متابعة - رجائي فتحي - أحمد سليم :يعتبر ملعب الوسيل واحداً من أهم ملاعب المونديال إن لم يكن الأهم على الإطلاق، حيث إنه سوف يحتضن المباراتين الافتتاحية للمونديال يوم 21 نوفمبر عام 2022 والختام يوم 18 ديسمبر من نفس العام، وبالتالي كل أنظار العالم سوف تكون مصوبة تجاه هذا الملعب وما سوف تقدمه قطر للعالم من خلاله وبالتالي يكتسب أهمية كبيرة عند الجميع سواء اللجنة العليا للمشاريع والإرث أو الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا. الراية الرياضية التقت في إطار جولتها الخاصة بالمشروع مع المهندس مبارك محمد الخليفي مدير إدارة ملعب الوسيل لمعرفة إلى أين وصل المشروع ومتى ينتهي والكثير من الأمور المهمة التي تشغل الجميع ويترقب الكثيرون ما سوف تقدمه قطر من خلال هذا الملعب المونديالي. المهندس مبارك الخليفي تحدث في كل الاتجاهات عن الملعب والمشروع بالكامل وكذلك عن الأجواء الحالية المحيطة بالعمل والحصار الجائر الذي تتعرض له قطر ومدى تأثيره على سير العمل في ملعب المونديال في تفاصيل الحوار التالي: • بدايةً حدثنا عن مشروع ملعب الوسيل ؟ـ تم الانتهاء من مرحلة تصميم الملعب من خلال شركة فوستر الإنجليزية، وهي إحدى أكثر الشركات الهندسية المعمارية الشهيرة على مستوى العالم، وفي شهر نوفمبر من العام الماضي تم إرساء العقد للمقاول الرئيسي للمشروع والذي يضم شركة حمد بن خالد للمقاولات وشركة السكك الحديدية الصينية الدولية المحدودة. • ومتى يتم الانتهاء من الملعب ؟ـ من المقرر أن يتم الانتهاء من المشروع في 2020، وتم التوقيع مع شركة «مرافق قطر» التي ستقدم قدرة تبريد تصل إلى 30 ألف طن للفترة ما قبل وخلال البطولة، وكذلك للاستاد في مرحلة الإرث بعد أن يتم تغيير استخداماته. مليون متر للملعب• وإلى أين وصلت مراحل التنفيذ في الملعب ؟ـ المقاول أنهى مرحلة الحفر وبدأ يصب أساسات الملعب وخلال الشهرين المقبلين سيتم الانتهاء من هيكل الملعب، حيث إن مساحة الأرض التي يقام عليها مشروع الملعب هي مليون متر مربع، ويقع الملعب في الجهة الغربية من مدينة لوسيل على طرف الطريق السريع الذي يصل إلى مدينة الخور، بينما يقع الجانب الجنوبي للاستاد مقابل الجادة التجارية لمدينة الوسيل. الإرث المستدام• وما مصير الملعب بعد المونديال ؟ـ هناك إرث مستدام من مشروع استاد الوسيل حيث سيتحول الملعب إلى مرافق تعليمية وصحية تخدم منطقة الوسيل بالتعاون مع شركة الوسيل للتطوير العقاري وشركة الديار القطرية وشركات عقارية خاصة، وتم التنسيق مع شركة الوسيل حيث طلبوا توفير مرافق تعليمية وصحية لتكون إرثاً للأجيال القادمة، ودائماً اللجنة العليا حريصة على الجلوس مع أهالي المنطقة من أجل توفير ما تحتاجه المنطقة من أجل الإرث الذي ستتركه المنطقة لقادم الأجيال، ونحن في اللجنة العليا للمشاريع كجزء من قوانين الاستدامة نحرص على عدم التفريط في كامل المشروع ولكن يهمنا الحفاظ على المشروع وإعادة استخدامه وسيكون هناك مرافق تعليمية وصحية ولدينا الخطط التي تفيد من استخدام مقاعد الملعب، وسيتم الحفاظ على الملعب حتى يتم استخدامه بالصورة المطلوبة التي تخدم المجتمع. التسليم في الموعد المحدد• ومتى يتم الانتهاء من المشروع؟