على الرغم من الحجاب الإلزامي وطبيعة المجتمع المحافظ، إلا أن الإيرانيات تجدن متنفسًا في إنفاق أموالهن على المكياج، بل ويعتبرنه مهمًا كالماء والهواء! وبحسب تقرير نشرته وكالة الأنباء "الفرنسية"، فإن المكياج يحتمل أن يكون هو الأمر الأكثر شيوعًا في إيران، التي تصف نفسها بالجمهورية الإسلامية، أكثر من أي دولة غربية متحررة. وأوضحت الصحيفة أن الإيرانيات البالغ عددهن أكثر من 38 مليون امرأة، يشكلن ثاني أكبر سوق استهلاكي للمكياج في الشرق الأوسط بعد السعودية من حيث الإنفاق عليه، والسابعة على مستوى العالم. من جهته قالت تينا زارينام (مصممة أزياء ـ30 عامًا) إن الإيرانيات يحببن التبرج والتزين بالمكياج بمجرد النهوض من الفراش في الصباح، حتى إن كن مريضات، فأهم ما يهتممن به هو أن يبدون جميلات في الشارع. ومؤخرًا، أعلنت شركة المكياج الفرنسية "لانكوم" عن عودتها إلى إيران بعد عقود من الغياب، ووجهت دعوة إلى حوالي 400 فرد مرتبطين بالصناعة وفنانين في أحد الفنادق الكبيرة في طهران للاحتفال بعودتها، وذلك لرغبتها في الاستفادة من تلك السوق الكبيرة. ولا تُباع أدوات التجميل الأمريكية في السوق الرسمية الإيرانية منذ أن فرضت الولايات المتحدة حظرًا تجاريًا على إيران في الثمانينيات من القرن الماضي. وتباع منتجات لانكوم عبر سلسلة العطور "صفير"، التي تأسست عام 2010 وتوزع منتجات الشركة الفرنسية. بدوره قال الرئيس التنفيذي لشركة "صفير" إن التبرج لا يعتبر انتهاكًا لقوانين الجمهورية الإسلامية، إذ أن الإسلام لا يحظر استخدام العطور وأدوات التجميل، كما أن سيدنا محمد كان يتعطر. فيما رأى أحد مراقبي صناعة التجميل في إيران أن الإيرانيات يعتنين ببشرتهن لأنهن يردن الظهور بسن أصغر من الحقيقة، وأن يبدون أكثر شبابًا.
مشاركة :