حمية الجيش تساعد على خسارة الوزن بشكل سريعينفر الكثيرون من اتّباع الحميات أو الاستمرار فيها لأنها في نظرهم مرادفة للحرمان والحزن والمعاناة. فالطعام ليس مجرّد غذاء يزوّد الجسم بحاجاته اليومية بقدر ما هو سلوك يبعث على الشعور بالمتعة والسعادة، إذا ما تناولنا أطعمتنا المفضلة دون الاكتراث بما قد تجلبه من سعرات ودهون ومخاطر.العرب [نُشر في 2017/07/09، العدد: 10686، ص(19)]الوزن المثالي يتطلب المزج بين الحركة والحمية واشنطن – تلقى “حمية الجيش” رواجا كبيرا بين من يبتغون في الآن نفسه خسارة الوزن وتناول ما لذ وطاب من الطعام. ونشرت الشبكة الأميركية “سي إن إن” تقريرا مبسطا عن مميزات ومساوئ “حمية الجيش”. وتُعرف هذه الحمية باسم “حمية الجيش” أو “حمية القوات البحرية” وتتكون من أطعمة تسدّ الجوع وتساهم في خسارة حوالي أربعة كيلوغرامات ونصف الكيلوغرام خلال اتّباعها. وغالباً ما تكون الوجبات أساسية وبسعرات حرارية قليلة. ولكن رغم أن هذه الحمية قد تنجح بإنقاص الوزن خلال مدة ثلاثة أيام، إلا أن اختصاصية التغذية إلين ماغي تؤكد أنها ليست صحية أبداً، وغالباً ما يستعيد الأشخاص الذين يمارسونها الوزن الذي خسره الجسم بعد الانتهاء من ممارسة الحمية. وأضافت ماغي أن هذا النوع من الحميات يتميّز بنسبة سعرات حرارية وكربوهيدرات منخفضة، ما يتسبب بفقدان السوائل في الجسم، بسبب انخفاض مخزون الغليكوجين، والذي يحصل عند الحد من كمية الكربوهيدرات والسعرات الحرارية. وتتكون حمية اليوم الأول من حوالي 1066 سعرة حرارية، مقسمة إلى ثلاث وجبات، مع عدم السماح بتناول أيّ وجبات خفيفة بين وجبات الطعام الرئيسية. وتتضمن وجبة الفطور تناول كوب من القهوة أو الشاي مع الكافيين وقطعة واحدة من خبز التوست مع ملعقتين كبيرتين من زبدة الفول السوداني ونصف قطعة غريب فروت. فيما تتضمن وجبة الغداء كوبا من القهوة أو الشاي وقطعة واحدة من خبز التوست ونصف كوب من سمك التونا. أما وجبة العشاء فتتكون من 85 غراماً من أيّ نوع من اللحوم وكوبا من الفاصوليا الخضراء ونصف موزة وتفاحة صغيرة وبوظة الفانيليا. وتعتقد أخصائية التغذية ليزا دراير أن الشخص الذي عادة ما يستهلك بين 2000 و2500 سعرة حرارية يومياً سيواجه صعوبة كبيرة في انخفاض كمية السعرات الحرارية لديه، ما سيؤدي إلى صعوبة في التركيز والقيام بالتمارين الرياضية، بالإضافة إلى الشعور الحادّ بالجوع. أما اليوم الثاني، فتصل مجموع الوجبات إلى 1193 سعرة حرارية مقسمة إلى ثلاث وجبات دون أيّ أكلات خفيفة أيضاً، وهي وجبة الفطور المكونة من قطعة واحدة من خبز التوست وبيضة واحدة ونصف موزة، ثم وجبة الغداء المكونة من بيضة مسلوقة و5 قطع من البسكويت المملح وكوب من جبنة القريش. أما وجبة العشاء فتتكون من نصف موزة ونصف كوب من الجزر وكوب كامل من البروكولي وقطعتين من نقانق الهوت دوغ ونصف كوب من بوظة الفانيليا. وتوضح دراير أنها لا تنصح بتناول نقانق الهوت دوغ أو أيّ نوع من اللحوم المصنعة بسبب ارتباطها بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض السرطانية. ويعتبر اليوم الثالث الأكثر تقييداً إذ يصل مجموع السعرات الحرارية إلى 762 سعرة فقط، ما يعتبر قليلاً جداً وغير كاف لحاجة الجسم. ويتكوّن الفطور من شريحة جبنة شيدر وخمسة قطع من البسكويت المملح وتفاحة صغيرة. نظام يتميز بنسبة سعرات حرارية وكربوهيدرات منخفضة أما الغداء فيتكون من قطعة واحدة من خبز التوست وبيضة واحدة، ثم العشاء والذي يتضمن كوبا واحدا من سمك التونا ونصف موزة وكوبا من بوظة الفانيليا. ويؤكد من يروّجون لهذه “الحمية العسكرية” أن تناول هذه التركيبات الغذائية المعينة مع