مذكرة التفاهم مع واشنطن بينما يبدي تليرسون موقفا أكثر ليونة حيال قطر على خلاف موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اتهم الدوحة بشكل مباشر بتمويلها للإرهاب وبأن لها سجل طويل في الارتباط بجماعات متطرفة. وتراهن القيادة القطرية على ما يبدو على مذكرة التفاهم للتغطية على نهج مفضوح في دعم وتمويل الإرهاب لم يعد خافيا على أحد وكان سببا رئيسيا في المقاطعة العربية والخليجية. وأعلن وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي مع نظيره الأميركي توقيع "مذكرة تفاهم بين البلدين لمكافحة تمويل الإرهاب". وبينما أكد تيلرسون توقيع المذكرة، أوضح بيان صادر عن فريقه أنها تحدد "الجهود المستقبلية التي يمكن لقطر أن تقوم بها لتعزيز حربها على الإرهاب ومعالجة مسائل تمويل الإرهاب بطريقة عملية". لكن الوصفة التي يعتقد أيضا أن تليرسون من مهندسيها، لا يمكن أن تحجب حقيقة الدعم القطري للإرهاب ولا تمثل في حد ذاتها مخرجا لورطة قطر وهي خطوة غير مقنعة في ظل سجل الدوحة في المناورة والخداع. ويرى المتابعون للشأن القطري، أن مذكرة التفاهم لا تشكل أساسا عمليا يمكن أن يمهد لحل الأزمة فقطر اعتادت على مثل هذه الشكليات للخروج من مأزقها ويقف اتفاق الرياض شاهدا على التفافها على التزامات تعهدت بها ثم انقلبت عليها سرا وعلنية. ويجادل هؤلاء بأنه لو كانت القيادة القطرية جادة في مكافحة الإرهاب لقبلت بالمطالب العربية بما تضمنته من دعوة صريحة لوقف دعم وتمويل الإرهاب ومنصاته الإعلامية الدعائية. وأوقعت الدوحة نفسها في مطبات التناقض بترويجها لمكافحة الإرهاب بينما ترفض في الوقت نفسه التخلي عن سياستها القائمة على نشر الفوضى والعنف بتمسكها باحتضان قادة كبار في جماعة الإخوان المسلمين وبمواصلة دعمها لجماعات متطرفة في كل من سوريا وليبيا اضافة إلى صلاتها بجماعات شيعية مدعومة من إيران وترفع شعار العنف الطائفي سبيلا لتحقيق أهدافها. وكانت السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت علاقاتها بقطر لدعمها الارهاب، آخذة عليها أيضا التقارب مع إيران التي تهدد أمن الخليج والمنطقة. وتقدمت الدول الأربع بمجموعة من المطالب لإعادة العلاقات مع قطر، بينها دعوتها إلى تخفيض العلاقات مع إيران وإغلاق قناة الجزيرة أكبر وسيلة اعلامية قطرية توفر منصة دعاية للإرهاب. وقدمت قطر ردها الرسمي على المطالب إلى الكويت التي تتوسط بين أطراف الأزمة، قبل أن تعلن الدول المقاطعة أن الرد جاء "سلبيا"، متعهدة باتخاذ خطوات جديدة بحق الإمارة الجارة. وأوضح الوزير القطري أن توقيع المذكرة يأتي "في إطار التعاون الثنائي المستمر ونتيجة للعمل المشترك لتطوير آليات مكافحة تمويل الإرهاب بين البلدين وتبادل الخبرات وتطوير هذه الآلية". وحاول أيضا أن يُظهر الدوحة كشريك مهم في مكافحة الإرهاب بأن ادعى عدم صحة الاتهامات العربية الخليجية للدوحة بدعم وتمويل الجماعات الإرهابية، معتبرا أن مذكرة التفاهم دليل يقطع مع مسببات الأزمة. ويزور تيلرسون قطر في اطار جولة إقليمية شملت الكويت التي تتوسط لحل أكبر خلاف دبلوماسي تشهده منطقة الخليج منذ سنوات وقطر إلى جانب السعودية التي يزورها الأربعاء.
مشاركة :