جنرال أمريكي سابق يقرأ سيناريو حرب الاستنزاف بين داعش وبغداد

  • 6/24/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

من المرجح أن يستمر القتال المتفاقم في العراق لبعض الوقت. وحيث تباطأ الآن الزحف الأولي لـ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، فليس لدى الجماعة ولا الحكومة العراقية القدرة على تغيير الوضع في ساحة المعركة بشكل سريع أو جذري. لذا من المحتمل أن يطول القتال دون أن يكون حاسماً، مخلّفاً تأثيرات مشابهة على الوضع في سوريا. ومع مرور الوقت، من الممكن أن تصبّ حرب الاستنزاف المستمرة في العراق في مصلحة قوات الثوار في سوريا. بنظرية «دع الفخار يكسر بعضه « ففي حين تعتبر «الدولة الإسلامية في العراق والشام» متقنة التنظيم وقوية في بعض النواحي، إلا أن خوض حرب على جبهتين أو ثلاثٍ سيستوجب منها تخصيص الموارد ضد عدة تهديدات، واستبدال الخسائر التي تلحق بها في المعارك، فضلاً عن ضمّ المعدات المسروقة إلى عتادها، وإحكام سيطرتها على المناطق الجديدة التي تستحوذ عليها، وتلافي الهجمات العراقية المضادة وزحف أعدائها مغتنمي الفرص في سوريا. وتشكل هذه الأمور تحدياً خطيراً لتنظيم بهذا الحجم. وفي سوريا، ليس من الواضح إلى أي مدى يستطيع الثوار الاستفادة من هذا الوضع. فقد تسنح لهم الفرص لتحقيق المكاسب ضد «داعش» والنظام، لكن قدرة الثوار على انتهاز هذه الفرص ليست أكيدة. ومن المرجح أن يعني ضعفهم القيادي بأن أي رد من هذا القبيل سيكون مرتجلاً ومستنداً على التحالفات القائمة أو الجديدة لوحدات الثوار. وهذا الأمر قد يضعف من احتمالات إحراز نصر كبير على أعدائهم. أما بالنسبة لنظام الأسد، فإن الوضع العراقي يشكل تحدياً رئيساً آخر. فسوف تحتاج دمشق إلى إيجاد وسيلة للتعويض عن خسارة حلفائها المقاتلين العراقيين وربما لتكثيف القتال ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» في المناطق التي تعاني فيها قوات النظام من الضعف. وعلاوة على ذلك، فإن أي انتصار تحققه ضد «داعش» قد يساعد فعلاً المعارضة السورية. ومرةً أخرى، ستحدد الأحداث في ساحة المعركة الآثار الحقيقية للأزمة. فإذا خاضت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» حرب استنزاف مطوّلة في العراق، فقد يضعف مركزها في سوريا بشكل واضح. أما انتصارات الثوار أو خساراتهم في وجه نظام الأسد فستحدد ما إذا استطاعوا استغلال الوضع أم لا. وبالمثل، فإن إحراز النظام للمزيد من الانتصارات على الثوار، وحدوث زيادة في قوات «حزب الله»، قد يشير إلى أن الأسد يتغلب على الآثار السلبية للأزمة. وسيكون هناك الكثير من المزاعم المتضاربة بهذا الشأن، ولكن الحقائق على أرض الواقع ينبغي أن تصبح واضحة.

مشاركة :