«أرامكو» تعتزم استثمار 300 مليار دولار خلال 10 سنوات

  • 7/12/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

ارتفعت أسعار النفط أمس رغم تعرض الأسواق العالمية لتخمة في المعروض من الإنتاج، وجاء ذلك في وقت خفضت فيه البنوك من توقعاتها للأسعار. وسجل خام القياس العالمي مزيج «برنت» 47.32 دولار للبرميل بارتفاع نسبته 1%، كما صعد الخام الأمريكي 0.5% إلى 44.36 دولار للبرميل. قال أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة النفط السعودية العملاقة «أرامكو»، إن الشركة تعتزم استثمار أكثر من 300 مليار دولار خلال العشر سنوات المقبلة، بهدف المحافظة على الطاقات الإنتاجية الاحتياطية لديها والتنقيب عن الغاز في السعودية.آفاق مثيرة للقلقونقلت «بلومبيرج» عن الناصر قوله، في مؤتمر بمدينة إسطنبول التركية، إن آفاق إمدادات النفط في الأسواق العالمية «مثيرة للقلق بشكل متزايد» في ظل فقدان الصناعة لاستثمارات تصل إلى حوالي تريليون دولار نتيجة انخفاض أسعار النفط، وهو ما أدى إلى تراجع كميات احتياطيات النفط المكتشفة.حاجة لزيادة الإنتاجوأضاف أن التقديرات تشير إلى أن العالم سيحتاج إلى زيادة الإنتاج بمقدار 20 مليون برميل يوميا على الأقل، خلال السنوات الخمس المقبلة، لتلبية الزيادة المنتظرة في الطلب على النفط والتراجع الطبيعي في إنتاج الحقول القائمة. يذكر أن «أرامكو» هي أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم وتعتزم طرح حوالي 5% من أسهمها للاكتتاب العام، فيما ينتظر أن يكون أكبر عملية طرح عام أولي في العالم. في الوقت نفسه، فإن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وبينها السعودية، تحاول مع عدد من الدول الكبرى المنتجة للنفط من خارج «أوبك»، وعلى رأسها روسيا، خفض مستويات الإنتاج حاليا لتعزيز أسعار النفط التي تراجعت بشدة منذ منتصف 2014.وبحسب «ناصر» فإن أسعار النفط الحالية لن تؤثر في خططها لبيع حصة من أسهمها. وكان سعر خام برنت القياسي لنفط بحر الشمال قد تراجع خلال العام الحالي بنسبة 18% مقارنة بمستواه في ختام العام الماضي، حيث وصل في تعاملات ظهيرة أمس إلى 46.60 دولار للبرميل. وقال الناصر إن «أرامكو» تعتزم إنفاق 300 مليار دولار على مشروعات خلال السنوات العشر المقبلة لزيادة قدراتها الإنتاجية.شركتان جديدتانمن جانب آخر، كشفت شركة «أرامكو» أنها نالت موافقة الحكومة السعودية على إنشاء شركتين لتطوير وتشغيل مدينة صناعية جديدة في السعودية تحت اسم مدينة الطاقة الصناعية مع سعي المملكة لتوسعة قاعدتها الصناعية. وقال بيان إن المدينة سيتم تطويرها على أرض تبلغ مساحتها 50 كيلومتراً مربعاً في المنطقة المنتجة للنفط. وذكر تقرير في وقت سابق أن المدينة ستكون قريبة من أبقيق وستطور صناعات مرتبطة بالطاقة. ووافقت الحكومة على العرض المقدم من شركة «أرامكو» المتضمن قيامها بتأسيس شركة تتولى تطوير البنية التحتية لمدينة الطاقة الصناعية وإدارة أصولها الثابتة. كما ستنشئ «أرامكو» شركة أخرى تتولى تشغيل تلك المدينة وإدارتها وصيانتها.تباطؤ اقتصاديوتسبب هبوط أسعار النفط في تباطؤ شديد لاقتصاد السعودية، ومن ثم تحاول المملكة خلق وظائف في قطاع الصناعات التحويلية وإنتاج سلع وخدمات اعتادت استيرادها. وتتبنى المملكة استراتيجية تستخدم فيها مبالغ كبيرة من الأموال الحكومية وميزانيات المشتريات للمؤسسات الكبيرة التي تديرها الدولة مثل «أرامكو» في جذب خبرات أجنبية لتطوير صناعات استراتيجية. والمدن الصناعية هي مشروعات ضخمة تلعب فيها المؤسسات الحكومية دوراً أساسياً في التخطيط وجمع التمويل لكنها تسعى أيضاً إلى جذب استثمارات خاصة ويشكل إنشاء هذه المدن جزءاً من جهود الحكومة الرامية لتحفيز التنمية.أكبر مجمع بحريوقال مسؤول رفيع في «أرامكو» في مارس/‏‏‏‏ آذار إن من المتوقع أن تبلغ الاستثمارات في المدينة 16.5 مليار ريال (4.4 مليار دولار). وفي مايو /‏‏‏‏ أيار، وقعت «أرامكو» اتفاقات لبناء أكبر مجمع بحري في منطقة الخليج من خلال مشروع مشترك مع ثلاث شركات، حيث تبلغ تكلفة المشروع 5.2 مليار دولار ويهدف إلى تقليص اعتماد اقتصاد المملكة على النفط وخلق وظائف وهو جزء أساسي من رؤية 2030. وذكر مصدر: «تدعم البلاد بصفة عامة قطاع التصنيع بقوة وتلعب أرامكو دوراً أكبر في تعزيز الصناعات التحويلية المحلية في ظل القيمة المضافة المحتملة للقطاع».