تلاحقت فضائح تزييف قناة الجزيرة القطرية لتصريحات مسؤولين دوليين خلال الأسابيع القليلة الماضية، لتسلط الضوء على تدني مصداقية هذه القناة والدور المشبوه الذي تقوم به منذ تأسيسها والذي يركز على خدمة المشروع التخريبي لتنظيم الحمدين الرامي إلى زعزعة الاستقرار في العالم العربي ودعم الجماعات الإرهابية. واكد محللون وخبراء عرب أن نهج قناة الجزيرة في فبركة الأخبار والتقارير ليس جديداً وأنها تعمل بناء على أجندة تخريبية تتسم بطابع شمولي، باعتبارها رأس حربة المشروع التخريبي لتنظييم الحمدين. وقال الخبراء أن قيام قناة «الجزيرة» بنشر خرائط لـ «الخليج العربي»، تم خلالها حذف كلمة «العربي» منها، واعتماد «الخليج» فقط، يشير إلى تماهي تنظيم الحمدين مع المخططات والطموحات الإيرانية التوسعية، وقوة التحالف فيما بين الجانبين. السعودية لعب بالنار واعتبر محللون أن هذه الإساءات القطرية لعب بالنار وتضليل يجب أن تحاسب عليه الدوحة، حتى ولو تطلب ذلك الملاحقة القانونية، باعتبار أن ذلك يمس السيادة الوطنية والقومية، ويطعن بالتاريخ والجغرافيا. وقال المحلل السياسي السعودي إبراهيم ناظر، إن الدوحة باتت تلعب بالنار، من خلال التدخل في شؤون الدول الخليجية، وعندما فشلت من خلال عمليات التخريب، لجأت إلى المنابر الإعلامية الموبوءة. وأضاف لـ «البيان» أن ما نشرته الجزيرة، يشكل إساءة واضحة للبحرين ولدول الخليج، بل للمنظومة العربية ككل، فالمعروف أن الخليج في كل الخرائط الدولية عربي أصيل، إلا أن الجزيرة تريد نزع هذه العروبة لصالح إيران. أما الكاتب السعودي عايد الشمري، فرأى أن مثل هذا السلوك القطري يخدم وبشكل مباشر إيران، التي تستميت من أجل نزع عروبة الخليج، مشيراً إلى أن قطر باتت تلبي بشكل واضح المطالب الإيرانية. البحرين تدليس وكذب وفي مملكة البحرين، أكد عدد من الإعلاميين أن قناة الجزيرة القطرية تغرق اليوم بالتقارير المدلسة والكاذبة، والتي تحمل دلالات الانحراف عن بوصلة القرار السياسي الرشيد، موضحين أنها «أداة من أدوات الدعاية المضللة في المنطقة العربية». وأوضح هؤلاء بتصريحاتهم لـ «البيان»، أن «عدم اعتراف إيران بمسمى الخليج العربي، يبين جلياً الارتباط الوثيق ما بين توجهات قناة الجزيرة والنظام القطري، مضيفين أنه أمر يدينها، ويغرقها أكثر بمستنقع الفبركة والتضليل والكذب، ويؤكد أنها قناة نأت بنفسها ومن يقف خلفها عن الحقيقة وعن المحيط العربي». وانتقد رئيس القسم السياسي بصحيفة البلاد اليومية البحرينية، راشد الغائب، حذف قناة الجزيرة القطرية كلمة «العربي» من اسم «الخليج العربي»، وقال «إن إسقاط هذه الكلمة قرار سخيف من إدارة القناة، ويحمل دلالات عن انحراف بوصلة القرار السياسي». وذكر أن القناة القطرية كانت وما زالت أداة من أدوات الدعاية المضللة، وتنتج تقارير تلفزيونية بها الكثير من التدليس والكذب. من جهته، أكد الكاتب الصحافي البحريني سعد راشد، أن حذف مسمى «العربي» من الخليج، هي دلالة واضحة على ارتباط قناة الجزيرة بالسياسة الخارجية القطرية. وأوضح أن عدم اعتراف إيران بمسمى الخليج العربي، يبين جلياً الارتباط الوثيق ما بين توجهات القناة والنظام القطري من جهة، وإيران من الجهة الأخرى. وأكد أن استمرار «الجزيرة» على منهجها المضلل للرأي العام، والداعم للجماعات الإرهابية، سيكون أثره بالغ في أي توجهات للحل في المستقبل. وترى الإعلامية منى المطوع، أن قناة الجزيرة لا تمارس عملها كوسيلة إعلامية لنقل الأخبار والوقائع، وإنما هي مسودة