هامبورغ - كشف اللقاء الاول بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين الجمعة في هامبورغ خلال قمة مجموعة العشرين عن تفاعل "ايجابي واضح" بينهما، اثر محادثات مطولة اجرياها شملت الاوضاع في سوريا والاتهامات بتدخل موسكو في الانتخابات الاميركية. وقال وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون ان ترامب وبوتين اظهرا "تفاعلا إيجابيا واضحا". وأضاف "بالنسبة لطبيعة الساعتين و15 دقيقة من المحادثات، دعوني اصفها لكم: كان اللقاء بناء جدا، وتفاعل الزعيمان بسرعة كبيرة" مضيفا "كانت بينهما كيمياء ايجابية واضحة جدا". واكد ان "هناك الكثير من الموضوعات المدرجة على جدول الاعمال. كلها تم التطرق اليها الى حد كبير. لم يرد احدا منهما انهاء" الاجتماع . وتابع ممازحا ان أعضاء في الوفد الأميركي "أرسلوا السيدة الأولى" ميلانيا "لمعرفة ما إذا كانت ستنجح في ان توقفنا عن (الاجتماع)، لكن هذا لم ينجح وامضينا ساعة اضافية. من الواضح أنها فشلت في ذلك". وهذا الاجتماع الأول بين الزعيمين كان منتظرا بفارغ الصبر في قمة العشرين بسبب العلاقات المتوترة بين البلدين حول عدة قضايا. واعلن فور انتهاء الاجتماع عن اتفاق اميركي روسي على وقف اطلاق النار في جنوب سوريا ابتداء من ظهر الاحد، بحسب ما اعلن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف. وقال لافروف "اليوم في عمان اتفق خبراء روس واميركيون واردنيون على مذكرة تفاهم لإقامة منطقة خفض تصعيد" في درعا والقنيطرة والسويداء، مؤكدا "سيطبق وقف لاطلاق النار في هذه المناطق ابتداء من ظهر التاسع من تموز/يوليو بتوقيت دمشق". وناقشت روسيا، حليفة الرئيس السوري بشار الاسد، هذا العام مع تركيا وايران إقامة اربع مناطق "خفض تصعيد" في سوريا. ولم تثمر المفاوضات التي جرت في استانا هذا الاسبوع عن التوصل الى اتفاق حول حدود تلك المناطق والقوات التي ستقوم بدوريات فيها. وقال لافروف ان قوات الشرطة العسكرية الروسية ستشرف على وقف اطلاق النار المقرر ان يبدأ الاحد "بالتنسيق مع الاردنيين والاميركيين". من جهته، رحب وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون بالاتفاق بين البلدين قائلا "انه أول مؤشر على أن الولايات المتحدة وروسيا قادرتان على العمل معا حول سوريا". وقد تم تحديد مناطق "تخفيض التصعيد" الثلاث الأخرى في ادلب ومحافظة حمص وجيب للمعارضة في الغوطة الشرقية. وحول هذه النقطة، قال تيلرسون ان ترامب وبوتين "اجريا مناقشة مطولة حول مناطق أخرى في سوريا، حيث يمكننا أن نواصل العمل معا من اجل خفض التصعيد". على صعيد اخر، قال تيلرسون ان ترامب وبوتين تبادلا حديثا "حازما جدا" حول تدخل روسي مزعوم في الانتخابات الرئاسية الاميركية. واضاف كان هناك "تبادل مطول جدا وحازم جدا" معتبرا أن التدخل الروسي كان يشكل "عقبة كبيرة" في العلاقات بين البلدين. وتابع تيلرسون ان ترامب "الح مرارا على الرئيس بوتين حول قضية التدخل الروسي"، مشيرا إلى أن الرئيس الروسي "نفى مثل هذا التدخل، كما فعل في السابق". من جهتها، اكدت موسكو ان ترامب "قبل" النفي الروسي في هذا الموضوع الحساس جدا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي حضر الاجتماع بين الرئيسين ان "الرئيس ترامب قال انه سمع تصريحات واضحة من بوتين تؤكد ان (مزاعم التدخل) غير صحيحة وان السلطات الروسية لم تتدخل، ووافق على هذه التصريحات". وتواجه وعود الرئيس الأميركي بتطبيع العلاقات بين موسكو وواشنطن اتهامات بالتواطؤ بين روسيا وأعضاء فريق حملة ترامب. وهناك عدة تحقيقات يجري احدها مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي اي) حول علاقات مع روسيا. الا ان ترامب ينفي هذه الاتهامات بشدة. وكان ترامب اطلق خلال خطاب ألقاه في وارسو الخميس، سيلا من الانتقادات النادرة لروسيا، رغم امتناعه عن ذكر بوتين بالاسم. وقال امام نحو 10 آلاف شخص "نحض روسيا على وقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في أوكرانيا وغيرها ودعمها لأنظمة عدائية بينها سوريا وايران، والانضمام بدلا من ذلك إلى الدول التي تتحمل المسؤولية في حربنا ضد أعدائنا المشتركين للدفاع عن الحضارة". الى ذلك، تخللت قمة العشرين تظاهرات عنيفة وانقسامات بين واشنطن وحلفائها الاوروبيين بشأن التغير المناخي والتجارة. ويدفع مبدأ ترامب "أميركا أولا" حيال التجارة وموقفه المشكك في مسائل المناخ، باتجاه توتر العلاقات مع حلفاء واشنطن التاريخيين، خاصة الاوروبيين. ويضيف إلى الانقسامات موقفه الحازم حيال برنامج كوريا الشمالية الصاروخي، وهي مسألة يحض الروس والصينيون على التهدئة فيها، وهو ما عاود بوتين التأكيد عليه الجمعة. وقال الرئيس الروسي خلال اجتماع مع نظيره الكوري الجنوبي مون جاي-اين ان "مشكلة كوريا الشمالية النووية خطيرة للغاية. ولكن يجب ان نعتمد ضبط النفس والتصرف بطريقة براغماتية ودقيقة". وخارج قاعة المؤتمرات الهادئة حيث عقدت القمة، أثار متظاهرون حالة من الفوضى حيث قاموا بإحراق سيارات وتهشيم نوافذ متاجر وإطلاق مواد مشتعلة على مروحيات تابعة للشرطة إضافة إلى اتلاف إطارات سيارات الوفد الكندي وهو ما تسبب ببقاء الأميركية الأولى ميلانيا ترامب عالقة في مقر إقامتها في هامبورغ. ودفعت أعمال العنف شرطة هامبورغ إلى استدعاء تعزيزات من مقاطعات ألمانية أخرى فيما اضطر منظمو القمة إلى اختصار البرنامج الرسمي لزوجات القادة الحاضرين.
مشاركة :