على بعض الصحف والمواقع الالكترونية، وعلى صفحات التواصل الاجتماعي، وبشكل لافت.. تظهر هذه الأيام – باستحياء حينا وبجرأة تصل إلى حد البجاحة حينا آخر – كتابات ودعوات مشبوهة، هدفها الحقيقي والبعيد إحياء مشروع توطين اليهود في ليبيا، لكنها تتستر تحت غطاء إنساني، يتبنى المروّجون له حق يهود ليبيا المهاجرين في العودة إليها. ومع أن الدعوة تبدو مُحقّة وبريئة، ومع التسليم بأنه من حق أي مواطن مهاجر أن يعود إلى بلده متى ما انعقد عزمه على ذلك، فإن المروجين لهذه الدعوة ينسون أو يتجاهلون أن هجرة يهود ليبيا إلى (فلسطين المحتلة) منذ أواخر ثلاثينيات القرن المنصرم، وخاصة بعد سنة 1948، قد تمت باختيارهم المحض، وذلك إيمانا منهم بالصهيونية كحركة قومية – على غرار حركة القومية العربية – واستجابة لنداء المنظمة اليهودية العالمية.. وتحت إشرافها، بعد أن كانوا قد ساهموا في دعم النشاط الإرهابي والحربي لعصابات الاحتلال الإسرائيلي – كشتيرن وهاجاناه – بالتبرعات التي جمعوها لذلك الغرض، وبعد أن شارك بعض شبابهم في حرب احتلال فلسطين. أما يهود ليبيا الذين تم (إجلاؤهم) من ليبيا سنة 1970، فهم لم (يُهجّروا) لكونهم يهودا، بل جرى (إجلاؤهم) باعتبارهم إيطاليين، بعد أن كانوا غداة استقلال ليبيا، قد امتنعوا عن التجنس بالجنسية الليبية، واختاروا لأنفسهم حمل الجنسية الإيطالية، ومن ثم فقد سرى عليهم قرار إجلاء الطليان المتبقين في ليبيا من عهد الاستعمار الاستيطاني الفاشستي. وعليه فإنه ليس لغير من اضطُر من اليهود لمغادرة ليبيا، بعد هزيمة العرب في حرب 1967، حق المطالبة بالعودة إلى الوطن الليبي، ليصار إلى السماح لهم بالعودة كمواطنين ليبيين، بعد مراجعة أوضاعهم (على نحو فردي) للتأكد من انتفاء أية علاقة لهم بدولة الاحتلال العنصري الإسرائيلي أو بالصهيونية العالمية (فلسنا بحاجة إلى الجواسيس). ولابد هنا من التذكير بالمظاهر الاحتفالية، التي عبّر بها بعض اليهود في طرابلس، عن ابتهاجهم بانتصار إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967، الأمر الذي أثار ضدهم غضب الطرابلسيين.. فمارسوا بحقهم كثيرا من أعمال الانتقام والعدوانية، ما أدى إلى اضطرار كثير من يهود طرابلس إلى المغادرة والهجرة طلبا للأمان. أما اليهود (الليبيون) أي الذين وُلدوا وعاشوا – أو عاش آباؤهم – في ليبيا، غير أنهم لم يحملوا الجنسية الليبية (سهوا وإهمالا)، ولم يحملوا الجنسية الايطالية (اختيارا وتعاليا) بعد الاستقلال، ولم يغادروا إلى إسرائيل ويحملوا جنسيتها، فمن حقهم – في تقديري – أن يعودوا إلى البلد الذي اكتسبوا حق الانتماء إليه بالإقامة المستمرة جيلا بعد جيل، منذ تهجيرهم من الأندلس تحديدا.. أو قبل ذلك. وعودةً إلى الموضوع.. في جانبه الخطير جدا، والمفخخ بألغام شديدة التمويه وشديدة القابلية للانفجار وتمزيق جسد الوطن الليبي وتفكيكه وضياع مستقبل أجياله إلى الأبد، جرّاء محاولة يهود ليبيا، ولا أقول اليهود الليبيين – ومن ورائهم إسرائيل