ـ مشروع استاد الوسيل سيتم تسليمه في الوقت المحدد، ونحن في اللجنة العليا للمشاريع نتمنى أن يتم تسليم الملعب قبل موعده، وبحسب الجدول الزمني فإن تسليم الملعب سيكون في الربع الأخير من عام 2020، وهناك تعاون كبير بين الشركات وخطة العمل تسير وفق برنامج زمني محدد، ونحن نعلم أن هذا الملعب هو الأكبر في المنطقة وبالتالي أمامنا وقت قياسي للانتهاء من إنشائه حيث يتبقى لنا 38 شهراً وهو أقل من 4 سنوات وبالتالي وتيرة العمل تسير بطريقة منتظمة ورائعة. لا تأثير للحصار• هل هناك تأثير على العمل بسبب الحصار الجائر على قطر الآن ؟ـ لا يوجد أي تأثير للحصار على سير العمل في المشروع الكبير، والمقاولون الذين تم التعاقد معهم أخذوا احتياطاتهم كما أن المواد التي يتم استيرادها متوفرة محلياً وإذا لم تتوفر نستطيع استيرادها من دول عالمية وبالمواصفات المطلوبة، حيث إن المواد الخام المستخدمة في العمليات الإنشائية متواجدة ومتوفرة حالياً ولكامل المشروع، ولا تشكل لنا أي مشكلة، والمشروع لم يتأثر نهائياً. • هل حدث توقف للعمل بالمشروع بسبب الحصار ؟ـ لم يتوقف العمل في الاستاد نهائياً قبل أو بعد الأزمة «ولا ساعة واحدة» ولن نتأثر بالحصار ومستمرون بالجدول الزمني وفي عملنا بصورة طبيعية وسيتم تسليم الملعب في الوقت المحدد. الاستفادة من الحصار• وما هي الخسائر من الحصار ؟ـ لم يحدث أي ضرر بسبب الحصار بل استفادنا كثيراً منه، ودائماً لدينا خطط ومصادر بديلة، سواء في وجود الحصار أو عدم وجود الحصار لمواجهة أي ظروف أو كوارث طبيعية أو اقتصادية وعقود اللجنة العليا للمشاريع والإرث صارمة مع المقاولين وتضمن لنا حقوقنا بالكامل والأزمة كشفت لنا عن مصادر بديلة وبنفس الجودة وبأسعار أقل ومنافسة للغاية ونحن منذ البداية كنا نتعامل مع شركات معينة ولا ننظر للشركات الأخرى، لأنها توفر كل ما نحتاجه ولكن الأزمة الحالية، جعلتنا نتطلع للأسواق العالمية، وهو ما مثل لنا مردوداً إيجابياً، وجعلنا نستفيد من هذه الأزمة. لم نمنع أحداً• هل تم منع شركات دول الحصار في مشاريع المونديال ؟ـ لم نمنع أحداً من العمل معنا في مشاريع المونديال، ولكن دول الحصار هي من منعت شركاتها، ولم نقم بإنهاء أي عقود مع شركات دول الحصار، ولكن بالنسبة لمشروع الوسيل فنحن من بداية المشروع والمقاول لم نوقع عقود مع أي شركة من دول الحصار، ولم يشهد المشروع رحيل أي شركة أو شخص. لا تأثير على ميزانية المشروع• هل ستكون هناك تكلفة إضافية بسبب الحصار ؟ـ الحصار لن يؤثر على ميزانية المشروع وعقود اللجنة العليا للمشاريع والإرث صارمة جداً مع المقاولين بهدف الالتزام بتنفيذ المشاريع في الوقت المحدد، واللجنة وضعت في اعتبارها كافة الظروف المتوقعة وغير المتوقعة، وهناك خطط بديلة لإدارة المشتريات في اللجنة العليا والمقاولين وأخذت بعين الاعتبار التكاليف وإن وجدت ستكون بسيطة للغاية، وبناء على اجتماعنا مع المقاول الرئيسي لن يكون هناك أي تأثير على ميزانية مشروع استاد لوسيل وأيضاً جميع مشاريع المونديال. تطبيق الأسس والقواعد• حدثنا عن الملعب وكيف سيكون؟