أعرب شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب عن استعداده لتدريب الأئمة الفرنسيين على نشر ثقافة الاندماج ومواجهة التحديات المعاصرة. وقال الطيب أمس إن «مواجهة الفكر المتطرف تحتاج إلى نظرة شاملة ومواجهة فعالة، مع ضرورة إعطاء مساحة أكبر من الاهتمام لفئة الشباب وبذل المزيد من الجهد لتوعيتهم بمخاطر التطرف والإرهاب».يأتي هذا في حين اقترحت دار الإفتاء المصرية تدشين كيان رسمي يتولى استشعار التطرف والتحذير منه عبر الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعي.واستقبل الطيب بمقر مشيخة الأزهر أمس السفير الفرنسي بالقاهرة ستيفان روماتيه، وأشار إلى حرص الأزهر على التواصل مع الثقافات والحضارات كافة، بهدف ترسيخ السلام ونشر قيم الحوار والتعايش المشترك. موضحا أن «جامعة الأزهر لديها مركز ثقافي فرنسي لتدريس الطلاب هذه اللغة حرصا منها على الانفتاح على الثقافة الفرنسية».وتعرضت مصر وفرنسا لعدة هجمات إرهابية استهدفت عسكريين ومدنيين في البلدين خلال السنوات الماضية... وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عنها.من جانبه، أعلن سفير فرنسا في القاهرة أن بلاده ترغب في دعم التعاون مع الأزهر الشريف في جميع المجالات العلمية وخاصة في مجال تدريب الأئمة والدعاة.في غضون ذلك، اقترحت دار الإفتاء التقرير إنشاء كيان رسمي يتولى استشعار التطرف والتحذير منه، وتكون مهمته متابعة ورصد السلوكيات والتصرفات والكتابات التي تميل للتطرف وتدعو إليه، سواء على مستوى الأفراد أو الهيئات أو على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المطبوعات والكتيبات التي يتم توزيعها، هذا بجانب متابعة خطابات الدعاة والوعاظ بالأزهر والإفتاء والأوقاف لرصد ملامح الخطاب الديني المعتمد لدى القيادات الدينية.ووضعت الدار عدة آليات في إطار مواجهة الإرهاب والفكر المتطرف وهي: تأهيل القيادات الدينية ودعمها لإقامة أنشطة وكسب عقول الشباب حول المساجد، وتكوين تجمعات شبابية قريبة من إمام المسجد على أن يتم تأهيلها لتكون نواة للاعتدال والقيم السمحة، بحيث تمثل تلك التجمعات الحواضن البديلة للشباب العائد من التطرف، فضلا عن تشجيع ممارسة أنشطة دينية في مراكز الشباب والمدارس والجامعات، لتستوعب الطاقات الدينية للشباب من خلال ندوات ومسابقات دينية وثقافية تحت رعاية الجهات المختصة.وقالت الدار في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لها أمس إن العمليات الإرهابية المدعومة من تيارات متطرفة تلتحف بعباءة الدين، تستوجب تنفيذ استراتيجية مواجهة تجمع بين الهجوم السريع العاجل الهادف لمحاصرة وتفكيك خطر الإرهاب والتطرف، وبين جانب دفاعي ممتد دائم يستبق العمليات الإرهابية للوقاية من مخاطرها.مضيفة: أن استقراء التجارب الدولية والإقليمية في مواجهة الإرهاب تنقسم إلى استراتيجيات سريعة وعاجلة تستهدف العناصر المتطرفة في طور تنفيذ العمل الإرهابي، واستراتيجيات طويلة المدى تستهدف تجفيف منابع التطرف ومحاصرته ومنعه من الانتشار من خلال برامج تربوية وتنموية وإجراءات قانونية واجتماعية.وأكد تقرير دار الإفتاء ضرورة العمل على وجود شريك مجتمعي فعلي محدد في مواجهة الإرهاب والتطرف من خلال تأهيل وتدريب عدد من الأئمة والشباب والمفكرين وقادة الرأي، ليشكلوا فريقا يمكن أن يطلق عليه «الشريك المجتمعي» يقوم بأدوار المناصحة والمراجعة للأفراد المحتمل تطرفهم، ولعب دور تنويري وتوعوي، وفي حالة فشله في إقناع الفرد بترك التطرف والعنف، يُمكن مراجعة الجهات الأمنية لاتخاذ التدابير اللازمة لمنعه من ممارسة العنف وحماية المجتمع من احتمالات تعرضه لأعمال تخريبية، وقد طبقت دولة المغرب هذا البرنامج وحققت معدلات نجاح كبيرة.ودعا المرصد في تقريره إلى التنسيق مع شركات محركات البحث على شبكات الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي لجعل المحتوى المعتدل أسهل وأيسر في الظهور، بديلا عن المحتويات المتطرفة التي تنتشر على شبكات الإنترنت.
مشاركة :