والصهيونية العالمية – لابد من لفت نظر القوى والنخب السياسية الوطنية الليبية، وتوعية جماهير الشعب الليبي بأن الأمر في منتهى الخطورة، فهو يحيل إلى مشروع إنشاء وطن قومي لليهود في الجبل الأخضر أوائل القرن الماضي. وكان قد تبنى فكرة المشروع وعمل من أجل تحقيقها القيادي اليهودي (إسرائيل زانجويل) من منظمة الأرض اليهودية، التي كانت تتخذ من لندن مقرا لنشاطها الصهيوني، حيث تم التنسيق بالخصوص – بمعرفة السلطات البريطانية – مع والي طرابلس العثماني (رجب باشا) خلال الفترة من 1904 إلى 1911، ولم يُبدِ السلطان عبد الحميد ممانعة في ذلك، ومن ثم أوفدت منظمة الأرض اليهودية – بتاريخ 5 يوليو1908 – بعثة من العلماء في مختلف التخصصات ذات العلاقة، استقبلها رجب باشا في طرابلس، في إطار إجراء الدراسات الميدانية اللازمة لمنطقة الجبل الأخضر، وانتهت البعثة إلى وضع تقرير فني / سياسي شامل، أكدت فيه على أن الجبل الأخضر هو جنة حقيقية لقيام الوطن اليهودي، وهو أفضل من فلسطين لأسباب عدة أوردها التقرير. وقد عُرف ذلك التقرير باسم (الكتاب الأزرق) ووضع إسرائيل زانجويل مقدمته التي أشار فيها إلى قلة عدد سكان الجبل الأخضر (وكان سكان ليبيا كلها في ذلك الوقت لا يزيد عن مليون نسمة)، الأمر الذي يسهل معه التخلص منهم تدريجيا بكل الوسائل المتاحة، بما في ذلك إجلاؤهم (عنوة وبالقوة) إلى الصحراء الكبرى في الجنوب الليبي، وإحلال اليهود محلهم. غير أن أمرين اثنين حالا دون استكمال المشروع : احدهما هو قيام ايطاليا منذ سنة 1911 باحتلال ليبيا (فسبقت اليهود)، وثانيهما هو أن المنظمات الصهيونية الأخرى كانت منحازة إلى فكرة أرض الميعاد في فلسطين لإقامة الوطن القومي ليهود العالم، ونجحت الوكالة اليهودية العالمية بزعامة تيودور هرتزل في الحصول على موافقة وتأييد بريطانيا (دولة الانتداب)، بموجب ما صار معروفا باسم (وعد بلفور)، لتمكين اليهود من تنفيذ مشروعهم الاستيطاني القومي على الأرض الفلسطينية، وهوما تم فعلا كما هو معروف. على أنه لا زال في إسرائيل – الآن – تيار سياسي واسع من مختلف الأحزاب والمنظمات الصهيونية، يضع عينه على ليبيا، بهدف إنشاء مستوطنة يهودية فيها، كامتداد لإسرائيل.. في إطار استراتيجية السيطرة الإسرائيلية على منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (ومن الملفت جدا للنظر هنا ما صرح به عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الإخواني في مصر ومستشار الرئيس المصري، من انه ينبغي لليهود المصريين الذين هاجروا الى إسرائيل ان يعودوا الى مصر!!) وذلك هو ما يبدو في هذه الدعوة المشبوهة إلى عودة يهود ليبيا إلى (وطنهم!). وقد بلغت الصفاقة ببعضهم حد الإقدام على تزوير تاريخ الوطن الليبي، بادعاء أن اليهود هم أسبق من الليبيين (الأمازيغ) وجودا في ليبيا، ضاربين بعرض الحائط كل حقائق التاريخ والجغرافيا، المدونة منذ هيرودوتس، بل منذ ما لا يقل عن أربعة آلاف سنة وفقا للمصريات (علم دراسة الحضارة الفرعونية)، حيث