ـ اللجنة العليا للمشاريع والإرث حرصت أن تكون كل ملاعب المونديال مبنية على أسس وقواعد تطبق على كافة الملاعب، كما أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» له متطلبات في الملاعب ونحن ملتزمون بتطبيقها، وقد رأينا الإبهار في استاد خليفة الدولي وهو نموذج أول للطريقة التي سيكون عليها ملاعب مونديال 2022، مع اختلاف السعة الاستيعابية لكل ملعب حيث ستكون هناك ملاعب تتسع لـ 40 أو 50 ألفاً وأيضاً هناك ملاعب تصل إلى 80 ألفاً مثل مشروع الوسيل، وبالإضافة إلى توفر كافة المرافق في كافة الملعب. العمل على مدار الساعة• حدثنا عن مسار العمل بالملعب؟ـ العمل في المشروع مستمر على مدار الـ 24 ساعة من أجل الانتهاء من المشروع في الوقت المحدد وبحسب الخطة الزمنية الموضوعة، والمقاول يعمل بصورة طبيعية في المشروع، ونحن في اللجنة العليا لا نفرض على المقاولين العمل في الليل أو النهار ولكن نترك لهم الحرية بما لا يؤثر على سير العمل والحمد لله الأمور تسير بشكل طبيعي للغاية، معرباً عن رضاه التام عن سير العمل في المشروع والمراحل التي وصل إليها الملعب من أعمال، وعن التقدم في العمل بالمشروع متمنياً أن تسير على نفس النهج وفقاً للخطة الزمنية مع المقاول الرئيسي. الوقت التحدي الحقيقي• ملعب الوسيل سيكون ملعب الافتتاح للمونديال كيف تنظرون لذلك ؟ـ هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا خاصة أن استاد الوسيل سوف يستضيف حفلي الافتتاح والختام للمونديال، وستكون أنظار العالم مسلطة على هذا الملعب، وهي مسؤولية كبيرة حتى أن تصميم الملعب من شركة فوستر واجهنا به تحديات كبيرة خاصة أن هذا الملعب سيستضيف النهائي والختام وبالتالي يجب أن يكون أيقونة معمارية كبيرة في مشاريع المونديال، والحمد لله انتهينا من مرحلة التصميم، ونحن نثق في شركائنا لإنهاء هذا الإنجاز في الوقت المحدد خاصة أن التحدي الحقيقي بالنسبة لنا هو الوقت وهو ما يشكل علينا ضغطاً كبيراً ولكن لدينا الثقة الكاملة، وإذا سرنا بهذا «الرتم» من العمل سننهي المشروع في الوقت المحدد. ملعب يحمل الهوية القطرية• وماذا عن تصميم الملعب ؟ـ استاد الوسيل مصمم على الأشكال المعمارية القطرية القديمة وهو مستوحى من قيم قطرية وإسلامية كثيرة وسيكون تدشين الملعب قبل نهاية العام، واخترنا الشركة العالمية للملعب لأننا نعلم جيداً أن أنظار العالم كلها ستسلط على ملعب الافتتاح، وبالتالي نريد تصميمه بطريقة مميزة وسوف نكشف عن تصميم الملعب ومتأكد أن تصميم الملعب سيعطي انطباعاً جميلاً ويظهر الهوية القطرية.. ودائماً في اللجنة العليا للمشاريع والإرث نعد بأن ننظم كأس عالم غير مسبوقة، وملعب الوسيل سيعطي الانطباع الأول للعمل الذي نقوم به وأيضاً عن جميع ملاعب المونديال. تقنية التكييف تعمل بكفاءة عالية• وهل الملعب سيكون مكيفاً مثل ملعب خليفة الدولي ؟ـ تقنية التكييف ستعمل بكفاءة عالية، وستتوفر نفس تقنية التكييف في استاد خليفة ستكون في باستاد الوسيل، ووقعنا مع شركة «مرافق» لتصميم التكييف وتوفير 30 ألف طن، كما أن الملعب مرفق به مركز للطاقة وهو مركز كبير لتوفير تقنية التكييف، مشيراً إلى أن المونديال سيقام في شهر نوفمبر عام 2022 وهو فصل الشتاء ولن نحتاج للتكييف ولكن بناء على التزام اللجنة العليا للمشاريع مع الفيفا قمنا بتوفير تقنية التكييف في جميع