مستقبل الطباعة ثلاثية الأبعاد

  • 7/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يراهن خبراء الاقتصاد على تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد في تغيير شكل مصانع المستقبل ومستقبل إنتاج كل شيء وفي أي مكان. فالمعروف أن الاختراعات التي شهدها العالم في مجال التصنيع لم تكتسب شهرتها وتوضع موضع التطبيق والإنتاج بكميات تجارية إلا بعد مرور فترة زمنية على اختراعها طالت أم قصرت. كما أن أهمية تلك الاختراعات لا تنجلي إلا بعد شيوع أثرها في عالم الواقع.وقد أحدث المكوك الطائر الذي اخترعه جون كاي الحائك البريطاني عام 1733، ثورة في قطاع المنسوجات كونه أتاح ضبط حركته آلياً ليتحول فيما بعد إلى مفجر الثورة الصناعية الأولى.وفي عام 1813 نقل هنري فورد قطاع صناعة السيارات من خدمة الخاصة من الناس إلى إنتاج السيارات الشعبية بعد إطلاق طراز «موديل تي» على خط الإنتاج المتحرك، رغم أن الفكرة كان قد سبقه إليها رانسوم أولدز قبل عشر سنوات، حيث طرح فكرة خطوط الإنتاج لتسريع الإنتاج في شركة «أولد كيرفد داش». وفي عقد الثمانينات من القرن الماضي تردد الكثير من التنفيذيين في الشركات الصناعية قبل اعتماد نظام «تايشي أونو» الذي اعتمدته شركة تويوتا بهدف تسليم قطع الغيار في الموعد الزمني المحدد. واليوم يعتبر هذا النظام العمود الفقري في كفاءة المصانع على مستوى العالم.وبالعودة إلى الطباعة ثلاثية الأبعاد التي يعود الفضل لابتكار فكرتها إلى تشانك هالز عام 1983 في نظام «تكرار الصيغ». فقد كان هالز شريكاً مؤسساً في شركة «ثري دي سيستمز» وهي واحدة من الشركات الكثيرة اليوم التي تشتهر بالطابعات ثلاثية الأبعاد.هذه الآلات تتيح طباعة المنتج بعد تصميمه على جهاز كمبيوتر مرتبط بها ومن ثم إنتاجه مادة صلبة على شكل طبقات متكررة طبقاً للمواصفات والمقاييس المطلوبة. وتعتبر تقنية «تكرار الصيغ» واحدة من عدد من التقنيات المستخدمة حالياً في عالم الطباعة ثلاثية الأبعاد.وقد صارت الطباعة واحدة من الطرق الشائعة في صناعة الأشكال المتطابقة لأن التغيير المطلوب على المنتج فوق شاشة كمبيوتر أسهل وأقل تكلفة وأقصر زمناً من تغييره على أرض الواقع باستخدام معدات المصانع وأدواتها. وهذا ما جعل هذه التقنية مثالية في إنتاج السلع بكميات قليلة مثل قطع الحلي والمجوهرات، أو في تفصيل المنتج حسب الطلب كما في الأطراف الصناعية ومتممات الأسنان والأجهزة السمعية والتي باتت اليوم تنتج بالملايين بهذه التقنية. ونظراً لكونها تفرز المادة إلى حيث ينبغي فقط، فقد اكتسبت أهمية متزايدة في صناعة الأشكال المعقدة والخفيفة الوزن الخاصة بمنتجات عالية القيمة مثل الطائرات وسيارات السباقات. وقد استثمرت شركة جنرال إلكتريك على سبيل المثال 1.5 مليار دولار على تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج قطع غيار لمحركات الطائرات وغيرها.* «ذي إيكونوميست»

مشاركة :