لم تكن القبائل البدوية العبرانية وقتئذ معروفةً أصلا، ولم يرِد لها أي ذكر في التاريخ بعد، وبالطبع قبل أن تنجح في التسلل إلى أرض كنعان واغتصابها من أهلها، استنادا إلى أوامر إلههم (يَهْوَه) ! لكن لا عجب، فتاريخ اليهود كله، كما هو معروض في كتاب العهد القديم (التوراة اليهودية)، هو سلسلة من الأخبار الملفقة والأضاليل الخرافية، التي لا تصمد أمام حقائق التاريخ كوقائع (غير واقعية) أو حتى أمام العقل والمنطق كروايات متماسكة، فهي لا تعدو كونها (أساطير دينية منتحلة) كما بات مؤكدا قطعيا لدى العلماء، بعد الاكتشافات الأركيولوجية المتعددة في عديد مواقع حضارات بلاد الشام، مثل أوغاريت (تل شمرا) وإيبلا في سوريا. وما هذه الأكاذيب الملفقة – بغباء وجهل شديدين – حول يهود ليبيا، والتي لا تمت إلى وقائع التاريخ ولا إلى مناهج الدراسات التاريخية بصلة.. غير جس لرد فعل الشارع الليبي، مستغلين في ذلك الأوضاع الليبية المخلخلة والهشة، في ظل ما يسمى الربيع العربي (غير البعيد عن الحضور الاسرائيلي)، بما نجم عنه من فراغ سياسي، احتل فيه الاسلاميون الجانب الأكبر، ويتطلع اليهود إلى تعبئة جزء من حيزه المتبقي، لإحياء مشروع الاستيطان اليهودي في ليبيا، وهم يوطئون لذلك بحملة إعلامية واسعة للمطالبة بعودة يهود ليبيا (غير المتليبين)، بدعم سياسي من إسرائيل، مستفيدين في ذلك إلى أقصى حد، من واقع تدني مستوى المعرفة بعلوم التاريخ والسياسة لدى الأجيال الليبية الجديدة، فضلا عن تفشي أمية حاملي الإجازات الجامعية، نتيجة للسياسات التعليمية التي اعتمدها نظام معمر القذافي (بصرف النظر عما يشاع عن أصوله اليهودية) للتجهيل الممنهج، والتركيز الشديد على تزوير التاريخ الليبي، وطمس الهوية الحضارية للأمة الليبية، بمختلف مكوناتها العرقية والثقافية، التي يشكل العرق الأمازيغي أساسها التاريخي ونواتها المحورية وأغلبيتها (الحقيقية) من الأمازيغ المستعربين، والناطقين بما تبقى مبعثرا من اللغة الليبية القديمة (الأمازيغية). وإذا كان بعض اليهود لا يتورعون اليوم – كعادتهم عبر التاريخ – عن تزوير التاريخ، لتسويغ تطلعاتهم الاستيطانية وممارساتهم العنصرية، فيدّعون كذبا وبهتانا أسبقية وجودهم في ليبيا على الليبيين الأصليين (الأمازيغ ) أنفسهم، وإذا كانوا قد خططوا أوائل القرن الماضي لتهجير سكان الجبل الأخضر والحلول محلهم، فإنه ليس من المستغرب أوالمستبعد أن يعمدوا – يوما ما – إلى مطالبة العرب الليبيين بالعودة إلى الجزيرة العربية، أو إجبارهم على ذلك بالقوة، خاصة وأنهم يؤصّلون لحقهم في استيطان ليبيا بالإشارة إلى أن أعدادا – غير محددة الحجم – من الليبيين (المسلمين حاليا) هم أصلا كانوا يهودا، وهو زعم لا نملك أن ننفيه بالمجمل، لكننا نزعم أنهم لم يكونوا من أصول إسرائيلية – مع استبعادنا كليا لنظرية النقاء العرقي التي يتمسك بها اليهود – بل هم أمازيغ اعتنقوا اليهودية، كما اعتنقوا بعدها المسيحية، ثم انتهى بهم الأمر إلى اعتناق الإسلام ومن ثم