الملاعب، وبالتالي سيتم توفير هذه التقنية في استاد الوسيل وجميع الملاعب. واختتم قائلاً:» جميع ملاعب المونديال ستكون جاهزة في الوقت المحدد وسيكون استاد الوسيل أكبر ملعب وفي 2020 ستكون جميع ملاعب المونديال جاهزة، مشيراً إلى أن المونديال لكل العرب، ولن يتأثر هذا بالحصار ونفتح ذراعينا لاستقبال إخوتنا العرب من جميع الدول بدون استثناء. المواد الخام متوفرة لنهاية المشروع أكد مبارك الخليفي أن المواد الخام لتنفيذ مشروع استاد الوسيل متوفرة حالياً لنهاية المشروع، وهناك وعد من المقاول لتوفيرها لنهاية المشروع، خاصة المواد الأولية وإن حدث أي نقص سيتم استيراد أشياء بسيطة، والمقاول هو المسؤول عن توفير المواد الخام الأولية، والأهم أن تكون هذه المواد مطابقة للمواصفات. وأشار الخليفي إلى أن حفل تدشين الملعب سيكون بمشاركة عدد كبير من المسؤولين والمهندسين وشركات المقاولات، وبالشكل الذي يليق بهذا الملعب وسيتم الإعلان عنه في الوقت المناسب.ونعد الجماهير العاشقة لكرة القدم بأن يكون افتتاح كأس العالم في الوسيل على أجمل ملاعب البطولات في العالم وسوف يرون افتتاح مبهر وغير مسبوق. سكن 5 نجوم لعمال استاد الوسيل يتواجد حالياً قرابة ألف عامل في موقع عمل مشروع استاد الوسيل المونديالي وسيصل عدد العمال في المشروع إلى 6 آلاف عامل خلال هذا العام، وسيكون هناك قرية خاصة للعمال والمرحلة الأولى من القرية تتسع لـ 3 آلاف عامل تتضمن وحدات سكنية وبعض الأماكن الترفيهية والملاعب وسيكون سكن العمال 5 نجوم، وسينتهي العمل في تجهيز المرافق في أكتوبر المقبل، وعقب المرحلة الثانية تسع القرية العمالية 6 آلاف عامل، وستتوفر في السكن ملاعب كرة سلة وقدم وكريكت ومسرح، وأيضاً كل ما يناسب جميع الجنسيات ، كما سيتم توفير أطعمة مختلفة بما يناسب جميع العمال القادمين من قارة آسيا والقارات الأخرى. تصدير العشب سيكون عشب مشروع استاد لوسيل من إنتاج قطري خالص، حيث يتواجد حالياً «مشتل» للعشب في منطقة الشمال سيوفر كافة العشب لملاعب المونديال، وبجودة عالية للغاية وهو ما يمكن من تصدير العشب للخارج وعدم الاكتفاء فقط بمشاريع المونديال. مؤشر سلامة العمال الأعلى قال المهندس مبارك الخليفي إنه تمت مراعاة سلامة العمال في مشروع استاد الوسيل، ومؤشر السلامة في الموقع مرتفع جداً، ودائماً يتم الحرص على توفير السلامة الكاملة لجميع العاملين في موقع المشروع، وأشار الخليفي إلى أن المقاول ينظم فترة العمل، كما أنه يتم توفير كل سبل الراحة للعمال من خلال الاستراحة التي تم إنشاؤها نسبة لارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، ويتوقف العمال في فترات الحر عن العمل لأن ما يهم هو سلامة العمال والأمور تسير بشكل طبيعي ولا توجد أي إصابات أو وفيات في موقع المشروع حتى الآن، والحمد لله، نظراً للالتزام بالأمن والسلامة وبأعلى جودة. جهد مقدر للعنود وجمال قامت العنود صالح القحطاني وجمال محمد أحمد من قسم الإعلام باللجنة العليا للمشاريع والإرث بجهد مميز معنا في إعداد هذا الملف الخاص عن استاد الوسيل الذي تضمن الحوار الشامل مع مبارك الخليفي مدير إدارة مشروع استاد لوسيل والشكر للعنود وجمال على هذا الجهد المقدر.
مشاركة :