مشروع سياسي ذي أجندة وسياسات تستهدف سيادة دول الخليج وأمن المنطقة العربية، مضيفة أنه «ليس مستغرباً أن تكشف عن وجهها الحقيقي أكثر وتحذف كلمة «العربي» من مصطلح «الخليج العربي»». وقالت المطوع «أما سلوك إزالة البحرين عن خريطة الخليج، فبقدر ما هو تصرف صبياني مضحك، إلا أنه يعكس بذات الوقت المراهقة السياسية وعدم الاتزان والنضج الإعلامي الذي يتسم به المسؤولون بالقناة». مصر مكايدة سياسية وتعليقاً على ذلك، قال الخبير الإعلامي المصري د. ياسر عبد العزيز، إن الجزيرة تقوم بتطويع الممارسات المهنية لاعتبارات سياسية، وذلك لعدة أسباب رئيسة، من بينها عملية «المكايدة السياسية» لدول المقاطعة، وإعطاء براهين على قوة العلاقة مع إيران، التي تعتمد عليها وعلى تركيا كلية في تعزيز موقفها في الأزمة. مشدداً على أن ذلك يؤكد أيضاً عدم التزام الجزيرة بالقواعد المهنية، وهو تأكيد واضح على أن الجزيرة ليست سوى أداة سياسية وذراع إعلامية سياسية للدولة القطرية، التي تبعث من خلالها رسائل معينة. كما قال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية وأخلاقيات الاتصال في مصر، د. سعد الزنط لـ «البيان» إن جزءاً من التحرش السياسي الذي تقوم به قطر ضد الأشقاء في الخليج، هو الاكتفاء بلفظة «الخليج»، وهو أمر ينم عن سياسة قطر بشكل عام، ولربما يتطور لاعتماد وصف أبعد من ذلك، وفق الرؤية الإيرانية في تطورات للنهج القطري في التعامل مع الأزمة. وشدد على أن الدوحة بالنظام الحالي، استبعدت نفسها من «الأمن القومي الخليجي»، واعتبر أن قطر «تلعب بالنار، وستدفع ثمن ذلك». وأوضح أن «قطر ليس لديها الوعي الكافي بالتحركات الصبيانية التي تقوم بها، وما حدث هو أمر خطير». واصفاً تصريحات المسؤولين القطريين بأنها «لا تتسم بالنضج». بدوره، شدد الكاتب الصحافي والسياسي المصري نبيل زكي، على أن قطر عندما كانت مرتبطة بمجلس التعاون الخليجي ودوله، وتجمعها علاقات جيدة معهم، كانت تعتمد على تسمية «الخليج العربي»، بينما عندما تلقت الدعم من إيران في أعقاب أزمة قطر الراهنة، صارت تستخدم كلمة «الخليج» فقط، لا سيما أن إيران لا تسميه «الخليج العربي». فقطر لا تستطيع التنكر من ماضيها، وفي الوقت ذاته، لا تستطيع استفزاز الإيرانيين الذين تجمعهم بها علاقات قوية في الوقت الراهن. وأفاد لـ «البيان» بأن ذلك الموقف هو جزء من السياسة والمخططات القطرية، لا سيما في ظل تلقي الدوحة دعماً سياسياً من إيران وتركيا، وفي ظل المقاطعة المفروضة عليها من الدول العربية التي ترفض الدعم القطري للإرهاب. العراق خروج عن الانتماء أما في العراق، فقد أثار استبعاد القناة القطرية، كلمة «العربي» من مسمى الخليج، استياء شرائح واسعة من المجتمع، التي اعتبرت هذا الفعل خروجاً على الانتماء القومي، وخضوعاً سافراً لإيران وأطماعها التوسعية على حساب الأراضي والمياه العربية. وبحسب سياسيين ومراقبين عراقيين، فإن قناة «الجزيرة» تسيء لكل العرب، ليس بدعمها للإرهاب العملي فقط، وإنما للإرهاب الإعلامي الخطير أيضاً، والترويج لكل ما هو زائف، ويصب في خدمة الجهات المعادية. وبحسب المحلل السياسي زيد الزبيدي، فإن الحكومة القطرية، ومن خلال قناة الجزيرة، لا تكسب إلا المزيد من العزلة والمقت في المحيط العربي، ولا سيما بالانحياز ضد المصالح القومية، وبالأخص في قضية حساسة تتعلق بعروبة الخليج. ويقول أستاذ التاريخ في جامعة البصرة، د. سامي السعد، إن عروبة الخليج لا خلاف عليها، وهي مثبتة في الموسوعات الدولية. ويضيف