الاستعراب. والأوْلى بالتصديق – عند الحديث عن الأصول العِرقية – هو أن تكون أعدادٌ كبيرة من الفلسطينيين (المسلمين حاليا)، هم من أصول يهودية إسرائيلية، فلماذا لا يشير اليهود إلى ذلك من قريب أو من بعيد؟. الجواب هو أن ذلك يتعارض مع هدف يهودية الدولة الإسرائيلية ومزاعم النقاء العرقي اليهودي. وكما سرق اليهود ديانات الشرق القديمة (السومرية والاشورية والبابلية والآرامية والكلدانية والكنعانية والمصرية)، ونسبوها إلى إلههم التوراتي الخصوصي العنصري الدموي (يَهْوَه)، الذي سرقوا فكرته – هو أيضا – من ديانة التوحيد الاخناتونية، مثلما كانوا قد سرقوا قبل ذلك الإله الكنعاني (إيل). كما نسبوا تلك الديانات – بقليل من التحوير – إلى زعيمهم القبلي ونبيهم موشيه (وهذا موضوع يطول فيه الحديث) وإلى بقية أنبيائهم الملوك القبليين، ومن الجدير بالذكر هنا أنه قد تبين – خلال ربع القرن الأخير – لعلماء الأركيولوجي وعلماء تاريخ الحضارات القديمة في الشرق الأدنى وعلماء الأنثروبولوجي، أن أسفار التاريخ في كتاب العهد القديم (التوراة)، قد دُوّنت مؤخرا جدا بين أواخر العصر الفارسي وأوائل العصر الهلينستي – وفقا لما ينقل فراس السواح عن : soggin وgarbini وmiller وhays وكثيرين غيرهم – وليس إبان فترة السبي البابلي، كما كان مُعتقَدا من قبل، وصار الكثيرون من المؤرخين الثقات يرفضون الأساس التاريخي (المفترض) لأسفار موشيه الخمسة، التي تتضمن قصص الآباء، من أفرام أو أبرام (ابراهيم) إلى جوزيف (يوسف)، وقصة الخروج من مصر، التي لم يعثر لها على أي سند تاريخي، حتى إنه قد انتهى بهم اليقين العلمي إلى وضع كل أسفار التاريخ في كتاب العهد القديم (التوراة اليهودية) على الرف. كما تبين بشكل قاطع أن إسرائيل التاريخية هي غير إسرائيل التوراتية، وان ما تضمنته الرواية التوراتية عن مملكة ديفد وسولومون وبقية الملوك الأنبياء أو الأنبياء الملوك، ليست سوى أخيولة أدبية، أنتجها المناخ الاجتماعي النفسي لتلك الفترة، وهي تعكس ثقافة مدوني الأسفار التوراتية، التي لا تخرج عن كونها نوعا من التراث الفولكلوري المتناقل شفهيا، دونما التفات إلى الوقائع التاريخية الحقيقية للحدث موضوع تلك الرواية الشعبية (الملحمية). وكما سرق اليهود فلسطين قديما من أهلها الكنعانيين واليبوسيين، بأمر من ربهم (يهوه) إلى نبيهم (موشيه)، بعد أن عجزوا بكل تآمرهم عن إيجاد موطئ قدم لهم في أرض مصر الفرعونية، حيث كان رب اليهود الخصوصي (يهوه) لا يكف عن تحريض موشيه على غزو أرض الكنعانيين واليبوسيين (الفلسطينية)، ومن أمثلة ذلك ما أنقله فيما يلي حرفيا من كتاب العهد القديم (التوراة) الذي يؤمن به كل اليهود إيمانا مطلقا: – “وقال الرب لموسى، اصعد من هنا أنت والشعب الذي أصعدتُه من ارض مصر، إلى الأرض التي حلفتُ لابراهيم واسحاق ويعقوب، قائلا لنسلك اعطيها، وأنا أرسِل أمامك ملاكا، وأطرد الكنعانيين والأموريين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين”. الاصحاح 33 / سفر