نشرت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" مقالا بقلم رينات عبداللين عن تحرير الموصل، يشير فيه إلى استمرار الدعاية وغسل الأدمغة. كتب عبداللين: لقد تم تحقيق انتصار مهم على "داعش". فقد تمكنت القوات العراقية من تحرير الموصل بكاملها من سيطرة الإرهابيين، لكن تجارب السنوات السابقة بينت أن هزيمة "داعش" وحرمانه من السيطرة على مركز سكني مهم، لا يعني القضاء عليه نهائيا. فهل سيكون تحرير الموصل نقطة انعطاف في محاربة الإرهاب؟ انطلقت عملية تحرير الموصل وضواحيها في مارس/آذار 2016، حيث شاركت فيها، بالإضافة إلى الجيش العراقي، تشكيلات البيشمركة الكردية، بغطاء جوي وفرته طائرات أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية وتركية. وقد توقع محللون، وبخاصة من الولايات المتحدة، انتهاء عملية تحرير المدينة بحلول يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وكان تحقيق هذه التوقعات سيعزز هيبة واشنطن لاعبا أساسيًا في الشرق الأوسط وبشكل أكثر دقة – هيبة الحزب الديمقراطي، حيث في عهد الديمقراطي أوباما نشطت الولايات المتحدة في محاربة "داعش". ولم تتحقق هذه التوقعات في الموعد المذكور. بيد أن القوات المهاجمة تمكنت بحلول الربيع من فرض طوق الحصار على المدينة وبدأت معركة تحرير جانبها الغربي، وخططت القوات العراقية لإنجاز العملية في 29 يونيو/حزيران الماضي، حيث في مثل هذا اليوم عام 2014 أعلن البغدادي عن قيام "دولة الخلافة". ولكن هذا لم يتحقق إلا بعد بضعة أيام. www.almaghribtoday.net حيدر العبادي يرفع العلم العراقي وسط الموصل بعد تحريرها يؤكد كبير الباحثين في معهد الاستشراق نيقولاي سوخوف أن ذلك كان له صدى واسع فعلا من الناحية الدعائية، التي هي جزء مهم في نشاط "داعش"، حيث فقد الإرهابيون "عاصمتهم" في العراق وأثبت الجيش العراقي إمكان الانتصار على المسلحين. غير أن الانتصار عليهم في الموصل بالكاد سيكون نقطة انعطاف في مكافحة "داعش"، - كما يعتقد سوخوف. ويقول الخبير للصحيفة: "بالطبع، فقد تم حاليا اختراق وحدة الأراضي التي يسيطر عليها "داعش"، من جانب. ولكن من جانب آخر لم ينجم عن هذا اختفاء "داعش". لأنه دعا في الأشهر الأخيرة التنظيم أنصاره إلى العمل السري واستخدام أساليب حرب العصابات في نشاطهم. ru.valdaiclub.com نيقولاي سوخوف ومن الواضح أن المسلحين لن يتمكنوا من الانتقال من العراق إلى سوريا لأنهم حاليا يتعرضون للضربات من جميع الجهات، لكن خلاياهم ستبقى وهي موجودة، حيث نرى نشاطهم بوضوح في العراق. فهم يقومون بعمليات تخريبية وتفجيرات بملابس القوات العراقية أو كحجاج. وهذا الأمر ليس ملاحظا في سوريا حاليا، ولكنه قد يظهر أيضا. وإضافة إلى هذا، بدأت المجموعات الإرهابية المختلف تعلن مبايعتها لـ "داعش" في إفريقيا والقوقاز. أي أنها ستستمر في النشاط الإرهابي وعمليات التخريب، والأهم من هذا النشاط الإيديولوجي التخريبي. وذلك يعني أننا خلال فترة زمنيةٍ ما في المستقبل سنلاحظ هدوءا في العمليات العسكرية، بينما ستستمر الدعاية وغسل الأدمغة وتجنيد الأنصار. وهذا مع الأسف لا يمكن اقتلاعه من الجذور، لأنه قنابل تعشش في الرؤوس وليس في سيارة أو في اليد. لذلك يمكن الآن الاحتفال بانتصار محلي وتحرير موقع محدد يسمح لسكانه بالعودة إلى منازلهم وحياتهم الطبيعية، وهذا أمر جيد. ولكن مع الأسف، للقضاء التام على "داعش" يجب اتباع طرق أخرى وفقط في المستقبل البعيد"، - كما يرى نيقولاي سوخوف. ترجمة وإعداد كامل توما
مشاركة :