سرمد الطويل، وكالات (عواصم) أكدت مصادر محلية وأجنبية متطابقة أمس، مقتل زعيم «داعش» الإرهابي أبو بكر البغدادي دون تحديد دقيق لمكان وزمان مصرعه، وذلك بعد يومين من دحر التنظيم وطرده من الموصل معقله الرئيس في العراق، بينما نقلت مواقع إخبارية عراقية عن إذاعة تابعة للجماعة المتشددة يطلق عليها «البيان» نعيها في بيان مقتضب للبغدادي، مشيرة إلى دعوة قيادات إرهابية إلى اجتماع لتسمية بديل له لمواصلة القتال. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» أنها ليس لديها معلومات عملياتية تؤكد أو تنفي مقتل زعيم «داعش»، الأمر الذي لم يؤكده التحالف الدولي الذي أعرب عن أمله في صحة المعلومة. من جهته، قال سيباستيان جوركا المستشار الكبير بالبيت الأبيض لقناة «فوكس نيوز»، إن واشنطن لم تتمكن بعد من التحقق من نبأ مصرع البغدادي، مشيراً إلى أن البيت البيضاوي «سيطلع على المعلومات الاستخبارية المتاحة» وسيصدر بياناً عندما تتجمع له الحقائق. وكانت وزارة الدفاع الروسية رجحت في 8 يونيو المنصرم، مقتل البغدادي وعدد من مساعديه بضربة جوية سددتها مقاتلاتها مستهدفة اجتماعاً قيادياً في الريف الجنوبي للرقة بتاريخ 28 مايو الماضي، لكن واشنطن قالت وقتئذ إنها ليس لديها معلومات تؤيد وفاته، كما عبر مسؤولون غربيون وعراقيون عن تشككهم بذلك.وأمس، أبلغ رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري الحقوقي رويترز بقوله «لدينا معلومات مؤكدة من قيادات أحدهم من الصف الأول في (داعش) بريف دير الزور الشرقي، أبلغت مصادر المرصد في المدينة بشرق سوريا بأن البغدادي توفي (لكن ما حددوا امتى)». وتحدثت مصادر في وقت سابق عن أن البغدادي كان موجوداً في منطقة الميادين بريف دير الزور الشرقي خلال الشهور الثلاثة الماضية. ولم تنشر المواقع الإلكترونية وحسابات التواصل الاجتماعي المعروفة بولائها للتنظيم المتشدد، أي أنباء حتى الآن بخصوص احتمال وفاة البغدادي. وفي وقت سابق أمس، نقل موقع «السومرية نيوز» العراقي عن مصدر محلي بمحافظة نينوى أن «داعش» أعلن في بيان مقتضب جداً مقتل زعيمه البغدادي، مشيراً إلى أن البيان صدر في تلعفر التي ما زالت في قبضة التنظيم الإرهابي غرب الموصل، متحدثاً عن «قرب إعلان اسم جديد جديد»، ودعا المتشددين إلى مواصلة ما سماه «الثبات في المعاقل». كما أفاد مصدر محلي بمحافظة ديالى أمس، أن «داعش» ضمن ما يسمى «ولاية ديالى» أعلن في بيان صدر بمنطقة المطيبيجة على الحدود الفاصلة بين ديالى وصلاح الدين، مقتل زعيمه، مشيراً إلى أن التنظيم «حذر بشكل لافت من الخلافات الداخلية وتأثيرها على مواصلة القتال». تزامن ذلك مع إعلان مصدر محلي أيضاً في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك أمس، أن إذاعة «البيان» التابعة للتنظيم المتزمت، نعت البغدادي، قائلة إن اجتماعاً سيعقد لتسمية بديل له. وإزاء هذه الأنباء المتواترة، قال اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند، أكبر قائد عسكري أميركي في العراق ومسؤول عمليات التحالف الدولي ضد التنظيم الإرهابي، أمس، إن التحالف «ليست لديه معلومات مؤكدة بشأن ما إذا كان البغدادي حياً أم ميتاً» مضيفاً «دعوني أقول فحسب أني آمل بشدة في الأخير». كما أكد تاونسند أنه لا يتوقع أي تغيير كبير في مستوى القوات الأميركية في العراق بعد استعادة الموصل، قائلاً إن الحملة ستمتد إلى بلدات أخرى يسيطر عليها التنظيم الإرهابي. وأضاف في إفادة صحفية «هذه الحرب بعيدة كل البعد عن نهايتها. لذلك لا أتوقع رؤية أي تغير كبير في مستويات قواتنا في المستقبل القريب لأنه لا يزال هناك عمل شاق يتعين على العراقيين والتحالف القيام به». وأبلغ الجنرال الأميركي في مقابلة مع شبكة «بي بي سي» من بغداد أمس، أن «مقاتلي التنظيم المتشدد ما زالوا في العراق» مشدداً بالقول «على الحكومة العراقية الآن محاولة التواصل مع العراقيين السنة لوقف (داعش) عن طرح نفسه بصورة جديدة». ... المزيد
مشاركة :