الخروج. – “أحفظ ما أنا موصيك به، ها أنا طاردٌ من قدامك الأموريين والكنعانيين والحثيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، احترس من أن تقطع عهدا مع سكان الأرض التي انت آتٍ إليها، لئلا يصيروا فخا في وسطك “. الاصحاح 34 / سفر الخروج. – “ثم كلم الرب موسى قائلا: أرسِل رجالا ليتجسسوا أرض كنعان، التي أنا مُعطيها لبني إسرائيل، رجلا واحدا لكل سبط من آبائه ترسلون”. الاصحاح 13 / سفر العدد. – “فأرسل موسى ليتجسسوا أرض كنعان، وقال لهم اصعدوا من هنا إلى الجنوب، واطلعوا إلى الجبل، وانظروا الأرض ما هي، والشعب الساكن فيها أقويٌّ هو أم ضعيف قليل أم كثير”. الاصحاح 13 / سفر العدد. – “متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخلٌ إليها لتمتلكها، وطَرَد شعوبا كثيرة من أمامك : الحثيين والجرجاشيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين، سبع شعوب أكثر وأعظم منك، ودَفعهم الرب إلهك أمامك… لا تقطع لهم عهدا، ولا تُشفِق عليهم” الإصحاح السابع / سفر التثنية. وأعود لأقول إنه كما سرق اليهود فلسطين أول مرة – قديما – من أهلها الكنعانيين، بدعوى أن الرب قد وهبها لهم باعتبارهم شعبه المختار، ثم سرقوها منهم مرة ثانية بعد أن سمح لهم الفُرس بالعودة إليها من الأسر البابلي، ثم عادوا ليسرقوها من أهلها الفلسطينيين مرة ثالثة بمقتضى وعد بلفور، في إطار إعادة رسم خارطة العالم بعد الحرب العالمية الثانية. فإنهم الآن يعملون جاهدين بكل الوسائل – بما فيها تزوير التاريخ كما تعودوا دائما – على تجديد أطماعهم في ليبيا، وخاصة بعد ما تبين لهم أنها تطفو فوق بحار من النفط والغاز والمياه الجوفية، وذلك ضمن الستراتيجية الامبريالية (بقيادة الولايات المتحدة الأميركية)، للسيطرة على العالم، عن طريق الاستئثار بمصادر الطاقة في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (الشرق الأوسط الكبير)، حيث تقوم إسرائيل بدورها الوظيفي في المنطقة كامبريالية صغرى، وهو ما يفسر كل الأحداث التي تجري حاليا من افغانستان إلى المغرب، بما في ذلك التهويل على إيران، وتبنّي ما يسمى ثورة الربيع العربي، والغزل السياسي المتبادل بين الإخوان المسلمين في مصر وإسرائيل، وما نشهد فصوله الدراماتيكية من تداعيات الفوضى الخلاقة في ليبيا، المرشحة للتفكك.. ومن ثم إعادة الهيكلة. وإنه لمن السذاجة السياسية وقصور النظر التاريخي – في تقديري كدارس وممارس – أن يستهان بأمر هذه الأصوات، التي ترتفع منادية بعودة اليهود إلى ليبيا (دون قيد أو شرط)، فلا تستدعي إلى الذاكرة الوطنية ذلك المشروع القديم لتوطين اليهود في ليبيا، لكن – هذه المرة – كامتداد لإسرائيل، في إطار رؤية ستراتيجية جديدة، تأخذ في الاعتبار معطيات الواقع ومتغيراته محليا وإقليميا ودوليا. وأرجو أن أكون قد أخطأت التقدير.. وحسبي رسم علامة استفهام لاستثارة البحث وإعادة قراءة التاريخ واستقراء الواقع، بذهن يقظ وعقل نقدي. نقلا عن صحيفة ليبيا المستقبل
مشاركة :