قتل عشرة جنود سوريين على الاقل في الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات اسرائيلية على مواقع عسكرية في الجزء السوري من هضبة الجولان أمس، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الفرنسية أمس "قتل عشرة جنود سوريين على الاقل في الغارات الجوية الاسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية محاذية للجولان السوري المحتل"، مشيرا الى ان الطيران الاسرائيلي اطلق "تسعة صواريخ على المواقع العسكرية، ما ادى الى تدمير دبابتين ومربضي مدفعية على الاقل". وبحسب عبد الرحمن، استهدف القصف مبنى "مقر قيادة اللواء 90، وهو احد اهم الالوية العسكرية المنتشرة في محافظة القنيطرة" في جنوب سورية، اضافة الى عدد من المواقع الاخرى لسرايا تابعة للجيش السوري. وكان الجيش الاسرائيلي اعلن انه استهدف مواقع عسكرية سورية في الجولان ردا على مقتل فتى في سقوط قذيفة مصدرها الاراضي السورية، بحسب مصادر امنية اسرائيلية. وجاء في بيان عسكري ان "الجيش الاسرائيلي استهدف تسعة مواقع للجيش السوري ردا على الهجوم من سورية الذي ادى الى مقتل فتى اسرائيلي وجرح مدنيين اثنين اسرائيليين"، موضحا ان "المواقع المستهدفة توجد فيها مقار عامة عسكرية سورية ومنصات اطلاق وقد اصيبت". وكان الفتى العربي الاسرائيلي يستقل سيارة مع والده الذي يعمل مقاولا مع وزارة الدفاع الاسرائيلية، حين وقع انفجار في السيارة. ولم يجزم الجيش الاسرائيلي ما اذا كان الانفجار ناتجا عن قذيفة او عن عبوة ناسفة، لكنه اكد ان مصدره سورية. وسقطت قذائف مصدرها الاراضي السورية في الجزء المحتل من هضبة الجولان خلال الاعوام الثلاثة الماضية، تزامنا مع المعارك التي تدور بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في محافظة القنيطرة. الا انها المرة الاولى يؤدي فيها قصف مماثل الى سقوط قتلى. من جهة أخرى قال تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش أمس الاثنين إن جماعات إسلامية متشددة في سورية تجند الأطفال من سن الخامسة عشرة وتدفع بهم إلى المعارك بعد أن تعدهم بالتعليم المجاني. وقال التقرير إن تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام أتاح للأطفال تدريبا على السلاح في سورية وطلب من بعضهم تنفيذ عمليات انتحارية. وتوصلت المنظمة من خلال روايات رواها أصحابها إلى أدلة على أن الجيش السوري الحر الذي يحظى بدعم غربي وجبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتحالف الجبهة الاسلامية وقوات الأمن في المناطق الخاضعة لسيطرة الأكراد كلها تستغل الأطفال. وقالت بريانكا موتابارثي صاحبة التقرير الذي اعتمد على روايات 25 طفلا "لا يفوق فظائع الصراع المسلح في سورية سوى الزج بالأطفال في الخطوط الأمامية". وأضافت أن صبية في سن الرابعة عشرة استخدموا في القيام بأدوار الدعم في القتال. ولم تستطع رويترز التحقق بشكل مستقل من هذه الروايات. ويوم الأحد قال المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويناهض الحكومة السورية إن أقارب أطفال مخطوفين في سورية يخشون أن يستغل تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الأطفال في تنفيذ تفجيرات أو هجمات انتحارية. وكان الصراع السوري بدأ بمظاهرات سلمية تطالب بالتغيير السياسي عام 2011 لكنه تحول إلى حرب أهلية بين قوات حكومة الرئيس بشار الأسد وجماعات معارضة عديدة.
مشاركة :