كل العيون كانت مصوّبة نحو الرئيسَين: الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، عندما التقيا، أمس الأول، وجها لوجه، للمرة الأولى، على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية. اللقاء الذي كان مقررا أن يستغرق 30 دقيقة امتد لأكثر من ساعتين، أثار خلاله ترامب موضوع التدخّل الروسي في انتخابات الرئاسة الأميركية، وهو ما نفاه بوتين. ولم تدع مجلة تايم الأميركية فرصة هذا اللقاء تفوت، من دون أن تتناوله، من زاوية قل أن تتطرق إليها وسائل الإعلام الأخرى، وهي قراءته نفسيا، حيث استعانت في ذلك بخبيرة في لغة الجسد، تدعى باتي وود. وجاءت المواجهة الأولى بين الرجلين قبيل اجتماعهما الرسمي عندما تصافحا، كما وضح في شريط فيديو سُجّل تلك اللحظة. ووقعت عينا وود على أمر غير عادي في ذلك التسجيل، قائلة: «إذا نظرت إلى المصافحة فستلاحظ أن ترامب فعل شيئا مخالفا للعديد من المصافحات التي رأيته يقوم بها مع قادة العالم الآخرين، فقد كان هو من بادر بالمصافحة، حيث تقدم إلى الأمام بجسده – بل بكامل جسده في واقع الأمر- ثم انحنى إلى الأمام ليصافحه، رافعا راحة يده كما لو أنه يستعطف، وهو أمر غير عادي أيضا. وإذا نظرت إلى تصرفه فهو يبدو سعيدا». أما في مصافحته أنجيلا ميركل، فقد كانت المستشارة الألمانية هي المبادرة بالسلام على ترامب. وفي ذلك، تعلق وود أن ميركل «هي من رفعت راحة يدها مستعطفة، وفي الوقت نفسه كان رأسها منحنيا بميلان، ناظرة بعينيها نحوه، لتقول له: مهلا، علينا أن نتصافح، متخلية بذلك عن بعض سلطتها. اكتفى هو بالوقوف هناك، وكان عليها هي أن تبادر بمصافحته. ولم تستغرق المصافحة سوى وقت وجيز». ومع الرئيس الروسي، ربّت ترامب على ذراع بوتين بيده اليسرى، أثناء المصافحة، ثم طبطب على ظهره، في إيماءة توحي بالدعم والتأييد، كما ترى وود: «عندما تستخدم يدك اليسرى في المصافحة، فهي حركة تنمّ عن قوة، وتوحي بأنك مسيطر. لكن هناك اختلافات، بل فوارق دقيقة، ولا سيما في الحالة التي نحن بصددها. فقد رفع ترامب يده اليسرى وربّت عليه ثلاث مرات، ثم أنزلها، في تلميح لدعمه إياه». على أن ترامب في مصافحاته لزعيم دولي آخر، هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لفت انتباه المراقبين، إذ بدا «أخرق أو عدوانيا»، على حد وصف الخبيرة بلغة الجسد. وفي لقاءاته مع زعماء آخرين، لوحظ أن لترامب «طريقة جلوس ثابتة، حيث يفرد ساقيه، في حين تكون يداه مقبوضتين ومتجهتين نحو ما بين ساقيه، بما يوحي بالرجولة». لكن وود لاحظت كذلك اختلافا بسيطا في اجتماع ترامب ببوتين، مقارنة بلقاءاته زعماء آخرين سابقا، من بينهم سلفه باراك أوباما، في البيت الأبيض. فعلى سبيل المثال – تقول وود – إن ترامب كان يصوّب ناظريه نحو بوتين في معظم فترات الاجتماع، وكان هو المبادر بالمصافحة.
مشاركة :