قبل يوم من زيارة مقررة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى البلاد لدعم الجهود الدبلوماسية الكويتية لاحتواء "أزمة قطر"، التقى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، نظيره الأميركي، على هامش قمة مجموعة العشرين، في مدينة هامبورغ الألمانية، وجرى خلال اللقاء مناقشة تدخلات إيران في شؤون دول المنطقة وملف قطر. وقال الجبير، إن اللقاء "كان مثمراً" وأضاف: "أعتقد أن بيان قمة العشرين كان واضحاً جداً، حيث أكد أهمية محاربة الإرهاب وتمويله ومكافحة نشر الكراهية والتطرف، وأعتقد أن هناك إجماعاً في العالم أن هذه الجهود يجب أن تكون قوية ومستمرة، ووجوب ألا يتم السماح لأي دولة بدعم الإرهاب أو تمويل الإرهاب أو تسمح لأشخاص يعملون داخل أراضيها لهذا الغرض". مصر إلى ذلك، كشف أحمد أبوزيد المتحدث باسم الخارجية المصرية، أن مصر ستشارك في اجتماعات التحالف الدولي لمحاربة "داعش" والذي سيعقد في العاصمة الأميركية واشنطن غداً وعلى مدى أربعة أيام. وأضاف أبوزيد، خلال بيان رسمي، أن "الوفد المصري في اجتماعات واشنطن سيطرح الرؤية المصرية الشاملة في محاربة الإرهاب بكل وضوح، ودون أي مواءمات سياسية أو مواربة، كما سيقدم مزيداً من الأدلة، التي تبرهن على دعم دول بعينها للتنظيمات الإرهابية، وضرورة بلورة موقف حازم تجاه تلك الدول، والتوقف عن سياسة المهادنة أو إنكار الواقع". جونسون في غضون ذلك، ناقش وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي توجه إلى الدوحة قادماً من الكويت، أمس الأول، سبل تخفيف التوتر بين قطر والدول المقاطعة لها، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد. وذكرت وكالة الأنباء القطرية، أنه جرى خلال المقابلة بحث مجمل القضايا، التي تهم البلدين لاسيما ظاهرة الإرهاب والتطرف وسبل تعزيز التعاون المشترك ضمن الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة هذه الظاهرة. واستعرض تميم وجونسون أوجه العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات لاسيما في مجال التعاون الثنائي لاستضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022. كما التقى جونسون في السياق نفسه وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن. وأكد جونسون في تصريح على دعم المملكة المتحدة لوساطة الكويت التي يقود مساعيها سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة الخليجية ورأب الصدع. إلى ذلك، أعلنت الدوحة أنها شكلت لجنة حكومية لمعالجة قضايا طلب تعويضات يتقدم بها أشخاص وشركات تضرروا جراء العقوبات المفروضة على قطر وعلى مواطنيها المقيمين في الدول المقاطعة. وقال النائب العام القطري علي بن فطيس في مؤتمر صحافي في الدوحة إن "اللجنة المركزية لاستقبال القضايا من متضرري الحصار" الخليجي ستضم ممثلين عن وزارتي الخارجية والعدل. وأوضح أن اللجنة ستعمل على تلقي طلبات من شركات وأفراد، مشيراً إلى أن القضايا ستتم دراستها قبل أن يتقرر إحالتها إلى القضاء القطري أو إلى القضاء في دول أخرى بينها فرنسا وبريطانيا. وكانت السعودية والإمارات والبحرين ومصر اتهمت الدوحة بدعم الإرهاب وقطعت في الخامس من يونيو الماضي علاقاتها بقطر وفرضت عليها عقوبات اقتصادية بينها طرد الرعايا القطريين من أراضيها ومنع الطائرات القطرية من عبور أجوائها وإغلاق حدودها البرية والبحرية معها. نهاية التعاون في السياق، شن نائب رئيس مجلس الوزراء القطري وزير الطاقة والصناعة السابق عبدالله بن حمد العطية، هجوماً حاداً على الدول الأربع المقاطعة لبلاده، معتبراً أن الأزمة الحالية "قوضت ثقة الدوحة بالأشقاء وقضت على مجلس التعاون الخليجي". وأكد العطية، في حديث لـ"التلفزيون العربي" أمس الأول، استعداد الدوحة للتعايش والتعامل مع كل احتمالات الأزمة الخليجية والحصار المفروض عليها، مشيراً في نفس الوقت إلى أمله بنجاح جهود الوساطة الكويتية. ولفت إلى أن قطر استوعبت درساً قاسياً من الأزمة الحالية، "لكنه درس مفيد لنا كيف نتعامل مع اقتصادنا وأسواقنا واعتمادنا على النفس أكثر من اعتمادنا على الآخرين"، مؤكداً أن قطر لن تعود كما كانت وقد تعلمت ألا تثق بالأخوة والأشقاء، بعد أن فرضوا "الحصار عليها". وأضاف العطية: "أسسنا مجلس التعاون عام 1981، وفي نظري الشخصي أعتبر مجلس التعاون منتهياً". واستغرب العطية القرارات التي اتخذتها "دول الحصار" بمقاطعة قطر اقتصادياً وبرياً وجوياً وبحرياً، واصفا إياها بالقرارات العجيبة والانتقائية. وقال: "الإمارات لم تقاطع الغاز القطري إلى الآن، لماذا؟ لأن 30 في المئة من إنتاجها للكهرباء يعتمد على الغاز القطري. إذا كنا دولة إرهابية لماذا تشترون منا الغاز، وتدفعوا لنا مئات ملايين الدولارات؟". استشهاد قرقاش في المقابل، أعاد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش نشر مقال لمسؤول أميركي سابق حمل عنوان "لطالما عرفنا أن قطر مشكلة" في محاولة على ما يبدو للاستشهاد به على صحة الاتهامات التي توجهها الدول الأربع للدوحة. وجاء في المقال، أنه "وفي خضم كل الاتهامات المتبادلة من قبل دول خليجية، فإن هناك حقائق تضيع وسط الدخان. حقيقة أن قطر ملاذ آمن لقادة مجموعات تعتبرها الولايات المتحدة الأميركية ودول أخرى منظمات إرهابية، إلا أن هذا ليس أمراً جديداً، فهذا أمر مستمر منذ 20 عاماً، ومن هؤلاء الذين وجدوا ملاذاً آمنا كان خالد الشيخ محمد العقل المدبر لهجمات الـ11 من سبتمبر".
مشاركة :