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

علاء عبدالفتاح | مع ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة، يصبح الملاذ العليل لمعظم سكان البلاد هو البحر المستتر بالليل ونسماته اللطيفة. ويبدو أن تطوير شواطئ الشويخ وأنجفة والعقيلة قد زاد من خروج الأهالي إلى البحر في تلك المناطق، لكن الصورة الحلوة لم تكتمل، فبحسب جولة القبس على الشواطئ، تبين أن مساحات عريضة منها تفتقر إلى خدمات مهمة، كدورات المياه، والحمامات العامة، وعلى سبيل المثال لم يتوافر في المساحة الشاطئية من شاطئ البدع إلى شاطئ الشويخ مغسل واحد يزيح آثار الماء المالح من فوق الأجساد، باستثناء شاطئ مارينا مول المجهز نسبيا وبكل تواضع للنزول في الماء المالح. دورات المياه تحتاج عادة إلى صيانة دائمة، لكن كيف تجري والعمال محدودون، والعمل فوق طاقتهم نظرا لضخامة الأعداد التي تتردد يوميا على تلك المرافق؟! مشاهد بارزة إضاءة الممشى الموازي لشاطئ المارينا خافتة، لكن موسيقى وكلمات أم كلثوم تزيد مساحات الود حول مطاعم بسيطة تناثرت على مد البصر. شباب بالدراجات، وكبار ينقلون المقاعد من سياراتهم إلى البقعة الرملية التي اختاروها في صفوف موازية للماء.. ضحكات تسمعها هنا وهناك، تعكس براءة اللهو الجميل، والجاليات الفلبينية والمصرية والسورية، يبدو أنها تستأثر بنصيب الأسد من حيث عدد رواد الشاطئ. على شاطئ المارينا التقينا لويك الآتي من البرتغال للتعرف على الكويت في 3 أيام، كانت ملابسه ملقاة على الرمال بين الأسر، بينما هبط ليستمتع بالسباحة، ويعود لنتعرف على رأيه في الخدمات الشاطئية مقارنة ببلاده على الأقل. عرفنا منه أنه يلف العالم والكويت هي البلد رقم 121 الذي يستمتع بالسياحة فيه، وأنه لم يصدق أن يجلس في طقس درجة حرارته 48 درجة خارج البيت. ويضيف: التجهيزات هنا بسيطة والإضاءة خافتة مع أن المكان جميل جدا، وكان من الممكن استغلاله سياحيا أكثر، مشيرا إلى أن البرتغال محاطة بالماء والشواطئ، وليست كلها مجهزة بل متروكة للمصطافين يعتمدون على أنفسهم في جلب ماء الاستحمام أو حتى دورات المياه المتنقلة أحيانا. ويؤكد لويك أنه مستمتع أكثر بالروح المرحة التي يطالعها بين الوجوه وبساطة التعامل بين الناس، فهذه الرحلة شيقة بالنسبة له. متعة عائلية صراخ الأطفال في مساحة صغيرة بين الماء والرمال بإشراف عائلي يعلو أثناء اللهو المسافر بهم من حر النهار إلى متعة البحر ليلا. دانجي من الفلبين، قالت لـ القبس إن ما نراه من تجمع يحدث أسبوعيا من العاشرة مساء إلى الرابعة صباحا، فهذه هي المتعة المجانية الوحيدة التي تحرص عليها مع زميلاتها في العمل والسكن. تجهيز المأكولات مقسم على المجموعة كلها التي يبلغ عددها 14 شخصا، وهم يأتون سيرا على الأقدام ويمضون بنفس الطريقة كرياضة. الشيء الوحيد الذي يضايق دانجي هو عدم توافر دورة مياه نظيفة، واضطرارها وزميلاتها إلى التطفل على المطاعم القريبة وقت اللزوم. الطبيب البيطري أحمد عبدالله يأتي بأسرته الصغيرة إلى نفس المكان بعد منتصف الليل، حتى يضمن حسب قوله أن تكون الحرارة قد انخفضت بما يسمح بالاستمتاع. ويقول من نعم الله علينا أن وفرت لنا الدولة هذه الشواطئ المبهجة، نهرب إليها في الأيام شديدة الحرارة، ونجلس أمام البحر حتى الصباح مع استعدادات بسيطة كطاولات ومقاعد وخيمة صغيرة. ويتمنى د. أحمد عودة التصريح بالشواء على الشواطئ، ولو في شوايات معتمدة محددة لا يخرج المصطافون عنها. ملمح حضاري كان لافتا أنه إزاء عدم توافر سلال للقمامة على الشاطئ (مثل معظم الشواطئ)، أحضر أحد أفراد المجموعة الفلبينية الآتية على شاطئ المارينا كيسا بلاستيكيا كبيرا أسود اللون ووضعه في المنتصف لتجمع فيه النفايات من عبوات مياه فارغة وبقايا أكياس طعام، وهو ما شجع المجموعات حوله على سلوك نفس المسلك الحضاري بدلا من تلويث البيئة.

مشاركة :