وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى مدينة الموصل اليوم (الأحد)، وهنأ القوات المسلحة «بتحقيق النصر» على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بعد ثمانية أشهر من حرب شوارع ضروس مما يضع حداً لثلاث سنوات من سيطرة المتشددين على المدينة. وتمثل هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في الموصل ضربة كبرى للتنظيم المتشدد الذي يخسر أيضاً أراض في قاعدة عملياته في مدينة الرقة السورية التي خطط منها لهجمات عالمية. ولكن التنظيم لا يزال مسيطراً على أراض في العراق ومن المتوقع أن يلجأ إلى أساليب الهجمات التقليدية مثل التفجيرات مع تفكك «دولة الخلافة» التي أعلنها في العام 2014. وأدت المعركة إلى تدمير أجزاء كبيرة من الموصل وقتل آلاف المدنيين وتشريد حوالى مليون شخص. والموصل كانت إلى حد بعيد أكبر مدينة تقع تحت سيطرة مسلحي «داعش». وجاء في بيان لمكتب العبادي «القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي يصل إلى مدينة الموصل المحررة ويبارك للمقاتلين الأبطال والشعب العراقي بتحقيق النصر الكبير». لكن دوي الضربات الجوية وتبادل إطلاق النار لا يزال مستمراً في الشوارع الضيقة للمدينة القديمة آخر مكان تحصن به مقاتلو التنظيم في مواجهة القوات العراقية المدعومة من التحالف بقيادة الولايات المتحدة. والتقى العبادي بقادة في غرب الموصل قادوا المعركة لكنه لم يصدر بعد إعلاناً رسمياً باستعادة السيطرة على كامل المدينة من تنظيم «الدولة الإسلامية». ورحب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بهزيمة التنظيم في الموصل. وتشارك فرنسا في تحالف دولي دعم الحملة العراقية لاستعادة السيطرة على الموصل بضربات جوية وتدريب ومساعدة في أرض المعركة. وقال ماكرون على حسابه في «تويتر» إن «الموصل تحررت من تنظيم الدولة الإسلامية. فرنسا تثني على كل من ساهموا في هذا النصر بجانب قواتنا». لكن العراق ما يزال يواجه غموضاً في مستقبله ولن يتحقق الاستقرار على المدى البعيد إلا إذا احتوت الحكومة توترات عرقية وطائفية تخيم على البلاد منذ غزو العراق في 2003. * قتال حتى الموت وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» تعهد أمس القتال حتى الموت في الموصل. وقال الناطق باسم الجيش العراقي للتلفزيون الرسمي العميد يحيى رسول في وقت سابق اليوم، إن 30 متشدداً قتلوا وهم يحاولون الفرار سباحة عبر نهر دجلة. وقال ضباط في الجيش العراقي إن المتشددين المحاصرين في منطقة آخذة في التقلص في المدينة لجأوا إلى دفع انتحاريات لتنفيذ تفجيرات بين آلاف المدنيين الذين يفرون من ميدان المعركة وهم جرحى يعانون الخوف وسوء التغذية. وتكبدت قوات الأمن العراقية خسائر فادحة في الصراع. ولا تكشف الحكومة العراقية عن حجم الخسائر في صفوف قواتها لكن طلب تمويل من وزارة الدفاع الأميركية قال إن خسائر قوات مكافحة الإرهاب التي تقود المعركة في الموصل بلغت 40 في المئة. وطلبت وزارة الدفاع الأميركية 1.269 بليون دولار من الموازنة الأميركية لعام 2018 لمواصلة تقديم الدعم للقوات العراقية التي انهارت في 2014 أمام بضع مئات من المتشددين اجتاحوا الموصل ومناطق أخرى من البلاد. ومرت حوالى ثلاث سنوات منذ إعلان زعيم التنظيم المتشدد أبو بكر البغدادي «دولة خلافة» على مناطق في العراق وسورية من على منبر «جامع النوري الكبير» الأثري. وأعلن العبادي قبل أسبوع انتهاء «دويلة الباطل» بعد أن استعادت قوات الأمن الجامع لكن بعد أن فجره المتشددون. وتوقعت الأمم المتحدة بأن تتخطى كلفة إصلاح البنية التحتية في الموصل بليون دولار. وفي بعض أسوأ المناطق التي تضررت من القصف والمعارك بدا أن الدمار حاق بكل المباني تقريباً وقال مسؤولون من الأمم المتحدة إن تكدس المباني في الموصل يعني أن حجم الدمار ربما لم يقدر بالكامل حتى الآن.
مشاركة :