قالت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية، إن قدرة قطر على الحفاظ على غذائها أعطت زعماءها الثقة بأنهم قادرون على تحمل حصار طويل، مشيرة إلى أن السعودية وحلفاءها -الذين يتهمون قطر بدعم الإرهاب والتدخل في شؤونهم- أعلنوا هذا الأسبوع أن الحصار سيبقى لأجل غير مسمى.أضافت الصحيفة -في تقرير لها- أنه لو سارت الأمور وفقاً للخطة، ستهبط طائرة نقل خاصة في قطر في وقت لاحق من هذا الأسبوع محملة بـ 140 بقرة ألمانية، ويتبعها المزيد من الطائرات التي ستقوم بنقل 4000 رأس من الماشية. وأشارت إلى أن هذا الجسر الجوي من بنات أفكار معتز الخياط، رجل الأعمال السوري المقيم في الدوحة، وهي واحدة من العديد من المبادرات، بعد أن فرضت السعودية وحلفاؤها حصاراً على قطر الشهر الماضي. ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما أغلقت المملكة العربية السعودية فجأة الحدود البرية الوحيدة لقطر يوم 5 يونيو، كانت هناك حالة من الذعر الحقيقي، من أن الدولة قد تعاني من الجوع، لكن بعد أربعة أسابيع، لا تزال رفوف محلات السوبر ماركت البراقة في الدوحة مليئة، فضلاً عن توافر مختلف الأطباق في مطاعمها الفاخرة. وأوضحت أن قطر تفادت نقصاً أكثر خطورة، حين تحول الموردون إلى تركيا وإيران لتعويض ما كان يأتي من السعودية، وعملت الحكومة القطرية على فتح خطوط شحن جديدة، وتسخير قدرات الخطوط الجوية القطرية المملوكة للدولة، ودعم الواردات الغذائية. وأشارت إلى أن الكويت تواصل العمل كوسيط، لكن ليس ثمة ما يشير إلى أن الأزمة ستنتهي قريباً، مضيفة أنه حتى الآن، لا تواجه قطر الغنية مشكلة في إطعام شعبها. ولفتت الصحيفة إلى أن فهد العطية، سفير قطر لدى موسكو، شبه الوضع بجسر برلين الجوي عام 1948، عندما تم كسر الحصار السوفييتي على برلين الغربية، عن طريق آلاف الرحلات الجوية إلى مطار تمبلهوف. وقال لصحيفة «صنداي تليجراف»، إن «الرسالة التي أراد العالم الغربي توضيحها آنذاك هي: أننا سنبقي برلين على قيد الحياة رغم الحصار الذي تواجهه، الأمر لا يتعلق بالبرجماتية بل الأيديولوجية، إذا كان ثمن استقلال قطر هو نقل كل لتر من الحليب جواً، سنفعل ذلك». تقول الصحيفة، إن المفارقة هي أن الحصار يهدف إلى إضعاف علاقات قطر مع إيران -المنافس الإقليمي للمملكة العربية السعودية- ومع تركيا -التي تنظر إليها الرياض بشكوك، بسبب دعمها لجماعة الإخوان المسلمين- لكن بدلاً من ذلك، اعتمدت الدوحة على الدولتين الكبيرتين غير العربيتين في الحصول على الغذاء. ويأمل الخياط -وهو رئيس شركة باور هولدينج إنترناشونال- أن الأبقار المنقولة جواً ستساعد قطر في نهاية المطاف على الاكتفاء الذاتي من إنتاج الحليب، مشيراً إلى أن الماشية سيتم جلبها من الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا، ووضعها في حظائر مكيفة الهواء في الصحراء. وقال الخياط، إنه فكر لأول مرة في هذه الفكرة قبل سنوات، لكنه سارع في تنفيذها بعد أن تحرك جيران قطر ضدها، وأضاف: «أن الأزمة تتيح فرصاً جديدة لرجال الأعمال المحليين، لزيادة أعمالهم وفتح خطوط عمل جديدة».;
مشاركة :