زهير ماجد يكتب: الزعيمان

  • 7/9/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هما يحكمان الأرض، بل يتحكمان بشؤونها وشجونها .. زعيمان من زمننا وقد نسينا عصر الامبراطوريات، يوم شقت بسيوفها أحلام شعوب وقاتلت كي تبقى على قيد الحياة لكنه الزمن حين يغلب، فهل يغلب الزعيمين الجديدين اللذين أن تصافحا اهتز العالم، وان تعانقا انشغلنا بما سيأتي، وان ادار كل منهما ظهره للآخر اصابنا الهلع.   زعيمان لكل منهما اسم مختصر ( بوتين وترامب)، اينما يوجد احدهما يكون الآخر، وبما يفكر به احدهما يفهمه الثاني قبله .. انهما الموعد الذي كلما هبت رياحه سألت الشعوب عنه، فهما يكتبان التاريخ الذي يصحح تاريخ الآخرين، وهما يقفان حيث لايجرؤ الآخرون .. انهما قصة الحياة كلها من اولها الى آخرها، من نقطة البداية الى لحظة الفناء اللذين يملكانه وحدهما، ووحدهما فقط.     هاهما في مواجهة الصحافة ممتلئان صحة وعافية، القوي يخيف ولا يهاب، مرسوم على وجهه قوة يملكها وحده. ان اتفقا قضي الامر في اي مكان، وان اختلفا دخلنا في لعبة هي الاقسى في عمر الشعوب. مرة في خليج الخنازير وقف الزمن مرتعدا امام مواجهة بلديهما، كاد العالم ان يخسر كرته الارضية وان ينتهي عصره، فقد كانت الصواريخ العابرة للقارات تحكي نهاية النهايات، كادت ان تكتب سطرا واحدا، هنا يرقد عالم جرب ماصنعته يداه وتفتق عنه عقله المريض.   كل شيء باذنهما، تبدو حروب اليوم العربية وكأنها خارج سلطتهما، لكن الحقيقة تقول انهما لايريدان لها النهاية او ان احدهما هكذا يفكر ويخطط ، فوحدهما من يملك استراتيجية مفتوحة مكتوبة على ورق منذ زمن لانعرفه، ووحدهما من يروق له ان يتكتك بدم الآخرين، ويحارب بهم ، ويقيم هذا على ذاك ، ويقسم الناس ، وقد كان في زمن السوفيات اكثر تعريفا بمن التزم بهذا الخط.   كل عام يمر علينا هو عامهما، نضارة الأمريكي ظلت رغم ماتعرضت له في أكثر من مكان ، لكنه يملك القدرة على التجاوز، وعلى اعادة الاعتبار لشبابه رغم عمره الذي لايبدو انه سيهرم كما كتب آخرون يوما، اما الروسي، فقد اهتز كيانه يوم سقط الاتحاد السوفياتي، ثم عاد سريعا ليمسك بالطرف الآخر من الارض، بل باطراف.   زعيمان اذن، بل من يملك الارض بمن فيها ومن عليها .. صحيح ان لااحلام لهما، القوي لايحلم، ولا يتخيل، واقعيته انه يرى مالايراه الآخرون، ويفكر كالعاصفة احيانا كونه يملك تدميرها .. الضعفاء وحدهم يحلمون، تكتب حياتهم دائما على الماء كما يقول جبران خليل جبران، وهم يعيشون على امل، وكثرة الامل تخرب العمل.   هكذا رسم الكون، وتهندس، وصار له وجهه العابر في كل الفصول. وهكذا وقع العرب في فخ ظنوه التغيير، فكان وبالا عليهم .. الاميركي صمم حكايات عهود وانهاها وأراد شرا بسورية والعراق وغيرهما .. الروسي الذي ضاقت به السبل منذ ان اسقط في يده يوم سقطت ليبيا ، عاد يمسك بالامر في سورية، فهو هناك يصنع تاريخا ويرسم محورا ويفعل كقوة عظمى ماهو المجد الشامي الذي اعطاه سحره.   الزعيمان اطلا، فهنيئا لنا أن صدقنا أن عصرا قد بدأ. لكن حكايات الماضي لاتعزز الثقة.       نقلا عن صحيفة الوطن العمانية

مشاركة :