يشهد طريق تبوك - حقل العديد من الحوادث المرورية المأساوية، حتى أصبح الأهالي يوصون بعضهم بعضاً بعدم السير فيه.. طريق تبوك - حقل من أقدم الطرق، حيث تجاوز عمره (50) عاماً، وعلى الرغم من ذلك، إلاّ أنّه طريق دولي يشهد كثافة مرورية للمسافرين باستمرار، خصوصاً في أوقات المواسم والإجازات، وهو من الطرق الحيوية التي تقع عليها العديد من المراكز، مثل: علقان، والزيتة، وبئر بن هرماس، والعيينة، بالإضافة للهجر التي يقطنها الكثير من السكان. وعلى الرغم من أنّ طريق تبوك - حقل يلقى اهتماماً ونصيباً من الميزانية السنوية للطرق، إلاّ أنّه بات كابوساً لكل مسافر يسلكه، فالحوادث اليومية والوفيات المتكررة أصابت أبناء المنطقة بحالة من الرعب والهلع، والسبب الرئيس لتلك الحوادث -كما يردد أبناء المنطقة- هو رداءته، وعدم ازدواجيته، والتأخير في أعمال التوسعة. وكان صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز -أمير منطقة تبوك- قد وجه بتشكيل لجنة للتحقيق في مشكلات طريق تبوك - حقل، الذي شهد خلال الأشهر الثلاثة الماضية ارتفاعاً في نسبة الحوادث وحالات الوفيات، وذكرت المصادر أنّ أمير المنطقة يتابع الموضوع باستمرار مع جهات الاختصاص في وزارة النقل، من خلال مطالباته بسرعة إنجاز مشروع ازدواج الطريق، الذي من المتوقع أن يكون جاهزاً خلال عام إلى عام ونصف العام على أقصى تقدير، وسوف تضم هذه اللجنة ممثلين عن فرع الإدارة العامة للطرق وإمارة المنطقة والمرور. حوادث متكررة وذكر "محمود بن سلمان الخمسي" -أحد من فقد اثنان من أشقائه بطريق حقل بداية هذا العام- أنّ طريق تبوك - حقل الدولي شهد حوادث مؤلمة، خاصةً بعد ازدحام السكان في القرى الواقعة على هذا الطريق، وتكمن خطورته من محافظة "البئر"، مرورا ب"العيينة" و"الزيتة" و"الشرف"، حيث يشهد في الآونة الأخيرة تصادما بين سيارتين وجهاً لوجه، بمعدل مرة واحدة أسبوعياً؛ مما يؤدي إلى احتراق السيارتين في أغلب الأحيان، وحالات أخرى من الانقلاب والحوادث وانزلاقها خارج الطريق. وأضاف أنّ الأسباب تعود إلى عدم وجود طريق مزدوج، كما أنّ الطريق لا توجد به أكتاف، وفيه منعطفات خطيرة جداً، تفتقد للوحات التحذيرية، ووجود تقاطعات عشوائية من الطرق الصحراوية مع الطريق الدولي، مشيراً إلى أنّ الطريق على مدار العام مزدحم، ففي الصيف تجد المصطافين وعوائلهم، وبعد الصيف تجد عودة الموظفين من سفرياتهم، سواءً كانت خارجية لدول مصر أو الأردن، أو كانت داخلية للمناطق الساحلية، وفي فصل الشتاء وموسم تساقط الثلوج وهطول الأمطار وخروج أبناء المنطقة لمواقع الثلوج بجبال اللوز والزيتة؛ يشهد الخط حوادث شنيعة جداً. خطر دائم واقترح "الخمسي" إنشاء قيادات لعمليات مشتركة مساندة من جميع القطاعات، تشمل أمن الطرق، والدفاع المدني، والهلال الأحمر، وتكثيف جهودهم طوال الإجازة الصيفية، حيث توضع عمليات في مركز "الزيتة" حتى يغطي من منطقة "سدي" إلى "شريف معطية"، وعمليات أخرى في مركز "الشرف الجديد"، تغطي مفرق "الشرف" إلى مركز "الجديد"؛ لأنّ خروج الدفاع المدني من "البئر" أو "حقل" يقف على توصيف