الثورة بلا قيادات.. العاديون بإمكانهم تولي السلطة

  • 7/8/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ليلاس سويدان | مباشرة، وفي بداية مقدمة كتابه الذي صدر عن سلسلة عالم المعرفة وترجمه فاضل جكتر «الثورة بلا قيادات.. كيف سيبادر الناس العاديون إلى تولي السلطة وتغيير السياسة في القرن الواحد والعشرين» يقول كارن روس ان الأوان قد حان لاعتماد صيغة سياسة جديدة للسياسة، ولا يرى أفقا للتغيير في ظل صياغات قديمة أثبتت فشلها في الغرب، ويعتبر أن الديموقراطية في أزمة، لأنها ترسخ هيمنة الشركات العملاقة وأصحاب المصالح. ويشير في السياق نفسه إلى الوطن العربي ومجتمعاته التي مزقتها الانقسامات بسبب الأديان والمعتقدات، وبين النخب والشعب. يتحدث في هذا الكتاب من منطلق خيبته الكبيرة من الحكم الديموقراطي الذي عمل ضمن منظومته كدبلوماسي بريطاني، ورأى بنفسه كما قال، كذب الحكومة وعدم كفاءتها في فهم العالم شديد التعقيد. ويضرب أمثلة على أحداث عالمية كثيرة عجزت الأنظمة أو الإدارات على التنبؤ بها أو تحليلها وفهمها، بل انها في كل فعل تقوم به لفرض النظام تتسبب بالفوضى في الواقع. فالعالم الجديد يشترط شيئا آخر يتحدى قدرة البنى والمؤسسات القائمة على فهمه، وأغلب الحكومات تسلّم بتدهور نفوذ الدولة والاحباط من السياسة التقليدية، والذي كان أحد عوارضه تقلص نسب المصوتين في الانتخابات حول العالم، والسياسيون بالطبع يستشعرون ذلك ولكن أقصى ما يقدمونه هو سياسة شعبوية جوفاء فارغة. قوة تحرك الفرد يقوم هذا الكتاب على أربعة أفكار، الفكرة الأولى هي قدرة تحرك فرد واحد على إطلاق حركة تغييرية شاملة للمنظومة كلها، فتحرك فرد مؤمن بفكرة يؤدي لتكرار الفعل من الآخرين بحيث يصبح التغيير قويا وماديا. أما الفكرة الثانية فهي ان الأفعال لا الأقوال هي الأقوى تأثيرا، فشبكة الانترنت على سبيل المثال ومواقع التواصل قد تؤدي لتنظيم وتكوين جماعات بطريقة غير مسبوقة، ولكن هذا التنظيم يبقى عديم القيمة إذا لم يصبح فعلا ملموسا، يوظف لهدف محدد وممارسة فعل معين. وهو نقيض ما تفعله السلطة التي تشجع التجهيل وتسويق فكرة أن الفرد يجب ألا يبالي كثيرا بالتفاصيل ويتركها لها، لأن الناس عاجزون عن اتخاذ قرارات مناسبة بشأن مشكلاتهم وقضاياهم الخاصة. الفكرة المفتاحية الثالثة للكتاب تتعلق بالترابط والنقاش وصنع القرار على قاعدة تدخل الأكثر تأثرا به. فالسياسة يجب أن تأخذ مصالح الجميع بالحسبان، فمنح الناس السلطة وتحميلهم المسؤولية يجعلهم ميالين إلى استخدام السلطة بحكمة وهدوء ويجعل القرار أقل فسادا، فالديموقراطية القائمة على المشاركة تقدم شيئا خارقا كما يقول. استعادة الوكالة الفكرة الرابعة في الكتاب والتي تلخص طرح الكتاب كله؛ هي فكرة استعادة الشعب للوكالة بعد أن أصبح منفصلا عن القرارات الأكثر اهمية بالنسبة له، بعد أن تعرض الفضاء السياسي للاحتلال بشكل مطرد، لا من قبل المواطنين بل من جانب المؤسسات التجارية الكبرى في العالم والأغنياء، التي ضخمت لوبيات الضغط في أميركا وبريطانيا على سبيل المثال. ويرى روس أن من المفارقات الغريبة هو أن تأبيد النمط السائد لتسيير الأمور هو الذي يشكل الخطر على أمن الأفراد وسلمهم، لذلك لابد من العودة إلى أساس فكرة الديموقراطية ومشاركة الجميع أو استعادة الوكالة من سلطة الحكومات التي انطفأت كما قال، وإقامة شبكات تعاون تدعم التغيير الإيجابي في أمكنة أخرى حيث لم تعد الحدود عائقا في عالم كثيف الترابط. معلومات عن المؤلف كارن روس، دبلوماسي بريطاني سابق، ترأس قسم السلام في الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية، ومحرر خطابات لوزير الخارجية البريطاني. تفاوض مع دبلوماسيي صدام حسين في الأمم المتحدة، وعمل في أفغانستان بعد سقوط طالبان. استقال احتجاجاً على أكاذيب الحكومة البريطانية في حرب الخليج عام 2003. يدير الآن منظمة «الدبلوماسي المستقل» وهي هيئة مستقلة غير ربحية، تحاول التواصل مع القضايا السياسية، بعيداً عن سلطة الدول والحكومات.

مشاركة :