حرية التجارة والمناخ ودعم أفريقيا على طاولة قمة العشرينرجح محللون أن تهيمن الانقسامات حول حرية التجارة واتفاقية باريس للمناخ وإجراءات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحمائية على اجتماعات قمة مجموعة العشرين في هامبورغ الألمانية، التي ينظر لها على أنها نقطة بداية لرسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد.العرب [نُشر في 2017/07/08، العدد: 10685، ص(10)]الأرض على حافة الانهيار هامبورغ (ألمانيا) - حاول زعماء أكبر الاقتصادات في العالم مد الجسور مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تغير المناخ والتجارة أمس، مع انعقاد قمة مجموعة العشرين في ألمانيا. وينعقد الاجتماع في مدينة هامبورغ الألمانية الساحلية بينما تطرأ تغيرات جذرية على الساحة السياسية العالمية، إذ أدت سياسات ترامب القائمة على شعار “أميركا أولا” إلى التقريب بين أوروبا والصين. ويرى محللون أن مواقف ترامب بشأن المناخ والتجارة الحرة تعقد من اجتماعات القمة التي يعول عليها معظم زعماء المجموعة للخروج بتوافقات بشأن النظرة المستقبلية للتجارة العالمية وبعودة واشنطن لاتفاقية باريس للمناخ الموقعة في 2015. وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لـ”بي.بي.سي” مع بدء أعمال القمة التي تستمر يومين في المدينة الساحلية الألمانية “أعتقد أن ذلك ممكن. لن نقوم بإعادة التفاوض على اتفاقية باريس ستظل كما هي”. وأضافت “أعتقد أن الرسالة التي ستعطى للرئيس ترامب من هذه الطاولة ستتعلق بأهمية عودة أميركا إلى تلك الاتفاقية، وآمل أن نتمكن من العمل على ضمان تحقيق ذلك”. وكانت ماي قد أعربت في وقت سابق لترامب عن “خيبتها” إزاء قراره سحب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ التي تم التوصل إليها بشق الأنفس ووقعتها 195 دولة من بينها الولايات المتحدة.تيريزا ماي: الرسالة الموجهة لترامب تتعلق بأهمية عودة أميركا لاتفاقية المناخ وهدد الاتحاد الأوروبي رئيس الولايات المتحدة بإجراءات مضادة حال إغلاقه السوق الأميركية أمام شركات الصلب الأوروبية. وقال رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قبيل القمة “أريد أن أخبرهم بأننا سنتخذ إجراءات مضادة في غضون أيام قليلة. الحمائية طريق غير سليم على الإطلاق”. وكان ترامب أمر في أبريل الماضي بالتحقيق في محاولات البلدان المصدرة للصلب لإغراق أسواق بلاده بالمنتجات الرخيصة، وما إذا كانت واردات الصلب من الاتحاد الأوروبي تشكل خطرا على الأمن القومي الأميركي. وقال ترامب حينها إن “الصلب مهم سواء بالنسبة لاقتصادنا أو لجيشنا. هذا مجال لا يمكن أن نعتمد فيه على دول أخرى”. وفي ظل صراعات عويصة تواجه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تستضيف بلادها القمة، مهمة جسيمة لقيادة الزعماء باتجاه توافق بشأن التجارة والمناخ والهجرة، وجميعها قضايا زادت صعوبة منذ دخل ترامب البيت الأبيض مطلع العام. وعقدت ميركل التي تخوض الانتخابات في غضون شهرين اجتماعا مع ترامب استغرق ساعة بفندق في هامبورغ مساء الخميس سعيا لتجاوز خلافات فشل مبعوثون في تسويتها خلال أسابيع من المحادثات المكثفة والتي تضمنت زيارة كبير مستشاري ميركل الاقتصاديين لواشنطن. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول ألماني كبير يشارك في المحادثات قوله إنه “يتوقع أن يعمل المفاوضون دون انقطاع في محاولة كسر الجمود قبل السبت، آخر أيام القمة”.جيرد مولر:نحن الدول الغنية جعلنا أفريقيا فقيرة ويمكن لمجموعة الـ20 تغيير ذلك ومن الواضح أن العديد من دول المجموعة ملتزمة بتوسيع قنوات التجارة ولا سيما في القارة الأفريقية التي يقول خبراء عنها إنها منجم للاستثمارات للدول الصناعية الكبيرة التي تدر أرباحا ضخمة. وطالب وزير التنمية الألماني جيرد مولر، قمة مجموعة العشرين بإرسال إشارات داعمة للتجارة العادلة في أفريقيا. وقال لمجموعة “شبكة ألمانيا التحريرية” أمس “نحن، الدول الغنية، جعلنا أفريقيا فقيرة، ويمكن لمجموعة العشرين تغيير ذلك”. وأكد أن تبني خطة للتنمية في أفريقيا على غرار “خطة مارشال” التي وضعتها أميركا لإعادة إعمار أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية سيكون له دور محوري في النجاح. وقال إن “هناك نحو 20 مليون شاب أفريقي إضافي يحتاجون إلى الانضمام لسوق العمل، إذا لم يجدوا فرص عمل في موطنهم، فإنهم سيهاجرون”. ويبدو أنه لا تزال هناك حاجة لمواجهة الدعم الزراعي المخل بالتجارة رغم النجاحات التي تم إحرازها في هذا المجال ولا سيما في أفريقيا. وقال الوزير الألماني متسائلا “أليس من المجدي أكثر أن نفتح أسواقنا أمام الفواكه الاستوائية، والزيتون التونسي، ونفتح المجال بذلك للتونسيين لكسب أموال هنا بدلا من نقل أموال ضرائبنا إلى هناك؟”. وجعلت ميركل من أفريقيا للمرة الأولى موضوعا محوريا لرئاسة مجموعة العشرين، خاصة بعد أن استضافت مؤتمرا عن أفريقيا بمشاركة رؤساء عدة دول أفريقية في الثاني عشر من الشهر الماضي تناول كيفية دعم التنمية الاقتصادية في القارة التي تعاني من الفقر والحروب الأهلية.
مشاركة :