تتجه الولايات المتحدة وروسيا نحو إعلان وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا اعتباراً من غد، بينما اتفقت فرنسا وروسيا على أن محاربة الإرهاب في سوريا هو هدفهما المشترك لكنهما تجنبتا بوضوح الكشف عن خلافاتهما بشأن قضية الأسلحة الكيماوية الحساسة. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر أن واشنطن وروسيا مستعدتان لإعلان وقف إطلاق النار في جنوب غربي سوريا بدءاً من غد من دون أن تقدم الوكالة مزيداً من التفاصيل. ويأتي هذا التطور، في حين اتفقت فرنسا وروسيا على أن محاربة الإرهاب في سوريا هو هدفهما المشترك لكنهما تجنبتا بوضوح الكشف عن خلافاتهما بشأن قضية الأسلحة الكيماوية الحساسة. وتحدد فرنسا سياستها الخارجية إلى حد بعيد فيما يبدو وفقاً للأولوية الأميركية بخصوص التصدي للإرهاب في حين تسعى لعلاقات أفضل مع روسيا وتجنب الصدام المباشر مع موسكو بشأن سوريا. وواصل وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان مسعاه لتعزيز التعاون مع روسيا عندما التقى بنظيره الروسي سيرغي لافروف مجدداً في باريس. وكان لو دريان عقد محادثات استمرت ست ساعات تركزت بالأساس على سوريا مع مسؤولين روس في موسكو قبل أسبوعين. وسبق أن اختلف البلدان علنا بشأن قضية الأسلحة الكيماوية لكن لو دريان يأمل الآن إقناع روسيا بتطبيق قرار لمجلس الأمن يعود لعام 2013 لمنع استخدام هذه الأسلحة في سوريا. من جهتها أعلنت لجنة التحقيق التي كلفتها الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية كشف الجهة المسؤولة عن استخدام غاز السارين في هجوم استهدف بلدة خان شيخون السورية في 4 أبريل الماضي أنها تتعرض لتدخلات وضغوط سياسية شديدة من أطراف عديدة لتوجيه تقريرها المتوقع في منتصف أكتوبر المقبل بهذا الاتجاه أو ذاك. وقال رئيس اللجنة، ادموند موليت، للصحافيين إثر جلسة مغلقة عقدها مجلس الأمن الدولي إن اللجنة تعمل للأسف في بيئة مسيسة للغاية تحاول خلالها أطراف معنية لم يحددها التأثير على عمل اللجنة. وأضاف: «نتلقى للأسف، رسائل مباشرة وغير مباشرة، على الدوام من جهات عدة تقول لنا كيف علينا أن نقوم بعملنا. وتابع «بعض هذه الرسائل واضحة للغاية بقولها إننا إذا لم نقم بعملنا كما يريدون، فهم لن يوافقوا على نتيجة عملنا». وكان دبلوماسيون قد أفادوا بأن روسيا تمارس ضغوطاً شديدة على اللجنة. وخلال جلسة مجلس الأمن قال موليت «رجاء، دعونا نقوم بعملنا»، واعداً بأن يكون عمل المحققين محايداً وموضوعياً ومستقلاً. بيان ذكر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة انه بعد مراجعة للضربات الجوية والقصف المدفعي تبين أن 119 مدنياً آخرين قتلوا بنيران التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في العراق وسوريا، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 603 قتلى. وأضاف في بيان انه أكمل في مايو تحليلاً لـ141 تقريراً بشأن المدنيين الذين سقطوا منذ بدء العمليات التي يشنها ضد تنظيم داعش في أواخر 2014.
مشاركة :