عندما اشترت قطر نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، فإنها تهدف من وراء ذلك إلى أن يكون هذا النادي ملعبها الرياضي الذي تحسّن عبره صورتها السياسية؛ لذلك دفعت عبر ممثلها في النادي ناصر الخليفي، الملايين لاستقدام لاعبين جدد، ومدرّبين على مستوى عالٍ.لكن سياسة قطر اصطدمت بالنتائج السلبية للنادي على صعيد دوري أبطال أوروبا. وفي حين سيطر نادي باريس سان جيرمان على الكرة الفرنسية في السنوات الخمس الأخيرة، فإنه فشل بشكل ذريع في ترك أي بصمة على صعيد البطولة الأهم، وهي دوري أبطال أوروبا، التي كانت دائماً حلماً بالنسبة الدوحة، لكن إيجابيات شراء أحد أكثر الأندية جماهيرية في فرنسا، قد يتحوّل إلى كابوس، بعد أن تحدثت الصحف في إيطاليا وإسبانيا عن نوع من أنواع العبودية يمارسها ملاك نادي باريس سان جيرمان القطريين على لاعبي الفريق، متسلّحين بالمال. وجاء الهجوم الأعنف لوسائل الإعلام على القطريين في نادي باريس سان جيرمان، بعد أن رفض ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان بشكل «فظ» بيع لاعب وسطه الإيطالي ماركو فيراتي، إلى نادي برشلونة على الرغم من رغبة اللاعب في ذلك. وقال دوناتو دي كامبلي، وكيل اللاعب فيراتي، لصحيفة «كورييري ديلو سبورت»، في حديث عنونته الصحيفة ب «فيراتي سجين لدى أمير باريس سان جيرمان»: «برشلونة يريد ماركو منذ سنة على الأقل، لكن القصة تسارعت في الأيام الماضية». وتحدث دي كامبلي عن تخوين فيراتي في باريس سان جيرمان، لمجرد أنه طلب الانتقال إلى نادٍ آخر. وقال دي كامبلي: «بصراحة فيراتي سجين الأمير القطري. قال لي ناصر الخليفي: إذا بعت ماركو لن يُسامحوني في الدوحة يوماً». وتحدث كامبلي عن الشعور بالكبرياء لدى الملاك القطريين، لمجرد أنهم يملكون مالاً كثيراً وقال: «عدم الموافقة على عرض برشلونة الذي بلغ 100 مليون يورو، كان موضوع فخر لدى إدارة باريس سان جيرمان».ويرتبط فيراتي بعقد مع النادي المملوك من هيئة «قطر للاستثمارات الرياضية»، حتى عام 2021، لكن جرت العادة أنه يمكن كسر العقد والجلوس على طاولة المفاوضات، عندما يرغب اللاعب في الانتقال لنادٍ آخر.وقال دي كامبيلي: «هل يريد باريس سان جيرمان، بناء فريق تنافسي لا يفوز فقط بالدوري وكأس فرنسا، ولكن أيضاً في أوروبا؟ تحدثنا كثيراً عن مبابي، وعن عرض 150 مليون يورو، ولكن حتى الآن لم يصل أي لاعب بمستوى التشامبيونزليج إلى باريس».وأضاف: «ماركو يعلم جيداً التزاماته، وعقده الذي يربطه ببي إس جي، ولكن من الطبيعي أن يشعر بالإطراء لرغبة برشلونة في ضمه. من لا يفعل ذلك وعمره 24 عاماً؟ وخلال عام سيقام فيه المونديال». وأبدى كامبيلي استياءه من رئيس النادي الفرنسي، القطري ناصر الخليفي قائلًا: «إنه يمتلك إمكانات اقتصادية غير محدودة. رفضه بيع فيراتي لبرشلونة مقابل 100 مليون يورو يُعد مسألة كبرياء».وأضاف: «هل تعلم ماذا قال لي الخليفي؟ لديّ عقد مع اللاعب حتى 2021، ولا أستطيع بيع ماركو مطلقًا، لأنني أعتبره بطلًا وأريد بناء فريق كبير حوله. إذا قمت ببيعه سأضع منصبي في خطر، لن يسامحوني في الدوحة». وكان رئيس برشلونة، جوسيب ماريا بارتوميو، قد صرح بشأن فيراتي قائلًا: «رئيس باريس سان جيرمان لا يرغب في بيعه. قال لي إنه لا يرغب في التحدث معنا، ولكننا لا نستبعد أي شيء».