المبلغ عشوائياً؛ مما يتسبب في تأخر وصول المعدات أو الهلال الأحمر لمباشرة الحوادث، موضحاً أنّ تأخر الشركات في ترسية المشروعات وتنفيذها في الوقت المحدد يشكل أزمة. وأضاف أنّ هناك خطوطا عشوائية في القرى متصلة مع الخط مباشرة، كم أنّ محطات الوقود لا يوجد فيها حواجز تمنع عشوائية الدخول والخروج، وواجهتها كاملة مفتوحة مع الخط الدولي بمسافة 15 مترا، بالإضافة إلى عدم وجود حواجز خراسانية فيها عاكسات ضوئية في المنعطفات القوية، حتى تساهم في تقليل حالات الانقلاب، لافتاً إلى أنّه فقد اثنين من أشقائه بطريق تبوك - حقل بعد انزلاق السيارة وانقلابها؛ بسبب عدم وجود حواجز على أكتاف الطريق. تنفيذ التوسعة وبين "فهد عتيق المطيري" أنّ منطقة تبوك ذات طبيعة ساحرة، سواءً الشواطئ أو المواقع البرية، ولكنها تفتقد إلى الطرق الآمنة والسليمة، حيث إنّه كان يوجد على طريق "حقل" قديماً ما يعرف ب "منعطف الموت"، وهو موقع واحد معروف لجميع سالكي الطريق، ولكن مع مرور الزمن وتزايد السيارات أصبح طريق "حقل" كاملاً طريقاً للموت!؛ بسبب لضيق الطريق الواضح، وعدم ازدواجيته، ووجود المنعطفات الكثيرة، لافتاً إلى أنّ الشركات المنفذة للتوسعة تبدو وكأنها غير عابئة بالحوادث اليومية الدامية على الطريق. طريق حيوي ولفت "محمد على الدغريري" إلى ضرورة محاسبة المقاول وإدارة الطرق بمنطقة تبوك على التقصير الواضح، خصوصاً وأنّ كثير من مشروعات الطرق بمنطقة تبوك انتهت، وصارت مزدوجة، ما عدا طريق "حقل" لا زال "رايح جاي"، على الرغم من أنّه أحد أهم الطرق الحيوية التي تحتاجها المنطقة تجارياً، وسياحياً، ودينياً، حيث يسلكه المعتمرون القادمون من الدول المجاورة سنوياً؛ لذلك لابد من الانتهاء من التوسعة بأسرع وقت، حتى يقلل من حوادث الوفيات المستمرة، والتي راح ضحيتها العديد من الأسر. نظام دولي وأكّد "سعيد الشهراني" أنّ طريق تبوك - حقل من الطرق المهمة والحيوية بمنطقة تبوك، ويربط بين أجزاء المحافظات، لا سيما في ظل وجود أحد المنافذ المهمة بمحافظة "حقل" وهو منفذ "الدرة"، وكذلك الواجهة البحرية والمتنفس على البحر الذي يزداد روعةً وجمالاً، ولكن يغتال الطريق الفرحة، والذي حصد الكثير من الأرواح بسبب ضيق الطريق وكثرة المنعطفات الشديدة، وعدم وجود السياج المعدني لمنع الجمال السائبة التي تكثر هناك من عبور الطريق. وأضاف أنّ من أسباب كثرة الحوادث السرعة والتجاوز الخاطئ من البعض، خصوصاً الشباب وعدم إلمام البعض بأصول القيادة الآمنة؛ لذلك فالمشكلة مشتركة ما بين الطريق والسائق، مطالباً بأن تنفذ الشركات مشروع التوسعة بأسرع وقت، وإنجاز الطريق وفق النظام الدولي للطرق، وكذلك توفير نقاط مرورية أو دوريات لرصد المتهورين من السائقين لردعهم قدر الإمكان. الهلال الأحمر وأوضح "حسام الصالح" -المتحدث الإعلامي للهلال الأحمر بتبوك- أنّ الفرق الإسعافية للهلال الأحمر في تبوك وخلال الأشهر الثلاثة الماضية قد باشرت وتحديداً بمركز الزيتة (43) بلاغاً، أما مركز إسعاف حقل فقد باشر (86) بلاغاً لحوادث داخل المحافظة، أو على الطرق المؤدية إليها.
مشاركة :