بغداد - وكالات - مع توارد الأخبار أمس عن تأكد مقتل زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي، كشفت مصادر عراقية في محافظة نينوى أن تلعفر، التي نقل إليها التنظيم «خلافته» المزعومة بعد دحره في الموصل، تشهد انقلاباً داخلياً، مشيرةً إلى حملة اعتقالات واسعة في صفوف مؤيدي البغدادي.وقال مصدر محلي، أمس، إن «قضاء تلعفر غرب الموصل يشهد حالياً انقلاباً داخلياً لتنظيم «داعش»، لحسم المعركة بين أقطابه النافذين الذين كانوا بانتظار التحقق من مقتل زعيم التنظيم للانقضاض على مناوئيهم»، مشيراً إلى فرض «حظر على التجول في أغلب أرجاء القضاء وسط انتشار غير طبيعي لمفارز التنظيم».وأضاف أن «حملة اعتقالات واسعة بدأت تبرز في أرجاء تلعفر لمؤيدي البغدادي»، كاشفاً أن «الحملة تقودها قيادات عربية وأجنبية تملك قوة نافذة في تلعفر، وتحاول فرض سطوتها بالقوة على بقية مناوئيها».وتوقع المصدر أن «تشهد تلعفر تطورات متسارعة في الساعات المقبلة، في ظل وجود جو مشحون قد يدفع إلى الاقتتال الداخلي الدامي بين أقطاب التنظيم، التي يسعى كل منها إلى تبوء مناصب أكبر عقب إعلان مقتل البغدادي».وكان مصدر آخر أكد في وقت سابق صباح أمس أن تنظيم «داعش» أعلن في بيان مقتضب جداً عن مقتل زعيمه البغدادي، وأشار إلى قرب إعلان اسم «خليفته الجديد»، داعياً مسلحيه إلى مواصلة ما أسماه «الثبات في معاقل دولة الخلافة»، و«عدم الانجرار وراء الفتن»، في تعبير يدل على وجود مشكلات داخلية معقدة تعصف بالتنظيم.وكانت وزارة الدفاع الروسية قد رجحت في 16 يونيو الماضي أن يكون البغدادي قُتل على مشارف مدينة الرقة أواخر مايو الماضي جراء إحدى الغارات الروسية، في حين شككت الولايات المتحدة بذلك، وهو ما كررته أمس مع إعلان ناطق باسم وزارة الدفاع «البنتاغون» أن واشنطن ليست لديها معلومات تؤكد وفاة البغدادي.من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن لديه معلومات من قيادات في التنظيم تؤكد مقتل زعيمه.وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن، أمس، «أكدت قيادات من الصف الأول في تنظيم الدولة الإسلامية متواجدة في ريف دير الزور للمرصد وفاة أبوبكر البغدادي... علمنا اليوم (أمس) ولكن لا نعرف متى أو كيف فارق الحياة».وأوضح أن زعيم التنظيم المتطرف المتواري عن الأنظار منذ ثمانية أشهر، كان موجوداً خلال الشهور الأخيرة الماضية في ريف دير الزور الشرقي.في غضون ذلك، وجه مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، أمس، نداء لإحقاق «العدالة» و«المصالحة» بعد تحرير الموصل.وقال مفوض حقوق الانسان، في بيان نشر في جنيف، إن على العراق «مواجهة سلسلة من التحديات في مجال حقوق الإنسان وقد تؤدي في حال لم يقم بذلك، الى مزيد من العنف والمعاناة»، وإن «نساء وأطفال ورجال الموصل عاشوا جحيماً على الأرض وعانوا من تصرفات منحرفة ووحشية لا توصف».وأضاف أن «داعش أجبر المئات من سكان المدينة والجوار على مغادرة منازلهم واستخدمهم دروعا بشرية»، معتبرا الأمر «جريمة حرب».من جهتها، طالبت منظمة العفو الدولية «أمنستي» بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في جرائم بحق المدنيين في الموصل يحتمل ان يكون قد ارتكبها «داعش» أو حتى القوات العراقية والتحالف الدولي الذي يدعمها.وقالت مديرة الابحاث في «أمنستي» لمنطقة الشرق الاوسط لين معلوف في بيان ان «الفظائع التي شهدها الناس في الموصل واحتقار الحياة الانسانية من جانب كل اطراف النزاع لا يجب أن تبقى من دون عقاب».وأضافت انه «يجب ان يتم فورا تشكيل لجنة مستقلة تكون مهمتها إجراء تحقيقات في كل الحالات التي تتوافر فيها ادلة جديرة بالثقة على انتهاك القانون الدولي، ونشر نتائج هذه التحقيقات».وفي واشنطن، رحب الرئيس الاميركي دونالد ترامب بـ«انتصار» القوات العراقية على «داعش» في الموصل، مؤكداً انه مؤشر على ان «ايام التنظيم في العراق وسورية اصبحت معدودة».وقال إن «قوات الامن العراقية المدعومة من الولايات المتحدة والتحالف الكبير حررت مدينة الموصل من كابوس طويل عاشته تحت حكم (تنظيم) الدولة الاسلامية»، مهنئاً العراقيين بانتصارهم «على الارهابيين اعداء كل الشعوب المتحضرة».وأضاف أن «الانتصار في الموصل... يدل على ان ايامه (داعش) باتت معدودة في العراق وسورية»، و«سنواصل العمل على تدمير الدولة الاسلامية بالكامل».وفي السياق نفسه، تلقى العراق سيلاً من التهاني من دول عربية وإسلامية بتحرير مدينة الموصل.الصدر لمحاسبة المالكي وحصر السلاح بيد الدولةبغداد - وكالات - دعا زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر القوات المسلحة لمسك زمام الأمور.وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بعدم السماح لأي قوة غير نظامية العبث بأمن المناطق المحررة، ومحاسبة المسؤولين عن سقوط المدينة بيد «داعش» في يونيو العام 2014، في إشارة إلى رئيس الوزراء السابق نوري المالكي.وفي كلمة له بمناسبة تحرير الموصل، حذر الصدر مما أسماها «محاولات سياسية لتجيير النصر لصالحها»، داعياً إلى دمج عناصر «الحشد الشعبي» ممن «يصلح دمجه» مع القوات المسلحة، وحصر السلاح بيد الدولة.وطالب بتأمين الحدود العراقية عموماً و«من الجهة الغربية على وجه الخصوص»، محذراً من «زج الشباب العراقي بحرب في سورية».«داعش» يحتل قرية جنوب الموصلتكريت (العراق) - رويترز - أكد ضابط في الجيش العراقي وسكان في قرية تقع جنوب الموصل، أن تنظيم «داعش» سيطر، أمس، على معظم أنحاء القرية، رغم فقدانه السيطرة على معقله بالمدينة، وذلك باستخدام أساليب حرب العصابات.وقال الضابط إن المتشددين المدججين بالأسلحة الآلية وقذائف «المورتر» سيطروا على أكثر من 75 في المئة من قرية الإمام غربي التي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة، على بعد نحو 70 كيلومتراً جنوب الموصل، مشيراً إلى أنه من المتوقع وصول تعزيزات إلى المنطقة.
مشاركة :