قبائل كينيا تتجه لتربية الإبل بسبب الجفاف الشديد

  • 7/9/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مع مرور البلاد بموجة جفاف شديدة يلجأ الكينيون لأمر لم يعتادوه من قبل وهو تربية قطعان الإبل التي يصفها العرب بـ«سفن الصحراء. فلم يعد بالإمكان في ظل هذه الظروف المناخية المحافظة على قطعان الماشية التي كانت في السابق مصدر الفخر ودليل الثراء في المنطقة». وهو ما يسرده تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.وتتغذى قطعان الإبل وتتغذى على أوراق أشجار السنط الشائك، النبات الوحيد الباقي في أغلب الأحيان غذاء لهذه الحيوانات.ويعاني مربو قطعان الماشية في كينيا بشدة منذ أجيال، ولكن في أوقات الجفاف، كتلك التي تمر بها البلاد حاليا، يزداد الوضع سوءا.وأصبحت الهجمات التي يشنها لصوص الماشية المسلحون شائعة على نحو متزايد في إيسيولو (200 - كلم شمال العاصمة نيروبي). وفي أبريل (نيسان) وحده، وقع اشتباك مسلح عنيف انتهى بسرقة مائة رأس ماشية، ومقتل عشرة أشخاص.ولا تلتفت كثير من دول العالم إلى هذا الصراع، إلى حد كبير، إلا إذا ترك أثره على المزارعين البيض الذين على سبيل المثال، يديرون مخيمات سياحية فاخرة في منطقة لايكيبيا القريبة.يحمل إكوا (32 عاما) من قبيلة سامبورو، بندقية من طراز جي 3 لحماية نفسه وقطيعه الذي يتكون من 18 حيوانا، في ضوء شيوع العنف في المنطقة. السلاح منتشر في كل مكان، حيث يتم جلبه من الدول المجاورة التي تعاني صراعات مثل جنوب السودان والصومال.وقد التهمت النيران كثيرا من ممتلكات قبيلة سامبورو وقبيلتي بوكوت وماساي. ولكن في مارس (آذار)، تصدر نبأ مقتل المرشد السياحي السابق، والمحارب المخضرم بالجيش البريطاني تريستا فورسبوي، في إطلاق نار بالمنطقة، عناوين الصحف حول العالم.ولكن أشهر هذه الحوادث، ما حدث في نهاية أبريل عندما أصيبت الناشطة البيئية والكاتبة كوكي جالمان، صاحبة السيرة الذاتية «حَلُمت بأفريقيا» التي لعبت كيم باسنجر دورها في فيلم مأخوذ عنها في عام 2000 برصاص مسلحين هاجموا محمية تمتلكها.يقول إكوا متعجبا: «ولكن من الذي يسرق جملا... المقاتلون من القبيلة المجاورة يضحكون علينا عندما يرون ذلك».وقد أدى التغير المناخي إلى ندرة المياه والمروج في شرق أفريقيا، وقامت كثير من القبائل المحلية التي كانت عادة ما تربي الماشية والماعز بتغيير تقاليدها. أما تلك التي تربي الجمال فمخاوفها أقل، لأن حاجة الإبل إلى الماء محدودة.ويؤثر التغير المناخي بشكل متنوع على المنطقة، ولكن الخبراء يجمعون على الاعتقاد بأن المناطق الجافة وشبه القاحلة بالفعل ستصبح أكثر جفافا، ما يجعل الحياة أكثر صعوبة للإنسان والحيوان.يقول عالم البيئة السويسري أندرياس فيشلين: «بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وتراجع هطول الأمطار، سيكون هناك على الأرجح تدهور هائل في ظروف الزراعة».ولهذا أمضت منظمة «أطباء بيطريون بلا حدود» الأعوام الستة الماضية في تشجيع المزارعين في كينيا على التحول إلى تربية الإبل.يقول ديفيس إيكيرور، منسق برنامج الإبل في منظمة الأطباء البيطريين من نيروبي: «لقد تعرف السكان على مزايا تربية الإبل... وبدأت المزيد والمزيد من القبائل في التحول إليها. وقد نكون على وشك تحقيق إنجاز».وتدعم بيانات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) ما يقوله إيكيرور. فبينما كان هناك 700 ألف رأس إبل في كينيا عام 2000، قفز العدد إلى أكثر من 9.‏2 مليون رأس إبل عام 2014. وارتفع عددها حاليا إلى أكثر من ثلاثة ملايين رأس.ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، فإن الجفاف المستمر في البلاد أجبر 6.‏2 مليون كيني، من إجمالي سكان البلاد البالغ عددهم 45 مليون نسمة، على الاعتماد على المساعدات الغذائية.وفي شمال كينيا، لا تتوافر مياه الشرب النقية لمئات الآلاف من السكان، ويعاني طفل من كل خمسة في إيسيولو من سوء التغذية.ويتميز حليب الإبل بأنه مغذّ بشكل خاص، فهو يحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين «سي» وتقل فيه نسبة السكر عن لبن الأبقار، ويصفه إيكيرور بأنه «جرعة سحرية حقيقية». وفي مقاهي نيروبي، بدأ روادها الإقبال على شرب «الجمل تشينو».

مشاركة :