شُخّص لديّ حديثاً داء التهاب الغدة الدرقية «هاشيموتو». ما نسبة الشفاء منه؟، وهل سأضطر إلى أخذ الدواء بقية حياتي؟ قرأتُ أن حمية «بروتوكول المناعة الذاتية» قد تفيدني. ما صحة هذه المعلومة؟، وهل من اقتراحات أخرى للتحكّم بالأعراض؟ يُعتبر داء التهاب الغدة الدرقية «هاشيموتو» شكلاً من أمراض المناعة الذاتية. تتطوّر المشكلة ببطء وتؤدي غالباً إلى تراجع مستويات هرمون الغدة الدرقية: تُسمّى هذه الحالة قصور الغدة الدرقية. يقضي أفضل علاج بإعادة تلك المستويات إلى وضعها الطبيعي عبر أخذ الدواء المناسب. كذلك تكون الحمية المتوازنة وغيرها من خيارات صحية في أسلوب الحياة مفيدة أيضاً عند الإصابة بـ«هاشيموتو»، لكن لن تكون الحمية وحدها كافية لعكس التغيرات التي يسببها الداء على الأرجح. تقع الغدة الدرقية في أسفل الجهة الأمامية من العنق. هي صغيرة وتشبه شكل الفراشة. تؤثر الهرمونات التي تصنّعها (ثلاثي يودوثيرونين والثيروكسين) في مختلف جوانب الأيض. كذلك تحافظ على إيقاع استعمال الدهون والكربوهيدرات داخل الجسم، فضلاً عن أنها تساهم في السيطرة في حرارة الجسم وتؤثر في معدل ضربات القلب وتنظّم إنتاج البروتينات. يتطور «هاشيموتو» حين يهاجم جهاز المناعة الغدة الدرقية عن طريق الخطأ. لم يتّضح بعد سبب حصول ذلك. ولكن يشير بعض البحوث إلى احتمال أن يُطلِق فيروس أو جرثومة ذلك الرد المناعي. كذلك تؤثر قابلية وراثية معينة على تطور هذا الاضطراب المناعي الذاتي. يصبح “هاشيموتو» مزمناً مع مرور الوقت، فيسبّب الأضرار في الغدة الدرقية ويؤدي في نهاية المطاف إلى قصور الغدة الدرقية، ما يعني أن تعجز تلك الغدة عن إنتاج ما يكفي من الهرمونات. في هذه الحالة، قد تظهر أعراض مثل التعب والخمول والإمساك واكتساب الوزن غير المبرر وزيادة الحساسية تجاه البرد وألم المفاصل أو تصلّبها وضعف العضلات. علاجات عند ظهور أعراض قصور الغدة الدرقية، يمكن السيطرة عليها بأفضل طريقة عبر أخذ الهرمونات البديلة. تشمل هذه الخطة العلاجية استعمالاً يومياً لهرمون الغدة الدرقية الاصطناعي «ليفوثيروكسين» الذي يُؤخَذ على شكل أقراص عبر الفم. يشبه هذا الدواء الثيروكسين، أي النسخة الطبيعية من الهرمون الذي تُصنّعه الغدة الدرقية. يعيد الدواء مستويات الهرمون إلى نطاقها الطبيعي ويتخلّص من أعراض قصور الغدة الدرقية. قد تسمع عن منتجات تحتوي على هرمونات مشتقة من الحيوانات مع أن الحملات التسويقية تعتبرها «طبيعية». لكن لما كانت مشتقة من الحيوانات، فلن تكون طبيعية بالنسبة إلى جسم الإنسان وستسبّب مشاكل صحية. لذا لا توصي «جمعية الغدة الدرقية الأميركية» باستعمال هذه المنتجات كأول خيار علاجي لقصور الغدة الدرقية. صحيح أن علاج الهرمونات البديلة ينجح في السيطرة على أعراض «هاشيموتو»، لكنه ليس شافياً. لذا يجب أن تتابع أخذ الدواء للاحتماء من الأعراض. ويمتد العلاج عموماً على الحياة كلها. للتأكد من أخذ كمية الهرمونات البديلة التي تناسب الجسم، يجب أن تتحقق من مستويات الهرمونات في جسمك عبر إجراء فحص دم مرة أو مرتين سنوياً. إذا استمرت الأعراض رغم علاج الهرمونات البديلة، قد تحتاج إلى تعديل جرعة الدواء اليومية. وإذا لم تتوقف الأعراض رغم أخذ جرعة صحيحة من العلاج، فإنها ربما تنجم عن داء مختلف عن «هاشيموتو». تحدّث إلى طبيبك عن أي أعراض مزعجة تواجهها تزامناً مع أخذ علاج الهرمونات البديلة. يستفيد جهاز المناعة من أسلوب الحياة الذي يرتكز على الأكل الصحي والنوم السليم وممارسة الرياضة بانتظام والحد من الضغط النفسي، وتتحسن صحة المناعة أيضاً. ولكن ما من أدلة على أنّ حميةً محددة تستطيع معالجة اضطرابات المناعة الذاتية مثل «هاشيموتو». إذا أردت طرح أي أسئلة عن الحمية أو الاستفسار عن خيارات أخرى في أسلوب الحياة لتحسين صحتك رغم إصابتك بداء «هاشيموتو»، تحدّث إلى طبيبك.
مشاركة :