سعيد ياسين (القاهرة) حطمت الأفلام السينمائية الخمسة التي تواصل عروضها منذ عيد الفطر المبارك، أرقاماً قياسية على أصعدة مختلفة، في مقدمتها تنوع موضوعاتها ومضامينها ما بين الأكشن والرومانسي والكوميدي والدراما الفلسفية، وهذا الموسم يعد الأطول من حيث الوقت، حيث ضم أيام العيد التي بدأت عقب انتهاء الموسم الدراسي وتفرغ جميع طلبة المدارس والجامعات لإجازة الصيف، وامتداده طوال شهري يوليو وأغسطس وحتى موسم عيد الأضحى المقبل الذي لم تظهر أية مؤشرات بشأن الأفلام التي تتنافس على العرض خلاله، كما توجد عدد من الأفلام في طريقها لتحقيق الأرقام القياسية من حيث الإيرادات. «هروب اضطراري» جاء في مقدمة الأفلام من حيث الإيرادات «هروب اضطراري» لأحمد السقا وأمير كرارة وغادة عادل وفتحي عبدالوهاب وأحمد زاهر وبيومي فؤاد ومصطفى خاطر وإخراج أحمد خالد موسى، حيث حقق حتى الأسبوع الماضي إيرادات تجاوزت 35 مليون جنيه، وبات قاب قوسين أو أدنى لتسجيل أعلى إيراد في تاريخ السينما المصرية والذي يحتله إلى الآن فيلم «لف ودوران» لأحمد حلمي والذي كان حقق إيرادات قدرها 38 مليون جنيه، واللافت أن الجميع كان توقع حالة من التشبع ستحول دون الحضور الجماهيري للفيلم، بسبب مشاركة أبطاله في بطولة مسلسلات رمضانية وتواجدهم طوال الشهر الكريم، ومنهم السقا في «الحصان الأسود»، وأمير كرارة «كلبش»، وغادة عادل «عفاريت عدلي علام»، وأحمد زاهر «الحالة ج»، إلا أن الحضور الجماهيري الكبير جاء عكس هذه التوقعات. السقا نضج فنياً وجاء في المركز الثاني وبفارق كبير عن الأول «جواب اعتقال» لمحمد رمضان وسيد رجب بإيرادات بلغت نحو 14 مليون جنيه، وجاء في المركز الثالث «تصبح على خير» لتامر حسني ودرّة ومي عمر ونور وإخراج محمد سامي، وزادت إيراداته قليلاً عن 12 مليون جنيه، أما فيلم محمد هنيدي وباسم سمرة ودّرة «عنتر ابن ابن ابن شداد» فحقق نحو 5 ملايين جنيه، وجاء في المركز الخامس والأخير «الأصليين» لمنة شلبي وخالد الصاوي ومحمد ممدوح، وحقق إيرادات قدرها أربعة ونصف مليون جنيه، ورغم الإيرادات المرتفعة لبعض الأفلام، إلا أن عدداً من النقاد وصفوا الموسم الحالي بالمتوسط، من حيث المستوى والأداء والأفكار والتنفيذ، حيث قال الناقد طارق الشناوي إن من أهم عوامل نجاح «هروب اضطراري» تواجد العديد من نجوم السينما مع السقا الذي تمتع خلال السنوات الأخيرة بنضج فني كبير، ونجاح سينمائي هائل، وهو ما ظهر في فيلمي «الجزيرة 2» و«من 30 سنة». رمضان يفقد القمة وأوضح الشناوي أن محمد رمضان بـ«جواب اعتقال» فقد القمة للمرة الثانية على التوالي، بعد أن تعرض لهزيمة سينمائية مستحقة في «آخر ديك في مصر»، ولم يغير جلده الفني لأنه اعتمد على تيمة الانتقام، وكان الفيلم سيئا من ناحية الإخراج، وأكد أن «تصبح على خير» سيحتل المركز الثاني فيما بعد وأن الاستمرارية ستكون له، ولكن يعيبه أن النصف الثاني من الفيلم أفسد الحالة، وكان يجب أن تكون باقي أحداثه افتراضية وليست حقيقية كما حدث، وقال إن «عنتر ابن ابن شداد» يفتقر للكوميديا، وأن قدرة هنيدي على التواصل مع الجمهور تضاءلت للغاية، أما «الأصليين» فهو فيلم سينمائي حقيقي له طابع خاص وفيه عمق فني كبير، وسيكون له فرصة حقيقية لاحقاً.
مشاركة :