الرباط - افتتحت الجمعة الدورة الـ39 للموسم الثقافي الدولي لأصيلة الذي تنظمه مؤسسة منتدى أصيلة إلى غاية 25 يوليو/تموز. وانطلقت أشغال التظاهرة الثقافية والفنية الكبرى التي تنظم تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، بمكتبة الأمير بندر بن سلطان بندوة في موضوع "إفريقيا والعالم: أي عالم لإفريقيا؟". وناقش المتحدّثون خلالها تجارب ناجحة غيّرت صورة القارة السمراء في السنوات الأخيرة بوصفها حاضنة للفقر والأوبئة والديكتاتورية. ويستقطب المهرجان المغربي شخصيات سياسية وفكرية وعربية ودولية، ويشهد ندوات وبرامج فنية وثقافية مختلفة. وموسم أصيلة الثقافي الدولي يشكل مناسبة لتسليط الضوء على النموذج المغربي. وازدانت مدينة أصيلة (شمال المغرب) برسومات جدارية انطلقت من مدة احتفاءً بهذا الحدث. وشهدت التظاهرة السنوية حضور نخبة من الأكاديميين والباحثين والفنانين والإعلاميين من المغرب وخارجه. وانطلق موسم أصيلة الثقافي في 1978، ومنذ ذلك الحين يتجدد الموعد في كل عام بأنشطة ثقافية في مقدمتها فعاليات تناقش جملة من القضايا الدولية الهامة من قبيل مستقبل العالم العربي والتنمية المستدامة والتغير المناخي. ومن المقرر تنظيم ثلاثة لقاءات أخرى تناقش "الشعبوية والخطاب الغربي حول الحكم الديمقراطي" و"المسلمون في الغرب: الواقع والمأمول" و"الفكر العربي المعاصر والمسألة الدينية". كما ستحتفي خيمة الإبداع لموسم أصيلة بالفيلسوف المغربي محمد سبيلا وتنظم تكريما له يوم 16 يوليو/تموز بمركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية. ويتضمن برنامج هذه الدورة كذلك الاحتفال بالذكرى العشرين لصدور مجلة الأدب العربي الحديث اللندنية "بانيبال"، وهي مجلة أدبية تصدر ثلاث مرات في السنة باللغة الإنكليزية وتعنى بترجمة الادب العربي الحديث إلى اللغة الإنكليزية. أما برنامج الفنون التشكيلية والكتابة فيشمل مشغل صباغة الجداريات وجدارية ومشغل الحفر والصباغة ومرسم الطفل ومشغل كتابة وابداع الطفل ومعارض. ويتضمن برنامج العروض الموسيقية والغنائية حفلة لفرقة الحضرة الشفشاونية وحفلا لمغني الفلامنكو الاسباني خوان خوسي ألبا وحفل لأوركسترا شامبر فرانسي من فرنسا وسهرة لإحسان الرميقي ومجموعة زمان الوصل. كما سيضرب جمهور موسم أصيلة موعدا مع عازف العود المغربي إدريس الملومي وراقصة الفلامنكو الاسبانية ماكارينا راميريث، فضلا عن سهرة في الطرب الأندلسي مع فرقة محمد العربي التمسماني للمعهد الموسيقي بتطوان برئاسة الأستاذ محمد الأمين الأكرامي. ومنذ تأسيسه يعد مهرجان أصيلة وموسمها الثقافي ملتقى للمبدعين والمفكرين العرب والأفارقة والغربيين، وساهم في شهرة المدينة المغربية الصغيرة التي تقع شمال المغرب لتصبح أحد أهم معالم المشهد الثقافي المغربي وفضاء للتواصل مع الثقافة الإنسانية. وعرفت التظاهرة في دورتها السابقة مشاركة أكثر من 500 من المفكرين والباحثين والساسة والشعراء والفنانين التشكيليين والإعلاميين. وناقشت التظاهرة الثقافية في ندوات كبرى التغيرات الديمغرافية وتأثيرها على الهجرة وخطورة الإرهاب العابر للأوطان. شهدت مدينة أصيلة أو "أرزيلا، أصيلا" على مدى ثلاثة عقود من الزمن، تحولات هامة على مستوى البنيات التحتية والمرافق العمومية وأشكال العمران، واستطاعت أن تتحول إلى قطب ثقافي وسياحي هام يحج إليه آلاف النخب الثقافية كل سنة.
مشاركة :