مرت الذكرى السادسة لاستقلال دولة جنوب السودان، أمس الأحد، من دون مظاهر احتفالية، مع اشتداد الأزمة الاقتصادية، واستمرار المعارك بين القوات الحكومية والمتمردين في مناطق مختلفة، فيما شدد الرئيس سلفاكير ميارديت، على أن الانفصال عن الشمال حقق تطلعات الجنوبيين، وقال إنهم سيصوتون لمصلحته من جديد إذا أعيدت عملية استفتاء تقرير المصير.ولم تظهر في شوارع العاصمة جوبا أي لافتات تشيد بالاستقلال، عوضاً عن ذلك كانت الأجواء المثقلة بالحزن لما يحدث تسود الشوارع الهادئة. وقال الناطق باسم الحكومة ميشال مكوي، إن «وضعنا لا يستدعي الاحتفال». وطالب كير في خطاب شعبي ألقاه بمناسبة الذكرى السادسة ل«الاستقلال»، «جميع المواطنين» بالعمل مع الحكومة من أجل «تحقيق السلام والاستقرار وبناء الدولة التي قدمت عدداً كبيراً من الشهداء في سبيل تحقيق الحرية والاستقلال». وجدد مناشدته لجميع المجموعات التي تحمل السلاح في جنوب السودان «الاستجابة لنداء السلام، والالتحاق بعملية الحوار الوطني، والالتزام بإعلان وقف إطلاق النار». وقال إن شعب بلاده ليس نادماً على التصويت لمصلحة الانفصال عن السودان خلال الاستفتاء التاريخي الذي حدث في العام 2011 الماضي، مشيراً إلى أن الجنوبيين سيختارون الانفصال لو أعيدت عملية الاستفتاء مرة أخرى. وتجيء التطورات فيما برزت مخاوف من أن يؤدي تأخير دفع الرواتب إلى اندلاع اضطرابات وسط جنود الجيش الحكومي، والأجهزة الأمنية الأخرى. واعترف وزير المالية ستيفن ديو داو، بأن البلاد تواجه انهياراً مالياً خطراً مع عدم ظهور أي آفاق اقتصادية إيجابية في البلاد. وقال داو «أود أن أعلن أننا نعمل على دفع رواتب شهر واحد، وأن هذا سيتم خلال ثلاثة أو أربعة أيام».ويبدو أن الوضع السائد أثر في قوات الأمن التي يهدد بعضها بالاحتجاج على ما يمكن أن يشكل تهديداً للسلام والاستقرار في البلاد التي تعاني حرباً أهلية شرسة. وقال ضابط عسكري، إن الجيش لن يقبل التأخير بسبب المواقف التي لا تحتمل داخل المؤسسة. من جانب آخر، أعلنت القوات المتمردة الموالية لنائب رئيس حكومة جنوب السودان السابق، رياك مشار، أنها صدت هجمات شنتها قوات موالية لحكومة جوبا في مناطق توريت ومانغوك وماثيانغ ومالو، يوم الجمعة.وقال المتحدث باسم حركة التمرد العميد ويليام جاتجياث إن الهجوم الأخير يقوض الجهود الرامية لإحلال السلام في البلاد. (وكالات)
مشاركة :