أن «التجاهل المتعمد من قبل الجزيرة، لا يخدم إلا المطامع والادعاءات الإيرانية، ونحن في العرق نعتبر من يتخلى عن عروبة الخليج، إنما يتخلى عن عروبته، ليس لصالح إيران، وإنما لصالح فرس إيران الحاكمين، الطامحين إلى عودة الإمبراطورية الفارسية». ويشير الإعلامي صالح الصالحي، إلى أن الكثير من العراقيين كانوا يتخذون موقف «الحياد» تجاه الأزمة الخليجية، ويرون أنها قابلة للتسوية، أما الآن، فقد تغيرت النظرة، وأصبحت الأزمة «عربية – قطرية»، ولا حياد في القضايا القومية الاستراتيجية، أما أن نكون مع الإرهاب الإيراني – القطري، أو ضده، ومن يتجاهل عروبة الخليج، إنما يتخلى عن عروبته. ويتساءل الباحث التاريخي سالم الحسني، قائلاً: هل يستطيع حكام الدوحة نقل بلدهم إلى الضفة الأخرى من الخليج!؟.. في هذه الحالة، يمكن لـ «الجزيرة» تجاهل عروبة الخليج، واللوذ تحت الجناح الفارسي، الساعي للتوسع من خلال الإرهاب، بكل أشكاله، ومنه «الإرهاب الإعلامي». الأردن نهج مرفوض وفي الأردن، فقد بيّن رئيس لجنة الشؤون الخارجية النيابية، رائد الخزاعلة، أن النهج الذي تتبعه «الجزيرة»، نهج مرفوض تماماً، ويعكس عدم احترام للدول والتاريخ العربي، وتهاون وعدم تقدير خطورة الأزمة الحالية. وأكد أن «تغيير الحقائق الذي تتبعه الجزيرة، ونشر الدسائس في نهاية المطاف، لن يكون إلا طريقاً لإضعاف الأمة، وهو ما تخطط له إيران وتسعى لتنفيذه». وأضاف أن حذفت قطر كلمة «العربي» من مصطلح الخليج، وغيرت الخرائط، فهنالك تاريخ عربي أصيل أقوى وأهم من هذه الترهات التي تؤكد الاستخفاف بالمواطن والتاريخ العربي. ورأى عضو مجلس النواب الأردني السابق، محمد الحجوج، أن توجه قناة الجزيرة نابع من السياسة القطرية، فحذفها لكلمة العربي وغيرها من وسائل لا تعبر إلا عن مدى حالة الإفلاس السياسي الواضحة لنظام الحمدين، ويأتي في نطاق المناكفة السياسية لدول التحالف والتقرب لإيران. وهذا يعكس تخبطها السياسي، وعدم وجود أفق تنظر من خلاله لأهمية العلاقات العربية واحترامها. المحلل السياسي محمد الحسيني، يرى أن قطر أوجدت قناة الجزيرة، لتكون ورقة في أيديها، وبواسطة هذه القناة التي تنتهج التطرف عنواناً، تحاول إرضاء إيران وإظهار التقرب منها. أضاف الحسيني «يجب أن تدرك قطر أن توجهها نحو إيران لن يكون مجانياً، فهنالك ثمن غالٍ ستدفعه». خريطة لمصر بلا سيناء نشرت قناة الجزيرة القطرية خريطة لمصر استخدمت فيها لوناً يختلف عن اللون الذي استخدمته لسيناء المصرية. وهاجم الإعلامي المصري، عمرو أديب، القناة، قائلاً إنها اعتمدت خريطة لمصر دون سيناء، لافتا إلى أن هذا الأمر يعتبر تمهيدا. جاء ذلك في البرنامج الذي يقدمه أديب على قناة «أون تي في»، حيث قال: «الغريب أن الجزيرة من امبارح اعتمدت خريطة جديدة لمصر، حيث مصر كلها لون، وسيناء لون لوحدها، ليه ما تعرفش، حاجة كدة عاملة زي التورتة، مصر كلها بني كده ودي صفراء لوحدها، وتمهيداً أن هذه الخريطة يعني أيه يتم استخدامها كثيرا». وأضاف، «لما تيجي تبص أو حد من برة يبص بجد مصر كلها لون وبقعة كده لون تاني، لا ما هي دي سيناء عليها كلام، يعني جايز تيجي كدة أو كدة أو تروح كدة أو كدة ليه ما تفهمش، يعني نفسي مرة أشوف العقل الشرير، يعني الشر بإسرائيل كنت فاهمه، الإسرائيليين أشرار ليه والإيرانيين أشرار ليه أما الشر تجاه مصر أيه؟ ليه». وتابع أديب قائلاً: «يعني لو أخذت سيناء كده لوحدها، كدة قصيتها من التراب المصري وبعدين؟ طيب مصر مدايقاكو في ايه؟».
مشاركة :