جنيف، دمشق - وكالات - أشاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بتقارب مواقف مختلف أطياف المعارضة السورية المشاركة في مفاوضات جنيف، واصفاً مقاربات المعارضين بأنها «أصبحت ناضجة» ولم تعد بعيدة عن بعض مبادئ النظام السوري.وفي مقابلة مع وكالة «نوفوستي» الروسية على هامش محادثات «جنيف 7» التي انطلقت أول من أمس، أقر دي ميستورا بأنه من السابق لأوانه الحديث عن دمج أطياف المعارضة المشاركة بالمفاوضات في وفد موحد، لكنه أشار إلى تقدم نحو صياغة مواقف موحدة للمعارضة.وربط هذه النزعة في صفوف المعارضة السورية بشروع روسيا والولايات المتحدة في مناقشة التسوية السورية بشكل جدي، مضيفاً «اليوم توصلنا للمرة الأولى إلى تلاقي مواقف (أطياف المعارضة السورية). ويمكنني أن أقول إن المعارضة، كما تبدو، تتحرك نحو صياغة موقف موحد من مسائل الدستور. علاوة على ذلك، يتحركون نحو مواقف موحدة من المبادئ الـ12 الأساسية المتعلقة بمستقبل سورية والتي تقبلها كذلك الحكومة السورية».وأكد أن ممثلي مختلف منصات المعارضة لم يعودوا متفرقين، بل يعملون معاً في غرفة واحدة مع الفريق الأممي من أجل التوصل إلى مواقف موحدة، مضيفاً «قبل عام كان من المستحيل حتى أن أتصور مثل هذا الوضع. إنهم (المعارضون) كانوا يرفضون الاعتراف ببعضهم البعض».وأعرب عن ارتياحه لتقارب مواقف المعارضين، قائلاً «كان ذلك بالنسبة لي مفاجأة سارة، عندما وجدت كم نقطة تلاق يمكنهم أن يجدوا في ما بينهم. إنهم ليسوا بعيدين عن بعض المواقف التي سبق للحكومة أن حددتها وهي السيادة ووحدة الأراضي وسلامتها، وحماية مؤسسات الدولة...».وأضاف «في الوقت الراهن أشاهد مقاربة ناضجة جداً، لأنهم (المعارضون) يلاحظون أن الدول الكبرى مثل روسيا والولايات المتحدة بدأت فعلاً في بحث سبل إنهاء هذا النزاع».وأشار إلى أن المناقشات الفنية بمشاركة وفود المعارضة السورية والحكومة في جنيف لن تركز فقط على مسألة صياغة الدستور فحسب، بل ستتناول «السلال» الثلاث الأخرى، وهي إدارة البلاد ومحاربة الإرهاب وإجراء الانتخابات.وأكد المبعوث الأممي أنه ينوي إشراك ممثلي أكراد سورية في المشاورات الفنية بمفاوضات جنيف، وشدد على «ضرورة أن يلعب الأكراد دورهم في صياغة الدستور السوري الجديد».وقال «يجب أن يشارك الأكراد في صياغة الدستور الجديد أو تعديل الدستور الحالي».وأوضح أن جنيف تشهد حالياً «مناقشات فنية حول جدول الأعمال وطابع العملية»، وليس عن مضمون الدستور نفسه، لكن «عندما يحين الوقت سيكون من الصعب أن نتجاهل صوت الأكراد السوريين».وأعلن دي ميستورا أنه يأمل في إجراء 4 جولات أخرى من مفاوضات جنيف حتى نهاية العام الحالي، واصفاً المفاوضات الحالية بأنها تمهيدية قبل إطلاق مؤتمر سلام حقيقي في جنيف.من جهته، أعرب كبير مفاوضي المعارضة السورية إلى محادثات جنيف محمد صبرا عن خشيته من أن دي ميستورا لا يملك خطة عمل للمفاوضات، معتبراً أن تبسيط القضية السورية يعني تفتيتَها وتحويلَها إلى دردشات أكاديمية عن شكل الدولة المستقبلي.ودعا صبرا إلى إعادة النظر بالأداء السياسي للمعارضة وخطابها من أجل حماية القضية السورية وتضحيات الشهداء، مشيرا إلى أن «عقد مؤتمر وطني سوري قد أصبح ضرورة».وفي حين تواصلت أمس المحادثات في إطار الجولة السابعة من محادثات جنيف، عقد اجتماع تنسيقي موسع بين ممثلين عن وفد الهيئة العليا للمفاوضات وآخرين عما يعرف بمنصتي القاهرة وموسكو.وتوازياً، قال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إن الوفد بدأ امس خلال لقائه مع المبعوث الأممي ببحث «السلة الرابعة» على جدول الأعمال المتعلقة بمحاربة الإرهاب.ميدانياً، أعلن فصيلان في المعارضة إسقاط طائرة حربية تابعة لقوات النظام، أمس، قرب منطقة يشملها وقف إطلاق النار في جنوب البلاد، وهو ما أكده المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأصدر فصيلا «جيش أسود الشرقية» و«قوات الشهيد أحمد العبدو» اللذان يقاتلان في جنوب شرقي سورية بيانا مشتركاً أكدا فيه أنهما أسقطا الطائرة التي هوت «في مناطق سيطرة النظام»، فيما لم يتضح مصير الطيار على الفور.وأكد المرصد أن مقاتلي المعارضة استهدفوا الطائرة قرب قرية تقع بين محافظتي ريف دمشق والسويداء.في غضون ذلك، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، أمس، أنها سيطرت على بلدة جنوب مدينة الرقةكان تنظيم «داعش» يدير قاعدة عسكرية كبيرة ومعسكراً تدريبياً فيها.وقال مدير مركز إعلام «قسد» مصطفى بالي إن القوات سيطرت على بلدة العكيرشي التي تقع على بعد نحو 15 كيلومتراً جنوب الرقة على نهر الفرات.وفي السياق، أوضح المرصد السوري أن «داعش» أعدم العشرات من مقاتليه في العكيرشي العام 2015 بسبب انشقاقهم أو لاتهامات بالخيانة، مشيراً إلى أن التنظيم أطلق على المعسكر التدريبي الذي أنشأه في البلدة اسم أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة» الذي قتلته قوات أميركية العام 2011.وسمحت سلسلة هجمات على الضفة الجنوبية لنهر الفرات أخيراً لقوات «قسد» بمحاصرة المتشددين تماماً داخل الرقة والتقدم جنوب المدينة.
مشاركة :