اشتعلت في الساعات الماضية معظم الجبهات في مدينة الرقة التي كانت حتى الأمس القريب عاصمة ومعقل تنظيم داعش شمال شرقي سوريا، وأفادت مصادر متقاطعة بتقدم «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) في وسط المدينة وجنوبها وباقترابها من السيطرة على أحد أبرز المعسكرات لتدريب عناصر التنظيم.ولفت ما أعلنه الناطق الرسمي لوحدات حماية الشعب الكردية، نوري محمود، إلى أن مقاتلين من عفرين قد ينسحبون من الرقة في حال شنت أنقرة عملية عسكرية في ريف حلب الشمالي للدفاع عن تلك المنطقة. وقال محمود لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة الرقة استراتيجية بالنسبة لـ(قوات سوريا الديمقراطية) وستستمر أيا تكن الظروف والضغوط التركية على مناطق ريف حلب الشمال، لكن هناك مقاتلون في صفوف قوات سوريا الديمقراطية يتحدرون من عفرين وهؤلاء سيتركون الجبهات في المدينة وسيتوجهون للدفاع عن منطقتهم في حال شنت تركيا عملية عسكرية، ما سيعرقل تلقائيا عملية الرقة ويؤخر إنجازها».وتركزت المواجهات الجمعة بين «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة بقوات خاصة أميركية من جهة، وعناصر تنظيم داعش من جهة أخرى، في المدينة القديمة وسط الرقة كما في أطراف حي هشام بن عبد الملك ومحيط سوق الهال بالجنوب وفي حي بريد الدرعية في القسم الغربي. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن تنظيم داعش يعمد إلى تنفيذ هجمات معاكسة في محاولات منه لاستعادة السيطرة على المناطق والمواقع التي خسرها، وإبعاد مقاتلي عملية «غضب الفرات» عن عمق المدينة.وأوضح المرصد أن «سوريا الديمقراطية» تمكنت من تحقيق تقدم شرق قرية رطلة جنوب الفرات، والسيطرة على أجزاء من كسرة محمد آغا «كسرة سرور»، لافتا إلى أنّه في حال نجحت في تثبيت سيطرتها على القرية، فإن ذلك يتيح لها التقدم إلى منطقة العكيرشي التي كانت تضم معسكراً لتدريب عناصر تنظيم داعش، الذي شهد في النصف الثاني من عام 2015.، تنفيذ التنظيم أكبر عملية إعدام جماعي بحق عناصره، بحيث أعدم أكثر من مائتي من الشيشان ومن جنسيات وسط آسيوية.من جهتها، أعلنت وكالة «آرا نيوز» أمس سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» على قرية كسرة بريف الرقة الجنوبي الشرقي، بعد معارك مع تنظيم داعش. ونقلت عن مصدر في «قسد» أن «معارك تحرير قرية كسرة أسفرت عن مقتل 17 عنصراً من (داعش) على الأقل وإصابة آخرين والاستيلاء على أسلحة وذخائر».في المقابل، تحدثت وكالة «أعماق» التابعة لـ«داعش» عن «مقتل 3 من المقاتلين الأكراد وإصابة 7 آخرين قنصا قرب دواري القادسية والبرازي وسور بغداد وأطراف مساكن الادخار والسكن الشبابي في الرقة الخميس». وكانت قوات «غضب الفرات» أعلنت من جهتها مقتل 23 عنصراً من «داعش» واستسلام 3 آخرين خلال معارك في أحياء الرقة الشرقية والغربية.وقال مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن، إن «تنظيم داعش يستخدم السيارات المفخخة وقذائف الهاون والقناصة لشن هجوم معاكس داخل المدينة القديمة». ويقدر «المرصد» أن ما يصل إلى 30 في المائة من الرقة تمت استعادتها من قبل القوات المدعومة من الولايات المتحدة منذ دخولها المدينة في 6 يونيو (حزيران) الماضي.وقال محمد خالد الشاكر، المتحدث باسم «قوات النخبة السورية» إن «الأحياء الشرقية في الرقة تشهد اشتباكات متقطعة» لافتا إلى أن «الأخبار عن وصول الاشتباكات إلى وسط المدينة غير صحيحة».ووفق التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، فلا يزال نحو 2500 من عناصر «داعش» يقاتلون في الرقة. ويقدم التحالف لـ«قوات سوريا الديمقراطية» كما لـ«قوات النخبة السورية» تغطية جوية وأسلحة ومعدات وقوات للعمليات الخاصة على الأرض ومستشارين. وقال «المرصد»، الخميس، إن الائتلاف قام بتسليم شحنة كبيرة من الأسلحة والذخائر والعربات المدرعة لقوات النخبة السورية عن طريق العراق.وفي سياق متصل، أعلنت قوى الأمن الداخلي لمدينة الطبقة السورية الواقعة في ريف الرقة، التي تسيطر عليها «قوات سوريا الديمقراطية» إحباط هجوم لعناصر «داعش» بسيارة مفخخة تحمل قرابة طن من المواد الشديدة الانفجار بعد ضبطها في أحد أحياء المدينة.وذكرت وسال إعلام كردية أن العناصر الأمنية ضبطت السيارة داخل المدينة قادمة من قرية أبو عاصي، التي تقع على بُعد 18 كلم شمال غربي الطبقة. وأشار عضو قوات الأمن الداخلي لمدينة الطبقة، موسى خلف، إلى أن السيارة كانت مجهزة لامتصاص الصدمات إذ كانت مجهزة بغطاء من الفولاذ لصد أي محاولة لإيقافها، وأضاف أن قوى الأمن الداخلي قامت بالتعامل مع السيارة وإيقافها في الوقت المناسب قبل وصولها للهدف.
مشاركة :