تشير نتائج دراسة حديثة نشرت بالمجلة الصادرة عن الجمعية الأمريكية لأمراض الكلى(JASN)، إلى أن الشخص الحامل لنسخة واحدة من جين الأنيميا المنجلية(سمة فقر الدم المنجلي) يكون عرضة للإصابة بالفشل الكلوي.تشيع حالات تغيرات الدم كحالة سمة فقر الدم المنجلي وحالة هيموجلوبين سي؛ ويعتقد أن تلك التغيرات تتطور لتأثيرها الوقائي من مرض الملاريا، وهي سمات لا يعتبر الشخص الذي يحملها مريضاً بتلك الأمراض، ولكنه حامل لنسخة واحدة من المتغير الجيني ولا تظهر عليه أعراض كمن يحمل نسختين، وتوصلت دراسة سابقة إلى أن تلك المتغيرات تلعب دوراً في الإصابة بأمراض الكلى لدى عرقيات بشرية معينة، ولكن الآلية وراء ذلك كانت مجهولة. وللبحث في مجال تلك العلاقة قام الباحثون من جامعة جونز هوبكنز وجامعة ألاباما، بتحليل بيانات 9909 أشخاص، 739 منهم حاملون لسمة فقر الدم المنجلي و243 حاملون لسمة هيموجلوبين سي؛ ووجد من خلال النتائج أن حالة الفشل الكلوي التي تتطلب غسل الكلى أصيب بها 40 شخصاً من اصل 739 ممن يحملون سمة الأنيميا المنجلية، و6 من اصل 243 ممن يحملون سمة هيموجلوبين سي، و234 من البقية الذين لا يحملون تلك السمات الجينية؛ كما أن المعدلات السنوية للإصابة بالفشل الكلوي كانت بنسبة 8.5 من كل 1000 ممن يحملون سمة الأنيميا المنجلية و4 من كل 1000 ممن لا يحملون السمة؛ وبالمقارنة بمن لا يحملون سمة الأنيميا المنجلية، فإن الحاملين لها تزيد احتمالية تعرضهم للفشل الكلوي بمرتين، ووجد من ناحية أخرى أن سمة الأنيميا المنجلية تجعل من يحملها، لديه خطر مماثل لمن يحمل المتغير الجيني APOL1 والذي يعتبر عاملاً جينياً للإصابة بالفشل الكلوي لدى البعض، ووجد أن سمة هيموجلوبين سي لا ترتبط بأمراض الكلى أو الفشل الكلوي. يتم فحص سمة الأنيميا المنجلية كفحص روتيني للمواليد بكثير من دول العالم، وبالرغم من أنه لا يمكن التدخل لتعديل الجين، إلا أن حمل الطفل له يعتبر من البيانات المهمة التي تنبه الطبيب لمتابعة حالة الكلى بصفة دورية.
مشاركة :