بعضها البعض سيساهم في تعزيز عملية التمثيل الغذائي، إلا أن دراير لا تؤيد ذلك، مدعية أنه ليست هناك أيّ دراسات أو حقائق علمية تظهر أن تناول هذه الأطعمة سيزيد من عملية التمثيل الغذائي. ووفقاً لمقالات مختلفة على مواقع الانترنت فإن هذه الحمية يُطلق عليها اسم “حمية الجيش” نسبة لحمية غذائية مصممة من قبل خبراء التغذية في الجيش الأميركي، تساعد على خفض وزن بعض المجندين الذين لا تتناسب أوزانهم مع الوزن المطلوب. ولكن تنفي أخصائية التغذية ومؤلفة أول دليل غذائي للبحرية الأميركية باتريشيا دوستر ما يتداوله الكثيرون على الإنترنت، مؤكدة أنها “لم تسمع قط بهذه الحمية طيلة عملها مع الجيش”. وتقول دوستر “نحن لم نطوّر هذه الحمية ولا نستخدمها. إنها لا تشبه على الإطلاق النظام الغذائي العسكري الحقيقي”. ومع رواج هذه الحمية والتأكيد على سرعة استرجاع الوزن بعد فقدانه يوصي خبراء التغذية باتّباع بعض الخطوات المهمة للحفاظ على الرشاقة. فممارسة الرياضة دائماً ضرورية وهي أنسب الأنشطة المعززة لعملية التمثيل الغذائي وتحويل الدهون والفيتامينات إلى طاقة. ويوصي مدربو اللياقة بالتمرّن بشكل منتظم والحرص على تناول الطعام المغذّي وشرب ما يكفي من السوائل لتعويض ما يخسره الجسم، لا سيما عند ارتفاع درجات الحرارة. وللحصول على نتائج جيدة ينصح الخبراء بمتابعة التطور في انخفاض الوزن منذ اليوم الأول عبر قيس الوزن صباحا والعودة فقط خلال اليوم الرابع لملاحظة الفرق. وفي حال أراد من يتّبع الحمية استئنافها فعليه الاستراحة طوال مدة لا تقل عن أربعة أيام بين كل مرة. ويقول أخصائيون إنه من الممكن أن ينخفض الوزن دون أن يلاحظ الشخص ذلك على الميزان، فقد نفقد بعض الإنشات من مقاساتنا، لذلك من الأفضل أخذ مقاسات الجسم والعضلات أيضا قبل بداية الحمية وبعدها. جدير بالذكر أن “حمية الجيش” حتى وإن ساعدت على إنقاص الوزن بشكل سريع فهي تظل غير مجدية من الناحية الصحية لافتقادها للكثير من الفيتامينات والأغذية النباتية وهي غير كافية لضمان الحصول على جسم رشيق وصحي ومتوازن. وهناك الكثير من الحميات التي قد تتفوق على “حمية الجيش” في تحقيق معادلة الرشاقة واللياقة. ورغم كل ذلك، قال علماء من الولايات المتحدة إن الالتزام بنظام غذائي نموذجي على مدى سنوات عدة لا يمكن أن يطيل متوسط العمر، رغم أهميته للصحة. وتوصل العلماء إلى ذلك بعد دراسة طويلة المدى على قردة “المكاك الريسوسي” نشرها باحثو معهد “أن أي إي” القومي الأميركي على الموقع الإلكتروني لمجلة “نيتشر”. ورغم أن القردة التي أخضعت لنظام غذائي نموذجي كانت أكثر رشاقة عن تلك التي لم تخضع لمثل هذا النظام ولم تعان من الأمراض المصاحبة لتقدم السن إلا بعد القردة الأخرى بفترة قصيرة، فإن ذلك لم ينعكس بشكل كبير على متوسط الحياة لديها. وبدأ المعهد هذه الدراسة على قردة “المكاك الريسوسي” عام 1987. يذكر أن معدل سن القردة 27 عاما إذا عاشت في الأسر ووفر لها الغذاء الكافي، بل إن عمر البعض منها قد يصل إلى أربعين عاما. ورغم ذلك فقد كان للحمية التي خضعت لها القردة فوائد على صحتها حيث تأخر تعرض هذه القردة لأمراض الشيخوخة بالإضافة إلى أن مقاومتها المناعية لأحد التهابات الحلق كانت أفضل من أقرانها التي لم تتقشف قسرا، كما ندر تعرضها للسرطان. ونقل الموقع الألماني دوتشه فيله أن الباحثين مع ذلك أشاروا إلى أن نتائج دراستهم تتعارض مع النتائج الأولية لدراسة أخرى يجريها مركز ويسكونسين القومي لأبحاث الرئيسيات في الوقت الحالي، وأظهرت حتى الآن دورا إيجابيا للحمية -التي تخفض السعرات الحرارية خلالها بواقع 30 بالمئة- بالنسبة إلى طول العمر.
مشاركة :