انضمت النمسا إلى هولندا وألمانيا، ومنعت وزير الاقتصاد التركي نهاد زيبكجي من دخول أراضيها، للمشاركة في تجمع بمناسبة ذكرى مرور عام على المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية النمساوية، أمس، إن الوزير التركي "مُنع من الدخول، لأن هذه الزيارة لم تكن مبرمجة في إطار التبادل الثنائي، بل مرتبطة بظهوره العام في حدث بذكرى محاولة الانقلاب"، وأضاف أن مشاركته كانت ستشكل "خطرا على النظام العام". وينظم الاجتماع الفرع النمساوي من "اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين"، وهو عبارة عن مجموعة قريبة من الرئيس التركي رجيب طيب إردوغان، موجودة في عدد كبير من بلدان الاتحاد الأوروبي. ووصف المتحدث باسم الحركة رمضان اكتاس قرار فيينا بأنه "غير ديمقراطي". وقالت وزارة الاقتصاد التركية، إنه في حين كانت هناك خطط للوزير لإجراء محادثات مع مسؤولين نمساويين، لم تتقدم تركيا بأي طلب لتنظيم فعالية هناك. أما المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، فاعتبر أن قرار النمسا يظهر أنها "غير صادقة في مسعاها لحماية القيم الديمقراطية". ويعيش نحو 360 ألف شخص من أصول تركية في النمسا، منهم 117 ألفا يحملون الجنسية التركية. وتحيي تركيا هذا الأسبوع ذكرى محاولة الانقلاب الفاشل في 15 يوليو الماضي، الذي أدى الرد الحاد عليه إلى تغيير الوضع السياسي والاجتماعي والدبلوماسي لتركيا. وخلال عام واحد، اعتقل نحو 50 ألف شخص في تركيا، وفصل أكثر من 100 ألف من وظائفهم، أو مُنعوا من ممارستها. ويبدو إردوغان أقوى من أي وقت مضى، ويتهمه منتقدوه باستغلال حال الطوارئ المطبقة منذ الانقلاب، لخنق أي شكل من أشكال المعارضة. وستقام احتفالات في أنحاء تركيا ابتداء من اليوم، لتكريم نحو 250 "شهيدا" سقطوا في الانقلاب، فيما يلقي إردوغان ليل السبت ـ الأحد خطابا في البرلمان. وشملت عملية التطهير، التي تجاوزت إطار من اتهموا بمناصرة فتح الله غولن، الأوساط المؤيدة للأكراد، الذين زج بأبرز قادتهم السياسيين في السجن، رغم أنهم عارضوا الانقلاب، وأخيرا بدأت تطول أعضاء في حزب الشعب الجمهوري (اشتراكي علماني أتاتوركي)، أكبر أحزاب المعارضة، والذي كان أشد المعارضين للانقلاب، إضافة إلى صحافيين معارضين وناشطين في منظمات غير حكومية. وتمكنت حركة "دفاعا عن العدالة"، التي يقودها زعيم "الشعب الجمهوري" كمال كليجدار أوغلو، من حشد مئات الآلاف من المستائين من الوضع في تظاهرة عارمة في اسطنبول أمس الأول، بعد مسيرة 450 كلم من أنقرة. واتهم كليجدار أوغلو في كلمة إدروغان بأنه تحول إلى ديكتاتور. وأعلنت كالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، أمس، أن الادعاء العام أصدر مذكرات توقيف بحق 72 موظفا في جامعتين، بينهم مستشار سابق لكليجدار أوغلو. واعتقلت الشرطة منهم 42 موظفا من جامعة بوغازي المرموقة في اسطنبول، وجامعة اسطنبول الحضارية، التي تقع في الجزء الآسيوي من المدينة.
مشاركة :