من جانب آخر، قال باتريك بويان الرئيس التنفيذي لشركة توتال، إنه لا يرى إمكانية لزيادة الاستثمارات في دولة الإمارات.إنتاج إيران من الغازمن ناحية أخرى، قال نائب وزير النفط الإيراني إن بلاده ستشهد زيادة كبيرة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال وصادراته بعد رفع عقوبات غربية كانت مفروضة على طهران العام الماضي. وقال أمير حسين زماني نيا نائب الوزير للتجارة والعلاقات الدولية إن إنتاج الغاز الإيراني سيرتفع إلى مليار متر مكعب يومياً بحلول نهاية العام من 800 مليون متر مكعب يومياً حالياً. وذكر أن أحجام الصادرات المتاحة ستصل إلى 365 مليون متر مكعب يومياً بحلول عام 2021، وهو أعلى من صادرات قطر أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. ووقعت توتال في وقت سابق من هذا الشهر اتفاقاً لمساعدة إيران على زيادة إنتاج الغاز من حقل بارس الجنوبي الذي تتقاسمه مع قطر.الغاز المسال الباكستانيبدوره، قال وزير البترول الباكستاني شهيد عباسي إن بلاده قد تصبح واحدة من أكبر خمس دول مستوردة للغاز الطبيعي المسال في العالم وتوقع أن تقفز الواردات أكثر من خمس مرات مع بناء شركات خاصة منافذ جديدة للغاز الطبيعي المسال. وحول خطط باكستان الطموحة التي قد تحدث تغييراً في سوق الغاز الطبيعي المسال العالمية إذا جرى تنفيذها بالكامل، قال عباسي لرويترز إن الواردات قد تتجاوز 30 مليون طن بحلول عام 2022 ارتفاعاً من 4.5 مليون طن حالياً.توقعات منخفضةمن ناحية اخرى، قال هاري تشيلينجويريان، رئيس استراتيجية النفط في «بي.إن.بي باريبا» إن البنك خفض توقعاته لخام برنت تسعة دولارات إلى 51 دولاراً للبرميل في 2017 وبمقدار 15 دولاراً إلى 48 دولاراً لعام 2018. كما خفض «بنك باركليز» توقعاته لخام برنت في 2017 و2018 إلى 52 دولاراً للبرميل للعامين بدلاً من 55 دولاراً و57 دولاراً بالترتيب.من ناحيته، اعتبر «ويل هاريس» المحلل الاقتصادي في مؤسسة «بلومبيرج إنتيليجانس» قرار «أرامكو» استثمار 300 مليار دولار خلال السنوات المقبلة بمثابة بيان قوي لها خاصة في ظل أسعار النفط المنخفضة حاليا والتي تحد من الإنفاق العام في المملكة العربية السعودية ككل. (د ب أ)تراجع الطلب بحلول 2050قدر رئيس مجلس إدارة شركة «توتال» النفطية الفرنسية باتريك بويان أن الطلب العالمي على النفط قد يتراجع بحلول 2050 إذا نجحت مكافحة الاحترار المناخي.وقال بويان في مؤتمر عن النفط في إسطنبول: «بحلول 2040 أو 2050 من الممكن ألا يكون الطلب على النفط في مستواه الحالي». وأضاف: «هذا سيناريو ممكن» إذا تحققت أهداف مؤتمر المناخ في باريس في 2015.لكن بويان أكد أن الحاجة إلى النفط ستبقى على الرغم من نجاح السيارات التي تعمل على الكهرباء، بينما لا بديل لمصادر الطاقة الأحفورية للآليات الثقيلة والطائرات.التوسع في صناعات الطاقةقال فضل البوعينين، وهو خبير اقتصادي سعودي، «التوسع في صناعات الطاقة سيحقق هدف توطين صناعة الطاقة وزيادة المحتوى المحلي. قد تكون المدينة نواة لتوطين صناعة الطاقة الشمسية بالإضافة إلى النفط والغاز». وأضاف أن تأسيس «أرامكو» لشركتين مستقلتين، تتولى الأولى تطوير البنية التحتية للمدينة، وتقوم الثانية بتشغيلها، ينبئ بالفصل بين أرامكو ومدينة الطاقة مستقبلاً، ولعل هذا يتوافق مع ترتيبات خصخصة أرامكو مستقبلاً». وقالت أرامكو في تقريرها السنوي لعام 2016 الذي نشر يوم الخميس إن قيمة مشترياتها المباشرة من المواد من المصنعين المحليين زادت 800 مليون دولار إلى 2.9 مليار دولار في 2016 بما يشكل 43.5 في المئة من إجمالي الإنفاق على شراء المواد، وهو أعلى مستوى لمشتريات المنتجات المحلية في تاريخ الشركة.من جانب آخر، قال مصدران مطلعان إن «أرامكو» ستورد كافة متطلبات مشتري النفط الخام في الهند وجنوب شرقي آسيا في أغسطس/‏ آب.بيرول: تدني الاستثمارات يقلقناقال مدير وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إنه يتوقع «مفاجأة غير سارة» لسوق النفط قرب عام 2020 إذا ظلت الاستثمارات متدنية. وأضاف بيرول: «نحن قلقون من أنه قد تكون هناك مفاجأة غير سارة بحلول 2020 قد تواجه السوق صعوبات». وأوضح أن استمرار تراجع الاستثمارات في قطاع النفط والغاز وتقلص الإنتاج من الحقول الناضجة قد يتسبب في نقص إمدادات النفط. وكان بيرول يتحدث خلال مؤتمر بشأن الطاقة في إسطنبول.

مشاركة :